دمشق- متابعات “رأي اليوم”- دانت السفارة الإيرانية في دمشق العدوان الإسرائيلي على مصياف في سوريا قبل أيام، مؤكدةً أن ما تناقله الإعلام الإسرائيلي حول مداهمة منشأة إيرانية في مصياف مجرد ادعاءات كاذبة من إسرائيل.
وقالت السفارة في بيان على حسابها في منصة “X”: “بعد 11 شهرا من الإخفاقات الكيان الصهيوني، محبط لدرجة أنه لا يرى أي سبيل لإنقاذ نفسه سوى قتل الأطفال ونشر الأكاذيب”.
وأضاف البيان: “بعد إدانة جريمة الكيان في قصف مصياف السورية والذي لم يمس أيا من المستشارين الإيرانيين، نعلن بأن ادعاءات الكيان مجرد أكاذيب، ولا تنشرها سوى وسائل إعلام مجهولة وهي أبواق للكيان”.
وزعمت قوات إسرائيلية تنفيذ إنزالا جويا في سوريا ليل الثامن من أيلول/سبتمبر، في عملية دمّرت خلالها منشأة لانتاج الصواريخ أقيمت بإشراف إيراني، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وتقارير صحافية أميركية.
ad
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه “لا يعلّق على التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية”.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات الجيش السوري وأهدافا لايران وحزب الله. ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها أكدت مرارا أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.
وأعلنت السلطات السورية استشهاد 18 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت ليل الأحد الإثنين “مواقع عسكرية” في مدينة مصياف وسط البلاد.
ولكن بحسب المرصد السوري (مركز انشأته المخابرات البريطانية اثناء اندلاع الاحتجاجات في سورية عام 2011)، فإنّ الغارات استتبعتها عملية إنزال جوي استهدفت موقع “حير عباس”، وهو “مصنع مخصص لتصنيع وتطوير الصواريخ الدقيقة متوسطة المدى” أنشأه ويشرف عليه الحرس الثوري الايراني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “مروحيات أنزلت عشرات الجنود الاسرائيليين” الذين “تمكنوا من اقتحام المصنع وتفجيره”.
وسبقت ذلك “سلسلة من الضربات الجوية المكثّفة التي استهدفت مواقع حيوية في المنطقة” أدت لتدمير “مركز البحوث العلمية في مصياف” حيث يتمّ تطوير أسلحة ويعمل خبراء إيرانيون، وفق المرصد.
وشاركت في العملية التي دامت ثلاث ساعات، طائرات مسيرة وحربية، وبلغت حصيلتها 27 شهيدا وفق المرصد.
وأشار المصدر ذاته الى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت “مقر المخابرات العسكرية وعدة نقاط أخرى كانت مخصصة لحماية المصنع”، بالإضافة إلى “استهداف كل مركبة أو آلية تتحرك بالقرب من الموقع، حتى الدراجات النارية”.
من جهته، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي عن ثلاثة مصادر مطّلعة على الملف بأنّ وحدة من قوات النخبة الاسرائيلية نفّذت الهجوم “ودمّرت مصنعا تحت الأرض لإنتاج الصواريخ الدقيقة التي تقول الولايات المتحدة واسرائيل إن إيران تقوم بتصنيعها”.
وتقع المنشأة “تحت الجبال في مصياف لتبقَ بمنأى عن الضربات (الجوية) الاسرائيلية”، وفق أكسيوس الذي أشار الى أن تدميرها “يبدو ضربة كبيرة لجهود إيران وحزب الله في إنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية”.
بدورها، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين وغربيين بأن “اسرائيل نفذت عملية كوماندوس” في سوريا “دمرت فيها موقع تصنيع صواريخ تابعا لحزب الله”.
وأضافت أن “العملية تضمّنت هجوما جريئا نفذته قوات خاصة إسرائيلية التي نزلت من المروحيات ويبدو أنها استولت على مواد من منشأة الصواريخ”.
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب شنّ الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.
وتوازيا مع حرب غزة، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله وإسرائيل. ويؤكد الحزب استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية “دعما” لغزة و”إسنادا لمقاومتها”. في المقابل، تستهدف الدولة العبرية ما تصفه بأنه “بنى عسكرية” تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.
وإيران هي أحد أبرز داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، منذ السنوات الأولى للنزاع. كما دعمت طهران مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله، في القتال الى جانب الجيش السوري.
ودانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارات الإسرائيلية “الإجرامية”.