ليس العنوان معلومة ، و انما استنتاج ،مصدره متابعة لمواقف و تصريحات قيادات الكيان المحتل و الدول المذكورة ، و مجريات الحرب في شمال فلسطين و جنوب لبنان ، وكذلك النوايا الشريرة و الفاشية للصهيونية ،التي تتحكم و توجّه سلوك نتنياهو .
لنطّلع على تصريح وزير الدفاع البريطاني ،في الأمس ،حيث يقول :” نراقب عن كثب احتمالات الغزو البري لجنوب لبنان ، وهذا أمرٌ يقرره الاسرائيليون …” .
ونلفت انتباه القارئ إلى عبارة ” وهذا امرٌ يقرره الاسرائيليون ” ، ويعني بكل بساطة ان الأمر متروك لإسرائيل ، وهم ،اي احفاد بلفور ،ما عليهم ،حينها ،الاّ مباركة و دعم ما تقرره إسرائيل .
صحيفة واشنطن بوست تكتب اليوم عن قوافل عسكرية اسرائيلية تتحشّد في الشمال استعدادًا لتوغل بري .
تصريحات لمسؤولين في الادارة الأمريكية تبارك لإسرائيل ما تحققه من انجازات في سياسة الاغتيالات و تؤيد القصف الجوي و المجازر ضد المدنيين ، ولكن وفق هذه التصريحات ” امريكا تعارض حالياً ” غزو بري للبنان .
و نلفت انتباه القارئ إلى كلمة ” حالياً ” ، الأمر الذي يدل عن عدم معارضة امريكا لما تقوم به إسرائيل اليوم ، وقد توافق في الايام القادمة على قيام اسرائيل بغزو بري للبنان . تصريحات وردت على لسان مسؤولين امريكين ، ونقلتها جريدة ” هارتس ” الاسرائيلية ،بتاريخ 2024/9/24.
الجميع ( نتنياهو و امريكا و الغرب المؤيد ) هم ادوات تنفيذية للصهيونية ،التي تتحكم في العالم ، و ما يقومون به ،مِنْ حروب ،وسياسة ،ودبلوماسية ،و اقتصاد ،كله لخدمة وفي سبيل الهيمنة الصهيونية الفاشيّة و العنصريّة ، و المتجرّدة من الإنسانية . نتنياهو هو الذي يقودهم ،وبأسم الصهيونية وبرعايتها ،ونرى ذلك جلياً .لا أحد يقف عثّرة امام خطاه ،ليس خوفاً منه او حُبّاً به ، وانما انصياعاً إلى الصهيونية و خوفاً منها . الجميع يصفُ نتنياهو بالكذاب ، ولكن ،عليهم ان يصدّقوا ما تريده الصهيونية .
يمضي نتنياهو نحو لبنان ، على ما يبدوا ، في ذات المسار الإجرامي والمرحلي في غزة ، رغم انه لا يزال غاطس في وحل غزّة .
هدفه الاول هو الانتصار على حزب الله و اجتثاثه و بيئته ، والهدف الثاني هو توسيع دائرة الحرب ونقلها إلى البعد الاقليمي و الدولي ( اي ايران و امريكا ) ، لذلك يردّد دائماً ، بتذكير مسعاه ،إلا وهو تغيير الشرق الأوسط .
أصبحَ نتنياهو اليوم مُتحمساً ،اكثر من أمس ،للقيام بهجوم بري .لماذا ؟
يعتقدُ ،أولاً ، بأنَّه نجحَ في تقليل القدرات الفنية والعسكرية للحزب بأستشهاد كوادر متقدمة منه، وهذا ما ذكره ايضاً في خطابه في الامم المتحدة ، ثانياً ،حَصِلَ على الضوء الأخضر الأمريكي والبريطاني و الفرنسي ، و غرّه التصفيق الحار لخطابه ،من قبل وفود الصهيونية في هيئة الامم المتحدة ، و التي تستحق حقاً تسميتها “بالأمم المتّفككة ” وثالثاً ، فَهِمَ ( بطريقة او اخرى ) بعدم انخراط إيران في الحرب ،في حالة الانتقال إلى القتال بّراً ، ولعله مُخطئ في هذا الفهم أو هي دعوة له و لاسياده بالوقوع في الفخْ !
ولنتذكّر أَنّ كل نتائج الحروب التي خاضتها امريكا و بالتعاون مع إسرائيل او بالعكس ( اي اسرائيل وبدعم امريكا و الغرب ) ضّد حركات المقاومة في المنطقة و خارج جغرافية المنطقة ( افغانستان ) كانت لصالح ايران و لصالح محور المقاومة ولصالح روسيا و الصين .
لعلَ ما يسعى اليه نتنياهو و داعميه هو استدراج ألهي ، وكُلنا نعلم بأنَّ الاستدراج او الإملاء او الإمهال هو سُنّة من السُنن الالهية ، و خاتمته هلاك الظالم و الفاسق ، و قد فاقَ نتنياهو في ظلمه و جرائمه و فسوقه روبسبير ، و بول بوت و إيفان الرابع او إيفان الرهيب في روسيا ( 1533- 1547) ، وغيرهم من مشاهير الإجرام و البطش .
جميع المواقف و التصريحات الغربية و الأمريكية عن جهود سياسية و دبلوماسية لوقف الحرب على لبنان
كذبٌ و نفاق و تلفيق ، وغرضها الرأي العام الأمريكي و الغربي ،وكسب الوقت كي يمضي نتنياهو قدماً في التحضير و التجهيز لتوغل برّي .
لم يستبعد حزب الله او المقاومة في لبنان فرضية هجوم بري يشّنه الكيان المحتل ، و هو اعلمُ منّا جميعاً بنذره ، و أوعدنا بأنَّ التوغّل البري هو ميدانه و بإنتظاره ، وأظّنُ بأنَّ المقاومة تعّول على حرب استنزاف طويلة الامد في وحل الجنوب .