لندن ـ «القدس العربي»: قال الملياردير الأمريكي المعروف إيلون ماسك إن شركته «سبيس إكس» سترسل صاروخ «ستارشيب» الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات إلى المريخ في غضون عامين فقط، وذلك على الرغم من اختبارات الإطلاق العديدة التي فشلت سابقاً، إلا أن ماسك يبدو الآن واثقاً من الأمر.
ويعتقد ماسك أنه يمكنه إرسال صاروخ «ستارشيب» إلى المريخ في غضون عامين فقط، حيث قال مؤسس «سبيس إكس» إن البعثات غير المأهولة إلى المريخ في عام 2026 «ستختبر موثوقية الهبوط السليم» على الكوكب الأحمر.
وبعد عامين من ذلك، أي في عام 2028 ستنقل «ستارشيب» الناس إلى المريخ لأول مرة، ما سيمثل المرة الأولى التي يمشي فيها البشر على كوكب آخر، حسب الخطة الطموحة للشركة الأمريكية.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن «ستارشيب» وهو أكبر وأقوى صاروخ تم بناؤه على الإطلاق، خضع لاختبارات إطلاق متفجرة في العامين الماضيين، لكنه نجح أخيراً في الصعود إلى الفضاء والعودة سالماً.
ووفقاً لماسك، ستصنع شركته العديد من سفن الفضاء – ما يؤدي في النهاية إلى أسطول يضم أكثر من 100 سفينة بطول 165 قدماً.
وقال المؤسس الملياردير في منشوره على شبكة «إكس» إن أولى سفن الفضاء ستنطلق إلى المريخ في غضون عامين عندما «تفتح نافذة انتقال الأرض والمريخ التالية».
ويشير هذا إلى فترة كل 26 شهراً تقريباً عندما يكون الكوكبان متقاربين في مدارهما وتكون المسافة بينهما أقل.
وقال ماسك: «سينمو معدل الطيران بشكل كبير من هناك، بهدف بناء مدينة مكتفية ذاتياً وذلك خلال حوالي 20 عاماً». وفي النهاية، يريد ماسك أن يجعل البشر نوعاً «متعدد الكواكب» ما يعني أننا نعيش على العديد من الكواكب، وليس فقط على الأرض.
وأضاف: «إن كوننا متعددي الكواكب سيزيد بشكل كبير من العمر المحتمل للوعي، حيث لن يكون لدينا كل بيضنا، حرفيًا وأيضيًا، على كوكب واحد».
وفي تغريدة أخرى، أكد ماسك أن البشر لن يذهبوا إلى المريخ إلا بعد أن تثبت عمليات الهبوط الأولية في عام 2026 أنها موثوقة.
وأضاف: «أربع سنوات هي أفضل حالة للبشر، ربما ست سنوات، ونأمل أن لا تكون ثماني سنوات».
واعتاد ماسك على تقديم وعود غريبة لا تتحقق، وغالباً ما تنطوي على أطر زمنية طموحة تأتي في وقت قريب جداً، حسب ما تقول «دايلي ميل».
وفي عام 2017 قال ماسك إن «سبيس إكس» ستطلق أولى بعثاتها للشحن إلى المريخ في عام 2022 وأولى الطواقم إلى الكوكب في عام 2024. لكنه الآن قد يكون متفائلاً بشكل خاص بعد وصول «ستارشيب» إلى الفضاء وهبوطها بنجاح على الأرض في حزيران/يونيو الماضي.
ووصف ماسك ذلك بأنه «إنجاز ملحمي» بعد أن ارتفعت «ستارشيب» 130 ميلاً فوق السطح وهبطت بهدوء في المحيط الهندي كما هو مخطط له.
وفي آذار/مارس الماضي، تمكنت «ستارشيب» من الوصول إلى الفضاء لكنها تحطمت بشكل مذهل أثناء إعادة دخول الغلاف الجوي للأرض.
وقد سبق ذلك إطلاقان فاشلان في عام 2023 انتهى الأول منهما بانفجار فوق خليج المكسيك في نيسان/أبريل. وكان من المفترض أن يسافر 90 ميلاً فوق سطح الأرض لمدة 90 دقيقة، ولكن بعد وقت قصير من انفصال المعزز «Super Heavy» انفجرت «ستارشيب» فوق خليج المكسيك قبالة ساحل تكساس بعد حوالي أربع دقائق من بدء المهمة.
ثم في تشرين ثاني/نوفمبر 2023 قامت «سبيس إكس» بمحاولة الإطلاق الثانية لكنها فشلت بعد حوالي ثماني دقائق من بدء مهمة الاختبار عندما وصلت إلى ارتفاع 91 ميلاً فوق سطح الأرض قبل أن تنفجر.
وتم تصميم السفينة التي يبلغ طولها 395 قدماً والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والمصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ لنقل الطاقم والبضائع إلى مدار الأرض والقمر والكواكب الأخرى.
ومن المقرر أن يهبط أربعة رواد فضاء على القمر كجزء من مهمة «Artemis 3» التابعة لوكالة ناسا في عام 2026 وهي أول رحلة مأهولة إلى سطح القمر منذ عام 1972.