تشتد الحرب في اوكرانيا، على ايقاع مطالبة الرئيس الاوكراني امريكا والغرب بالسماح لقواته باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي. روسيا تؤكد من ان الغرب وامريكا من المحتمل ان تسمحا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي؛ هو قول يحمل نقيضه. يحاول الرئيس الاوكراني خلط الاوراق وتغير قواعد الاشتباك في الحرب الدائرة بين امريكا التي تنوب عنها بلده، اوكرانيا وروسيا؛ في عملية يعتقد من انه يستبق بها الانتخابات الامريكية التي ربما يفوز بها ترامب.
المسؤولون الروس هددوا بصورة واضحة لا لبس فيها ولا ادنى غموض وعلى لسان بوتين ذاته، اضافة الى المسؤولين الاخرين من القيادة الروسية بلا استثناء؛ من ان اي استخدام للأسلحة الامريكية او الغربية الاخرى في ضرب العمق الروسي؛ عندها او في هذه الحالة يكون الناتو قد دخل في حرب مباشرة معنا اي مع روسيا. ان هذا لسوف يقود حتما حسب تصريحات المسؤولون الروس الى حرب عالمية نووية. بوتين يقول في هذا الخصوص او في هذا التهديد؛ ان الرسالة قد وصلت، وقد فهموها.
من وجهة النظر الشخصية ان امريكا ولا الغرب سوف يسمحان باستخدام الاسلحة الامريكية والغربية في ضرب العمق الروسي على الاقل في المرحلة الحالية من الحرب. على الرغم من الروس يصرحون باستمرار من ان روسيا لا تهتم بنتائج الانتخابات الامريكية وما سوف ينتج عنها لجهة من يكون في البيت الابيض، او ان في تصريح اخر لبوتين ان بايدن افضل من ترامب على الاقل يمكن التنبيء بتصرفاته على عكس ترامب، وهذا التأكيد يسري تماما على اي رئيس ديمقراطي مقبل، إنما الحقيقة ان روسيا تهتم اهتماما كبيرا جدا في نتائج الانتخابات الامريكية في المقبل من الزمن القريب؛ لأن السياسة الامريكية لجهة الوسائل وليس الاستراتيجية الكونية الامريكية حين يكون ترامب رئيسا تختلف حين تكون هاريس الرئيسة.
ad
عموما ان الحرب في اوكرانيا من غير المحتمل ان تنزلق الى حرب نووية فلا روسيا في وارد استخدام السلاح النووي الاستراتيجي في ميدان المعركة، حتى وان استخدمت اوكرانيا السلاح الامريكي والغربي في ضرب العمق الروسي، لكن من الجانب الثاني وكما صرح المسؤولون الروس من انهم في هذه الحالة لسوف يستخدمون اسلحة مدمرة جدا، تحول كييف الى كتلة مشتعلة من النار؛ بأسلحة تقليدية، لم يستخدمونها حتى الآن كما يقولون. ان امريكا والغرب، حلف الناتو، بقناعة شخصية؛ لن يسمحوا لأوكرانيا بذلك؛ لأن الحرب عندها سوف تتسع وتتطور بما يلحق ضررا كبيرا بحلفاء امريكا الاوروبيين، وربما يدخل الناتو في حرب مفتوحة مع روسيا، وهذا هو خارج المخطط الامريكي في حربها مع روسيا. لماذا؟ الاجابة؛ ان امريكا تريد او هي قد خططت الى حرب طويلة مع روسيا، تنوب عنها فيها اوكرانيا؛ تستنزف القدرات الروسية الى الامد الطويل لحرب مفتوحة زمنيا، بما يقود او ينتهي في نهاية المشوار الى تضعيف الاقتصاد الروسي، وهذا بدورة يقود الى خلخلة الداخل الروسي.
أما الروس فانهم حتما يدركون ذلك؛ لذا يلاحظ المتابع لهذه الحرب؛ ان روسيا تريد وكما يقول مسؤولوها هو تحرير كامل الاقاليم او الاراضي التي ضمتها إليها في استفتاء معروف، بمعنى انها اراضي روسية لا يجوز التفاوض عليها عند مناقشة انهاء الحرب بالحوار. هذا من جانب اما من الجانب الثاني؛ فان روسيا تريد وتسعى بكل قوة وقدرة على الفعل في ارض المعركة على السيطرة على كامل الاراضي الاوكرانية او الروسية كما تدعي روسيا، في اقرب وقت او في اقل زمن ممكن. عندها لسوف تتوقف او توقف زحفها، وتقوم بعمل تحصينات قوية، بالشكل الذي من الصعوبة عندها اختراقها، اي وضع اوكرانيا وامريكا والغرب امام واقع تم تثبيته على الارض.
هنا تكون خسائر روسيا اقل كثيرا جدا عن خسائر اوكرانيا، ان حاولت الاخيرة استرجاع الاراضي التي فقدتها؛ باختراق حصون روسيا على حدود ما تقول انها اراضي روسية. وان لم تحاول بسبب الخسائر التي حينها حتما تكون هائلة جدا؛ فسوف تتحول الى حرب او معارك، القتال فيها عبر الارض الحرام بالمدفعية والطائرات المقاتلة او المسيرة والصواريخ. في هذه الحالة تكون الارجحية لروسيا. اما قول ترامب؛ من انه في حالة فوزه لسوف يوقف الحرب في اوكرانيا في يوم واحد؛ هذا القول قول انتخابي ليس الا، أما الحقيقة فان الحرب في اوكرانيا، سوف تستمر حتى وان فاز ترامب، إنما ليس بوتيرتها الحالية لناحية الدعم التسليحي والمالي المفتوح من امريكا. هذا هو الذي يقع في صلب الاهتمام الروسي في من سوف يفوز في الانتخابات الامريكية المقبلة.