برلين- “القدس العربي”: رأت مجلة شبيغل الألمانية أن المشهد المتوتر والمتفجر على الساحة اللبنانية، ينذر بحرب تلوح في الأفق بين إسرائيل وحزب الله. فبعد عام من النزاع المسلح المتواصل على الحدود، يبدو أن الأمور تتجه نحو تصعيد خطير قد يغير معالم الصراع في المنطقة.
وفقاً لتقارير استخباراتية، يُعتقد أن إسرائيل هي التي تقف وراء زرع متفجرات داخل الأجهزة الإلكترونية المستخدمة من قبل عناصر حزب الله. وقد تمكن القائمون على هذه العمليات من إخفاء المتفجرات بشكل ذكي داخل خطوط إنتاج هذه الأجهزة، مما جعل من الصعب اكتشافها حتى لحظة التفجير. كان الهدف واضحًا: تدمير قدرة الحزب على التواصل وتعطيل نشاطه في وقت حساس.
أهداف إسرائيل الخفية: إشعال فتيل المواجهة؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا تصعّد إسرائيل بهذه الطريقة؟ وهل تسعى لشيء أكبر من مجرد ضربات تكتيكية؟ الخبراء يرون أن هذه الهجمات تحمل رسالة واضحة: إسرائيل لا تسعى فقط لتعطيل قدرات حزب الله في الوقت الحالي، بل ربما تحاول استدراج الحزب إلى رد فعل قوي يمكن أن يبرر حربا شاملة.
تعتبر هذه الهجمات سابقة من نوعها من حيث الحجم والتخطيط، حيث لم يتم تنفيذ مثل هذه العمليات بهذا الشكل الموسع من قبل
بحسب شبيغل، تعتبر هذه الهجمات سابقة من نوعها من حيث الحجم والتخطيط، حيث لم يتم تنفيذ مثل هذه العمليات بهذا الشكل الموسع من قبل. والجدير بالذكر أن إسرائيل تعتمد على تكتيكات مشابهة منذ سنوات لإضعاف أعدائها، لكن هذه المرة، يبدو أن النية هي خلق حالة من الفوضى والذعر داخل صفوف حزب الله قد تدفعه إلى اتخاذ خطوات غير محسوبة.
تأثيرات الهجمات على حزب الله
تشير التقارير إلى أن هذه الهجمات قد شلت قدرة حزب الله على التواصل الداخلي، وهو ما قد يضعف من قدرته على الرد أو اتخاذ قرارات استراتيجية. وقد أعرب أعضاء حزب الله عن استيائهم من الهجمات، في ظل الحديث عن دور إسرائيلي خفي في التفجيرات.
السيناريوهات المحتملة: إلى أين يتجه الصراع؟
الهجمات الأخيرة وضعت لبنان والمنطقة برمتها في موقف حساس للغاية. هناك عدة سيناريوهات قد تتحقق في الأيام المقبلة، وكل منها يحمل تبعات خطيرة.
السيناريو الأول: تصعيد عسكري شامل من حزب الله
قد يرى حزب الله في هذه الهجمات إعلانا للحرب، ما يدفعه إلى الانتقام بشن هجمات كبيرة ضد إسرائيل. منذ أكتوبر 2023، يشارك حزب الله في صراع محدود مع إسرائيل تضامنًا مع الفصائل الفلسطينية في غزة. ومع هذه الهجمات، قد يجد الحزب نفسه مضطرا لتوسيع نطاق المواجهة، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة لاستهداف شمال إسرائيل.
السيناريو الثاني: توسيع إسرائيل للهجمات واستدراج دعم دولي
في حال تصاعد الأمور، قد تكون إسرائيل على استعداد للانتقال من ضربات تكتيكية إلى هجوم شامل على لبنان. هدف إسرائيل قد يكون استفزاز حزب الله ودفعه إلى الرد بقوة، مما سيبرر تدخلًا عسكريًا أوسع بدعم دولي، خاصة من الولايات المتحدة. يمكن أن تستغل إسرائيل الوضع لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان أو حتى لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة.
السيناريو الثالث: تراجع تكتيكي من حزب الله
على الرغم من الضربة الموجعة التي تلقاها الحزب، قد يختار قادته التراجع التكتيكي والابتعاد عن الحدود مع إسرائيل مؤقتًا. هذا السيناريو، رغم أنه أقل احتمالاً، قد يوفر للحزب فرصة لإعادة ترتيب صفوفه واستعادة قوته دون المخاطرة بمواجهة مفتوحة قد تكون كلفتها باهظة.
تداعيات خطيرة على لبنان والمنطقة
هذه الهجمات لم تؤثر فقط على حزب الله، بل خلقت حالة من الذعر والفوضى بين المدنيين في لبنان. مشاهد الرعب تكررت في شوارع بيروت وجنوب لبنان، حيث كان الناس يخشون من انفجار أي جهاز إلكتروني في أيديهم، سواء كان هاتفا أو حاسوبا محمولا. ومع انتشار الشائعات حول احتمال تفجير المزيد من الأجهزة، أصبح الوضع في لبنان أكثر توترا وتعقيدا.
كما أن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة. ومع استمرار التوترات، قد يجد لبنان نفسه في مواجهة جديدة مع إسرائيل، ما سيزيد من معاناة الشعب اللبناني ويهدد استقراره على المدى الطويل.
هل يقترب الشرق الأوسط من حرب شاملة؟
بينما تحاول الأطراف الدولية التدخل لتهدئة الأوضاع، يبقى السؤال الأكبر: هل سينجح المجتمع الدولي في احتواء الأزمة، أم أننا نشهد بداية حرب إقليمية واسعة؟ الأوضاع في لبنان وفلسطين وسوريا تشير إلى أن المنطقة بأكملها قد تكون على شفا تصعيد غير مسبوق. إسرائيل من جهتها تواصل استعداداتها، حيث تم نقل وحدات عسكرية من غزة إلى الحدود الشمالية، في إشارة واضحة إلى أنها تستعد لمرحلة جديدة من الصراع.