وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن هذا التكسي الطائر هو «أول طائرة عمودية تعمل بالهيدروجين وتكمل أطول رحلة لها» وأشار التقرير إلى أن «أول نسخة تجارية من هذا التاكسي الطائر قد تتوفر في الولايات المتحدة بحلول العام 2050».
ومن المعروف أن السيارات الطائرة كانت منذ فترة طويلة موضوعاً كلاسيكياً لأفلام الخيال العلمي، لكن الخيال العلمي أصبح حقيقة رسمياً بظهور هذه السيارة الطائرة واستكمال رحلتها بنجاح باهر وغير مسبوق.
والسيارة الطائرة الجديدة من ابتكار شركة «Joby Aviation» وتعمل هذه الطائرة بالهيدروجين، ما يعني أنها لا تنتج أي انبعاثات بخلاف بخار الماء.
وقال جو بن بيفيرت، مؤسس شركة جوبي ومديرها التنفيذي: «تخيل أن تكون قادراً على الطيران من سان فرانسيسكو إلى سان دييغو، أو من بوسطن إلى بالتيمور، أو من ناشفيل إلى نيو أورليانز دون الحاجة إلى الذهاب إلى المطار ودون أي انبعاثات باستثناء الماء. هذا العالم أقرب من أي وقت مضى».
وتعمل سيارة «التكسي الطائر» التي تم تمويلها جزئياً من قبل الجيش الأمريكي، بستة مراوح، مما يمنحها القدرة على الإقلاع والهبوط عمودياً مثل المروحية.
وبمجرد الطيران، تدور هذه المراوح من وضع عمودي إلى أفقي، مما يسمح لسيارة الأجرة بالطيران للأمام مثل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة التقليدية.
وتتيح هذه القدرات القابلة للتكيف للطائرة حمل أربعة ركاب بسرعات قصوى تبلغ 200 ميل في الساعة «322 كيلومتراً في الساعة» أو الطيران داخل المناطق الحضرية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها طيران طائرة بهذا التصميم، ولكن ما يجعل طائرة «جوبي» فريدة من نوعها هو ما يمد هذه المراوح بالطاقة، بحسب ما تقول «دايلي ميل».
وهذه الطائرة الجديدة هي نسخة معدلة من طائرة كهربائية بالكامل أصلية صممتها شركة «جوبي» والتي أكملت بالفعل 25 ألف ميل (40 ألف كيلومتر) من الرحلات التجريبية.
وبدلاً من استخدام الوقود الأحفوري أو نظام كهربائي بحت، ابتكرت «جوبي» الآن نظام طاقة هيدروجينية كهربائية لتوفير الطاقة النظيفة على مدار رحلات أطول.
وتم استبدال بطاريات المركبة بخلية وقود قادرة على حمل 40 كغم (88 رطلاً) من الهيدروجين السائل الذي يمكن تحويله إلى كهرباء وحرارة وبخار ماء أثناء الطيران.
ومع ذلك، لا يزال «التكسي الطائر» يحتفظ ببعض البطاريات على متن الطائرة لإعطاء طاقة إضافية أثناء الإقلاع والهبوط. وتتمثل ميزة استخدام الهيدروجين في أنه يسمح للطائرة بالسفر لمسافات أطول دون إعادة التزود بالوقود.
وتمكنت نسخة من «التكسي الطائر» المزودة ببطاريات من الطيران لمسافة 100 إلى 150 ميلاً (160 إلى 240 كيلومترًا) قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.
ومع ذلك، فإن هذا التصميم الذي يعمل بالهيدروجين من شأنه أن يمكّن التكسي من القيام برحلات بين المدن وحتى البلدان دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.
وبعد إكمال رحلة بطول 523 ميلاً، كشفت الشركة أنها لا تزال لديها 10 في المئة من وقودها المتبقي. ودفعت حدود التصميم إلى أبعد من ذلك، حيث أعلنت الشركة في منشور على شبكة «إكس» أنها سافرت بعد ذلك مسافة 561 ميلاً على خزان وقود واحد.
وقال بيفيرت: «إن السفر بالطائرة يشكل عنصراً أساسياً في التقدم البشري، ولكننا بحاجة إلى إيجاد طرق لجعله أكثر نظافة».
وبمدى 561 ميلاً، سيتمكن الراكب الذي يبدأ من لندن من السفر بشكل مريح إلى باريس وزيوريخ وإدنبرة دون الحاجة إلى التوقف. وبالسفر بأقصى سرعته، يمكنك القيام برحلة 332 ميلاً (534 كيلومتراً) إلى إدنبرة في أقل من ساعتين.
وبينما لا تستطيع شركة «جوبي» تأكيد موعد توفر النموذج الذي يعمل بالهيدروجين، فقد تكون النسخة الكهربائية البحتة أقرب مما تتوقع.
وتقول الشركة إنها أول طائرة إقلاع وهبوط عمودي كهربائي «EVTOL» تكمل ثلاث جولات من أصل خمس جولات من شهادة هيئة الطيران الفيدرالية.
وأجرت الطائرة التجريبية الأصلية الآن 25 ألف ميل (40 ألف كيلومتر) من الرحلات التجريبية في مارينا وكاليفورنيا ونيويورك. وتقول الشركة إنها ستركز الآن على تأمين المرحلة الرابعة من الشهادة وتتوقع طرح تصميم البطارية للبيع بحلول عام 2025.
وزعمت شركة «جة بي أفييشين» سابقاً أن رحلات «التكسي الطائر» الخاصة بها ستكون متاحة في دبي اعتباراً من أوائل العام المقبل، حيث وقعت الشركة اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي لإطلاق خدمات التكسي الجوي هناك بحلول أوائل عام 2026 فيما تهدف الشركة لإطلاق عملياتها الأولية في وقت مبكر من العام المقبل.
وسينقل المسار المقترح الركاب من مطار دبي إلى نخلة جميرا، أرخبيل المدينة من الجزر الاصطناعية ونقطة الجذب السياحي، في غضون 10 دقائق فقط.
كما تشير الشركة إلى أن التقدم الذي تم إحرازه في إطلاق «التكسي الطائر» الذي يعمل بالبطارية من شأنه أن يمهد الطريق لإصدار خلية الهيدروجين. لكن شركة «جوبي» لم تعلق على مقدار تكلفة النموذج الذي يعمل بالبطارية أو الهيدروجين.
ويقول بيفيرت: «تنتقل الغالبية العظمى من أعمال التصميم والاختبار والشهادة التي أكملناها على طائراتنا الكهربائية التي تعمل بالبطارية إلى تسويق رحلات الهيدروجين الكهربائية».
وأضاف: «في الخدمة، نتوقع أيضاً أن نتمكن من استخدام نفس منصات الهبوط، ونفس فريق العمليات، وبرنامج التشغيل الخاص بالشركة والذي سيدعم التشغيل التجاري لطائراتنا الكهربائية التي تعمل بالبطارية».
