الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بريطانيا تعتزم إنتاج لحوم صناعية في المختبر بديلاً عن المواشي والمزارع
تغيير حجم الخط     

بريطانيا تعتزم إنتاج لحوم صناعية في المختبر بديلاً عن المواشي والمزارع

مشاركة » الأحد سبتمبر 01, 2024 2:50 am

12.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: قد تصبح اللحوم والحشرات المزروعة في المختبر قريباً جزءاً منتظماً من أنظمتنا الغذائية بفضل مشروع عملاق بدأته الحكومة البريطاية وبتكلفة 15 مليون جنيه إسترليني (19 مليون دولار أمريكي) وهو المشروع الذي يُشكل بداية لمرحلة جديدة في مجال إنتاج اللحوم الصناعية التي يقول العلماء إنها صديقة للبيئة وتسبب ضرراً أقل للبشرية.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن بريطانيا تقوم حالياً بإنشاء «مركز الابتكار الوطني للبروتين البديل» (NAPIC) على أمل إيجاد بدائل مستدامة لأمثال شرائح اللحم والدجاج.
وتقول الصحيفة إن هذه البدائل يمكن أن تشمل النباتات البرية والمائية مثل الحبوب والبقول والدرنات والمكسرات والفطريات مثل الفطر والطحالب مثل الأعشاب البحرية والحشرات واللحوم المزروعة في المختبر.
وقال العلماء إنهم يأملون في العثور على بروتينات لذيذة وبأسعار معقولة وصحية أفضل للبيئة وتساعد في تقليل الانبعاثات والبصمة الكربونية الفردية، حتى إنهم روجوا لفكرة إدخال «البروتينات الحلوة» في الطعام كبديل للسكر في محاولة للمساعدة في التغلب على أزمة السمنة في بريطانيا.
ويزعم الخبراء أنه مع استمرار ارتفاع أعداد السكان على مستوى العالم، فإن استكمال الزراعة التقليدية بمصادر بروتينية بديلة يعد «مهمة للغاية» لتلبية الطلب المتزايد بطريقة مستدامة.
ويعد المركز نتاج تعاون بين باحثين في جامعة ليدز ومعهد جيمس هوتون وإمبريال كوليدج لندن وجامعة شيفيلد.
وقال الدكتور روب هانكوك، نائب مدير مركز نمو النباتات المتقدم في جيمس هوتون: «في الوقت الحالي، نستورد منتجات بروتينية بقيمة تزيد عن 15 مليار جنيه إسترليني سنوياً، أي اللحوم ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية. وعلاوة على ذلك، تستورد المملكة المتحدة ما قيمته 3 مليارات جنيه إسترليني من الأغذية الحيوانية، ولذلك نحن بحاجة للتحول إلى نظام حيث نتمكن من إنتاج المزيد من منتجات البروتين هذه داخل بريطانيا». وأضاف: «نحن بحاجة أيضاً إلى القيام بذلك بطريقة أكثر ملاءمة للبيئة وأقل ضرراً».
وقالت خبيرة أخرى في المشروع، وهي البروفيسور كارين بوليزي، من «إمبريال كوليدج» إن إحدى الطرق التي يمكن أن يساعد بها المركز في تحسين النظام الغذائي البريطاني هي الاستفادة من البروتينات «الحلوة» مثل تلك الموجودة في النباتات الاستوائية، والتي يمكن استخدامها كبديل للسكر. وقالت: «لإعطاء مثال ملموس هنا، هناك في الواقع بعض البروتينات ذات المذاق الحلو».
وأضافت: «لذا يمكنك أن تتخيل، ثم يمكنك استخدام هذا البروتين لتحلية منتجات مختلفة وتكون قادراً على تقليل استهلاك السكر من قبل السكان».
وقالت البروفيسور لويز داي، المديرة المشاركة لمعهد الغذاء المستدام في شيفيلد، إن الخبراء حريصون على التأكيد على أن البروتينات البديلة لا تتعلق بإملاء ما يجب أن يأكله الناس. وقالت: «لن نقول للناس أنه يجب عليهم تناول الحشرات».
وتابعت: «نحن نبحث عن بروتينات بديلة من الكثير من المصادر النباتية، وكلها من طرق إنتاج البروتين المختلفة أيضاً».
ومن الأمثلة المحتملة التي قدمتها حول المكان الذي يمكن تطبيق عمل المختبر فيه هو إيجاد المزيج المثالي من حليب الألبان مع حليب النبات لتقليل تأثيره البيئي مع الاستمرار في إعطاء العملاء ما يتوقعونه.
وقالت: «إن مزج حليب النبات وحليب الألبان، على سبيل المثال، هو مثال جيد على أنه يمكننا القيام بذلك من أجل إنتاج حليب يتمتع بملف حسي مثالي، ولكنه يقلل من موثوقيتنا واعتمادنا على الألبان وبيئتها بشكل أخلاقي حقًا بطريقة آمنة وبطريقة صحية».
وتقول «دايلي ميل» إن بدائل البروتين، مثل حليب الصويا واللحم المفروم، كانت متاحة بالفعل في بريطانيا منذ عدة سنوات. ومع ذلك، تظهر الأرقام أنها لا تشكل سوى نسبة صغيرة من تناولنا اليومي للبروتين، وتسلط الدراسات الضوء على المخاوف بشأن الذوق والشعور الحسي.
كما زعم البعض أن اللحوم المزروعة في المختبر هي طعام فائق المعالجة «UPF» بسبب الإضافة المحتملة للمواد المضافة مثل الألوان والنكهات الاصطناعية.
وقالت البروفيسورة داي: «نحن ندرك أن هناك حاجة حقيقية للبروتين لأنه جزء مهم حقاً من نظامنا الغذائي.. إنه أمر بالغ الأهمية للصحة، ونحن نعلم أن حوالي 9 في المئة فقط من البروتين الذي يتم شراؤه في محلات السوبر ماركت يأتي حاليًا من بروتينات بديلة، أما بقية البروتين لدينا فهو من البروتينات الحيوانية».
وقالت إنه من أجل تشجيع الناس على تناول البروتينات البديلة، يجب أن يكون لها ملمس وطعم جذاب.
وفيما يتعلق بمسألة النظر إلى البروتينات البديلة على أنها طعام فائق المعالجة، قالت: «أعتقد أن هذا النقاش ربما يكون تشتيتاً هنا، وسأكون حذرة للغاية بشأن تسمية البروتينات البديلة بالأطعمة فائقة المعالجة. إنها ليست بالضرورة كذلك. سوف تتطلب بعض المعالجة، ولكن في أي نقطة نفهم أن هذا معالجة فائقة؟».
وأضافت: «إذا نظرت إلى الأطعمة التي يصنفها معظم الناس على أنها UPF في الوقت الحالي، فهي كثيفة الطاقة، وهي غنية بالدهون والملح والسكر».
ويعتقد القائمون على المشروع أنه يمكن أن يعمل بمثابة «محفز» لإمكانات النمو في بريطانيا في البروتينات البديلة، حيث سيولد 6.8 مليار جنيه إسترليني سنوياً ويوفر 25 ألف فرصة عمل جديدة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات