الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أردوغان حرك قضية رئيس البرلمان و الإطار يغازل الكردستاني
تغيير حجم الخط     

أردوغان حرك قضية رئيس البرلمان و الإطار يغازل الكردستاني

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء إبريل 30, 2024 6:31 am

2.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

حين قرر شعلان الكريم، النائب والمرشح الاقرب لرئاسة البرلمان، الانسحاب من المنافسة كان الصراع على المنصب وصل مرحلة كسر العظم. ومحمد الحلبوسي، رئيس البرلمان المبعد، والذي يطمح ان يشغل هو او فريقه الموقع مجدداً، صار الان قريبا جداً من ان يسلك سلوك حليفه السابق مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري.

اما الاطار التنسيقي الشيعي، والذي أمسك بعد الاطاحة بالحلبوسي خيوط اللعبة، فكان مسترخياُ بشأن ازمة رئيس البرلمان حتى وصول الرئيس التركي الى بغداد قبل ايام.

ويفترض، بحسب ما يتم تسريبه من كواليس التحالف الشيعي، ان يحسم الاخير في الساعات المقبلة، اسم مرشح رئيس البرلمان ليحافظ على التهدئة في الداخل بعد خطوات إيجابية باتجاه الكرد.

قبل ثورة عاشوراء

يقال في مكاتب الاحزاب السياسية، ان الصدر كان المح الى رفاقه السابقين فيما كان يعرف بـ”تحالف وطن” او “التحالف الثلاثي” الذي تشكل لأشهر فقط بعد انتخابات 2021، أنه قد يكون من المفيد مغادرة الأطراف الثلاثة العملية السياسية..

لم تصدر من الصدر وقتذاك، اية إشارة علنية بهذا الكلام، كما لم يقم الحلبوسي، او الطرف الثالث في التحالف مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي بأخذ خطوات نحو الانعزال، الا مؤخرا من خلال تهديدات صدرت من الطرفين.

الحزب الديمقراطي الكردستاني ، قال الشهر الماضي، بانه قد ينسحب من العملية السياسية إذا استمرت قرارات المحكمة الاتحادية “ذات النزعة السياسية”، بحسب وجهة نظر الحزب.

وقرر الحزب ان يقاطع انتخابات برلمان كردستان التي يفترض ان تجري في حزيران المقبل، قبل ان يبدأ “الاطار” بالتراجع.

يقول نوري المالكي، زعيم دولة القانون ان: “تحويل الرواتب من بغداد الى إقليم كردستان سيستمر”، مشيرا في حديث لوسائل اعلام، الى انه تم حل الموضوع.

وقال ايضا انه “سمع أن رئاسة إقليم كردستان قد تؤجل الانتخابات (في الاقليم) حتى تشرين الأول “.

ويبدو من كلام المالكي ان هناك موافقة من التحالف الشيعي لمطالب الحزب الديمقراطي.

وقال هادي العامري، زعيم منظمة بدر كلاما مشابها، حيث اكد في لقاء صحفي ان: “رئيس الاقليم هو من سيحسم مسألة تحديد موعد الانتخابات”.

واضاف “بارزاني (نجيرفان بارزاني) يفكر في يوم لإجراء تلك الانتخابات يكون مناسبا ومقبولا لدى جميع الجهات”.

ويزور رئيس الاقليم بغداد منذ ايام، وحضر جلسة الأحد الاخيرة، التي كانت مخصصة لاجتماع ائتلاف إدارة الدولة، الذي يضم كل القوى الكبيرة في البرلمان.

ويعتقد قيادي بارز في حزب الدعوة تحدث لـ(المدى) شريطة عدم ذكر اسمه، ان “من مصلحة الاستقرار الداخلي ان يتفاهم الاطار التنسيقي مع الكرد والسُنة كذلك”.

وكان “الاطار” قد استطاع استمالة الحزب الديمقراطي والحلبوسي، بعد الازمة مع الصدريين فيما يسميه التيار بـ”ثورة عاشوراء” التي بدأت اقتحام البرلمان ثم مواجهة مسلحة في آب 2022.

هل خسر الحلبوسي كل شي؟

وعرض التحالف الشيعي ابان ذلك ورقة اتفاق سياسي، الكثير منها لم يتحقق، على الاقل بحسب وجهة النظر السُنية، او حزب تقدم الذي يتزعمه محمد الحلبوسي.

وبسبب ذلك، تقول المصادر السياسية ان الحلبوسي يفكر الان جديا ان يفعل كما زعيم التيار في مغادرة الحكومة بعدما انتهت فرصته تقريبا في وضع بديل من حزبه لرئاسة البرلمان.

وكان شعلان الكريم، مرشح الحلبوسي، الوحيد للمنصب قد تنازل قبل أسبوع عن الترشح، وبحسب المصادر ان تراجع الشعلان كان بسبب احتمال “توسع الحرب” ضد النائب.

وانقذ القضاء الشعلان قبل اسابيع، حين رد دعوى كانت قد اتهمته بـ”البعثية”، فيما وجهت ضده اتهامات سابقة بدعم “داعش”.

وكانت المحكمة الاتحادية قد الغت عضوية الحلبوسي قبل 5 اشهر، بسبب قضية تزوير.

ومنذ ذلك الحين يمسك الاطار التنسيقي بالمنصب، عبر محسن المندلاوي القيادي في التحالف الشيعي، والنائب الاول للحلبوسي.

وتتشابه ظروف المندلاوي مع خضير الخزاعي النائب الثاني للراحل جلال طالباني، الذي اصبح رئيسا للجمهورية لأكثر من عام بعد استقالة النواب الاثنين الاخرين عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي في 2013.

ومنحت الصدفة، او القصدية في ازاحة الحلبوسي- بحسب مايراه حزب تقدم- ان يتصرف الشيعة بتأني كبير في حل المشكلة.

تدخل أردوغان

لكن “برود الاطار” في هذه القضية تعارضه أطراف من الداخل بالإضافة الى الضغوط الخارجية.

يقول عضو في احد الاحزاب الشيعية لـ(المدى) ان “بعض الزعامات في الاطار تجد بقاء الاستحقاقات السُنية معلقة سيزيد الأزمات.. ويجب ايجاد حل كما جرى مع الكرد”.

ويضيف عضو الحزب الذي طلب عدم الاشارة الى هويته: “بالمقابل الرئيس التركي كان قد ضغط بهذا الخصوص، خلال زيارته الاخيرة الى بغداد”.

وكانت صورة لقاء رجب طيب أردوغان مع القيادات السُنية في بغداد قد احدثت جدلا كبيرا في الداخل، واسئلة عن سبب هذا الاجتماع الموسع.

وقال حينها حيدر الملا، عضو تحالف عزم، احد منافسي الحلبوسي، بان أردوغان تحدث في اللقاء عن “حسم منصب رئيس البرلمان”.

واول امس، اكد اجتماع ائتلاف ادارة الدولة على حل المشكلة بشكل عاجل، كما يفترض ان يجمع “الاطار” لوضع اسم نهائي لمرشح رئاسة البرلمان الجديد.

بدوره يقول زياد العرار الاكاديمي والباحث في الشأن السياسي لـ(المدى) ان “اردوغان اجتمع مع كل رؤساء البرلمان السابقين والنواب والقادة السُنة خلال زيارته الى بغداد.. تركيا وايران والخليج كلهم يضغطون بشأن ملف رئيس البرلمان، لكن غير متفقين وكل جهة لديها تصور مختلف”.

ويرى العرار ان ازمة رئيس البرلمان تواجه 3 مشاكل، اولا التدخل الدولي، والثاني النزاع السُني- السني وعدم حصول منافسي الحلبوسي حتى الان على الاغلبية داخل البرلمان.

أما المشكلة الثالثة هي “انقسام الأحزاب الشيعية بشأن هوية بديل الحلبوسي”.

ويقول العرار: “مازال الانقسام حول سالم العيساوي، مرشح خصوم الحلبوسي، وبين من ينتظر ان يقدم زعيم تقدم مرشحه”، بالإضافة الى محمود المشهداني المدعوم من المالكي.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron