الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ايران ـ إسرائيل: «ردع استراتيجي» أم حرب؟ القدس العربي
تغيير حجم الخط     

ايران ـ إسرائيل: «ردع استراتيجي» أم حرب؟ القدس العربي

مشاركة » الخميس أكتوبر 03, 2024 7:27 pm

خلال قرابة 10 دقائق قطع ما يقارب 200 من صواريخ «فاتح آلاف الكيلومترات من محافظة أذربيجان الشرقية في إيران عابرة فوق البوارج الأمريكية في الخليج العربي وأجواء العراق وسوريا والأردن لتضرب إسرائيل.
في السياق السياسي للعملية، اعتبرت طهران الهجوم الصاروخي ردا على اغتيال تل أبيب إسماعيل هنية حسن نصر الله وعباس نيلفروشان، وأن تأخرها في الرد على اغتيال زعيم «حماس» الراحل كان في إطار سعيها لوقف إطلاق النار في غزة، وهو السعي الذي لم تتجاهله حكومة بنيامين نتنياهو فحسب، بل أتبعته مؤخرا باغتيال زعيم «حزب الله» والمستشار الأعلى للحرس الثوري في لبنان، ثم ببدء هجوم واسع على لبنان.
نفذت القوات المسلحة الإيرانية هجومها الأخير، حسب طهران، وفقا للمادة 51 لميثاق الأمم المتحدة وحق الدفاع المشروع، ونجحت 90٪ من المقذوفات في تحقيق أهدافها. أرفقت طهران الإعلان عن انتهاء الهجوم بالتهديد أنها ستضرب البنية التحتية لإسرائيل إذا ردت عليها.
تركزت التصريحات الإسرائيلية على «فشل العملية الإيرانية» وعلى أن المنظومة الجوية الإسرائيلية هي «الأكثر تفوقا في العالم» وعلى أن طهران «ستدفع الثمن».
أظهرت ردود فعل المسؤولين الإسرائيليين غضبا هائلا ودعوات غير مقيدة للانتقام، فقال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الحالي، إن «طهران ستندم على كما ندم لبنان وقطاع غزة» وقام قادة المعارضة الإسرائيلية بالمزاودة على مسؤولي الحكومة فدعا افيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق، لضرب منشأت النفط والغاز والنووي وتدمير المصافي والسدود الإيرانية، فيما طالب نفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق، أيضا بتدمير المشروع النووي الإيراني معتبرا أن على إسرائيل استغلال «أعظم فرصة من 50 سنة».
يقدم تصريح بينيت، عمليا، خلاصة لاستراتيجية نتنياهو وحكومته منذ بدء الأحداث قبل قرابة سنة، وهي استراتيجية هدرت دبلوماسيات العالم جهودا عبثية هائلة على محاولة تغييرها.
تقوم هذه الاستراتيجية على استغلال هجوم «حماس» في 7 تشرين أول (أكتوبر) 2023 لتحقيق أجندة التيار الصهيوني الأكثر تطرفا ضد الفلسطينيين، غير أن هذه الاستراتيجية، ومع انفتاح أفق الصراع مع إيران والكيانات المرتبطة بها في المنطقة العربية، تبلورت في العمل على جرّ الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاء إسرائيل الغربيين، إلى حرب مع إيران.
لا يمكن فهم اغتيال هنية في قلب طهران، ثم اغتيال نصر الله باستخدام قنابل أمريكية، إلا في ضوء هذا الهدف الاستراتيجي الأبعد لنتنياهو، وستحدد طريقة انتقام إسرائيل من إيران، بعد الضربة الصاروخية الأخيرة، بالتالي، وردود فعل حلفاء إسرائيل الغربيين، وكذلك رد فعل طهران على ذلك الانتقام إن كانت الضربة الصاروخية الإيرانية قد نجحت في ترميم «الردع الاستراتيجي» مع إسرائيل، أو أن نتنياهو، وحكومته الإبادية، قد فرضت على العالم حربا ضد إيران قد تشعل المنطقة برمتها.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات