جرت أول مسابقة دولية للجمال في منتجع سبا البلجيكي في 19 سبتمبر عام 1888. اللافت أن فتاة اسمها فاطمة شاركت في هذه المسابقة وقد خلب جمالها لجنة التحكيم حتى أنهم اتخذوا قرارا غريبا.
فاطمة صاحبة الجمال الذي لا يقارن!
الإعلانات عن هذه المسابقة الأولى من نوعها على الإطلاق، ظهرت في الصحف الأوروبية صيف عام 1888. طُلب من الشابات الراغبات في المشاركة بالمسابقة إرسال صور بالبريد مع كتابة أسطر عن أنفسهن.
أرسلت الصور من جميع أنحاء العالم إلى بلجيكا، وبلغ عدد الراغبات في الاشتراك 350 شابة من فرنسا والسويد والنمسا والجزائر والولايات المتحدة وهنغاريا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وتونس وروسيا وتركيا.
بصعوبة فرزت هذه الطلبات الكثيرة من قبل لجنة التحكيم وكانت مكونة من ثمانية رجال بينهم فنانون ونحاتون وممثلون ومن مهن إبداعية أخرى.
لجنة التحكيم اختارت من بين جميع الطلبات المقدمة 21 فتاة. تمت دعوتهن للمشاركة شخصيا والحضور إلى بلجيكا على نفقة المنظمين.
بعد وصولهن لم يسمح للمشاركات بالظهور في الأماكن العامة، وتم إيواؤهم في طابق منفصل في أحد الفنادق، وكان يتم نقلهن إلى مبنى الكازينو حيث أقيمت المسابقة في عربات مغلقة. لم يكن لأحد الحق في رؤية المشاركات قبل إعلان النتيجة وتسليم الجوائز.
خصص الكازينو الذي نظم المسابقة مبلغ 10000 فرنك، جوائز توزع على الفائزات. المسابقة جرت لمدة 12 يوما. الفتيات المشاركات كن يستعرضن كل يوم أمام أعضاء لجنة التحكيم في صالون الكازينو. جميع المشاركات كن يرتدين فساتين طويلة، وكان الرجال في القاعة يرتدون البدل الرسمية.
في اليوم الأخير من المسابقة أعلن عن فوز مارتا سوكاري وهي من جزر غوادلوب وتبلغ من العمر 18 عاما، وحصولها على لقب أجمل فتاة على كوكب الأرض.
الفائزة الأولى حصلت على 5000 فرنك، وكانت المرتبة الثانية من نصيب أنجيلا ديلروز من هولندا، وحصلت على 2000 فرنك، فيما حصلت ماري ستيفنز من النمسا على 1000 فرنك بفوزها بالمرتبة الثالثة.
من تكون فاطمة؟الحدث الأبرز في أول مسابقة للجمال في العصر الحديث تمثلت في أن إحدى المشاركات أعجب بجمالها الجميع إلى درجة أن لجنة التحكيم قررت بالإجماع أنها فوق المنافسة.
لجنة التحكيم رأت أن فاطمة إذا شاركت في المسابقة فستفوز حتما ولن يكون لأي من منافساتها أي فرصة، لذلك قرر أعضاء هذه اللجنة استبعادها وأعلنوا أنها خرجت من المنافسة!
اسم هذه الفتاة فاطمة وهي من الجزائر. رجل أعمال حاذق استغل الموقف. طلب كل من أراد أن يلقي نظرة على هذه الحسناء ان يدفع رسوم دخول. بهذه الطريقة لم تعد فاطمة على بلادها خالية الوفاض وكسبت ماديا. رجال الأعمال واسع الحيلة، وضع شرطا إضافيا في اتفاقه مع فاطمة يقضي بعدم زواجها إلى أن ينتهي تعاونها. هذا ما كان من امر فاطمة في القرن التاسع عشر!