لندن ـ «القدس العربي»: تمكن العلماء لأول مرة من طمأنة البشرية عبر التوصل إلى طريقة لحماية كوكب الأرض من أي ارتطام محتمل قد تتعرض له الكرة الأرضية من قبل كويكب خارجي قادم من الفضاء. وتعتمد الطريقة التي توصل لها العلماء على القيام باستخدام الأشعة النووية ضد الكويكب قبل أن يصل إلى الأرض ويرتطم بنا مسبباً دماراً هائلاً.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن الأشعة النووية والسينية التي تُستخدم بالفعل حالياً للمساعدة في تشخيص مجموعة كاملة من المشكلات الطبية يمكن أن تنقذ مستقبل البشرية أيضاً، وفقًا للباحثين.
وتشير دراسة جديدة إلى أنه يمكن استخدام نبضات الأشعة السينية لصرف الكويكبات الضخمة عن مسار تصادم مع الأرض.
وتُظهر التجارب المعملية أنها تعمل عن طريق تبخير سطح الكويكب، وتحويله إلى غاز، وبالتالي تغيير مساره.
ويقول الخبراء إن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في مهام الدفاع الكوكبي المستقبلية، لصرف المذنبات والكويكبات التي يجلبها مسارها المتوقع بالقرب منها أكثر مما ينبغي.
واستخدم فريق من مختبرات ساندي الوطنية في البوكيرك، بمدينة نيو مكسيكو في المكسيك الأشعة السينية المولدة من جهاز نووي لاستهداف نموذجين صغيرين من الكويكبات في الفراغ، على غرار الظروف الموجودة في الفضاء.
وفي التجربتين، لاحظ الباحثون أن النبضات تسخن سطح الكويكبات، مما يؤدي إلى سحابة بخار تغير زخمها ومسارها، ثم قام الباحثون بتوسيع نطاق هذه القياسات لإجراء عمليات محاكاة تتضمن صخورًا أكبر.
ويقترحون أن الكويكبات المتجهة نحو الأرض بقطر يصل إلى 4 كيلومترات يمكن انحرافها باستخدام هذه الاستراتيجية. وقالوا «إن اصطدامات الكويكبات من بين المخاطر الطبيعية العديدة التي تواجه الحضارة».
وعلى الرغم من أن معظم الكويكبات تتجاوز الأرض أو تسبب أضراراً قليلة، إلا أن أكبر الاصطدامات أدت إلى دمار إقليمي وحتى القضاء على المناخات الصالحة للسكن. وقال العلماء إنه «على الرغم من ندرتها، فقد أصبح القضاء على التأثيرات المدمرة أولوية وطنية». وأشاروا إلى اختبار حديث أجرته وكالة ناسا، والذي تضمن استخدام مركبة فضائية لضرب كويكب وتغيير مسارهز وعلى الرغم من فعاليتها، فإن هذه الطريقة مكلفة وتتضمن الكثير من الوقت والتحضير.
وقال العلماء: «كانت مهمة العرض التكنولوجي التي قامت بها وكالة ناسا، والمعروفة باسم اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) لاعتراض وتحويل ديمورفوس عن طريق اصطدام مركبة فضائية بالكويكب الصخري رائعة».
وأضافوا: «ومع ذلك، قد تكون المؤثرات الحركية دفاعاً غير كافٍ ضد أكبر الكويكبات القادرة على إحداث اضطرابات عالمية، خاصة عندما تكون أوقات التحذير قصيرة». وتابعوا: «هنا نوضح محاكاة انحراف الكويكب بنبضة من الأشعة السينية. نقيس هذه النتائج إلى طاقات اعتراض مقترحة ونتوقع أن الكويكبات التي يصل قطرها إلى حوالي 4 كم يمكن أن تنحرف بهذه الآلية، مما يوضح طريقة قابلة للتطبيق للاستعداد لمهام الدفاع الكوكبي المستقبلية».
ويمكن القول إن أشهر تأثير كويكبي هو اصطدام كويكب تشيكشولوب، الذي اصطدم بكوكبنا قبل 66 مليون عام وأدى إلى انقراض الديناصورات.
وكان قطر الكويكب يصل إلى 15 كيلومتراً، وضرب الأرض بسرعة 20 كيلومتراً في الثانية، ما تسبب في تشكل حافة من الجبال أطول من جبال الهيمالايا حول الحفرة وملء السماء بغبار ناعم لمدة 15 عاماً.