شهدت العاصمة العراقية بغداد سلسلة من مشاريع البنى التحتية التي تقول الحكومة إنها “تحدث لأول مرة منذ عقود طويلة بهذا الزخم”، إلا أن تلك المشاريع تسببت بالمقابل بزحامات شديدة امتدت لساعات طويلة حتى أوقات متأخرة من الليل، فضلاً عن أنها تواجه أسئلة من مختصين حول جدواها في شوارع العاصمة.
ويرى مراقبون، أن كثرة إنجاز “المجسرات”، والتي بعضها لا تنسجم مع مساحة بغداد، انعكس سلباً على رأي الجمهور، الذي بدأ يظهر تذمراً واسعاً مما يجري.
ويوم الأربعاء افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مجسرين جديدين ضمن سلسلة المجسرات، في ساحتي عدن وصنعاء في الكاظمية، شمالي العاصمة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان إن افتتاح المجسرين الجديدين “ضمن الحزمة الأولى من مشاريع فكّ الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد”، حيث يعتقد أن خطة “فك اختناقات” العاصمة ستمر بأكثر من مرحلة من ضمنها إنشاء “خط مترو”.
“مجسّرات سياسية”
ويقول مجاشع محمد وهو مراقب للشأن الداخلي العراقي، إن حملة “المجسرات” التي بدأت الحكومة بتنفيذها لفك الاختناقات المرورية في بغداد هي من أموال “قانون الطوارئ” الذي شرع في الدورة الماضية.
ويرجح محمد، أن هذه المجسرات لن “تنهي أزمة الازدحامات المرورية، ستخفف منها بشكل كبير لأن القضية تحتاج إلى حلول جذرية في عاصمة مثل بغداد التي يصل تعداد سكانها إلى نحو 10 مليون نسمة”، مشيراً إلى أن “العاصمة تحتاج لتفعيل وسائل النقل الجماعي، وإنشاء مترو، والحد من ظاهرة دخول السيارات بشكل فوضوي”.
ويرى المراقب للشأن العراقي، أن ملف “مشاريع فك الازدحامات” أثار خلافات داخل القوى الشيعية لأنه يبدو اختاره رئيس الحكومة لرفع شعبيته في بغداد تمهيداً للانتخابات المقبلة، لافتاً إلى أن “الإطار التنسيقي يتهم رئيس الحكومة باستثمار موارد الدولة لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية”.
شروط نجاح مشاريع فك الاختناقات
إلى ذلك، اعتبرت الأكاديمية العراقية نهلة نجاح محمد، أن مشاريع المجسرات يمكن أن تنجح في تخفيف حدة الازدحامات والاختناقات المرورية “لكن إذا كانت موضوعة وفق دراسة دقيقة ومنظمة، وفي توقيتات لا تتعارض مع أوقات دوام الطلاب والموظفين”.
كما حذرت الاكاديمية من أن تلك المشاريع يمكن أن “تقلص من حجم المساحات الخضراء في بغداد” في حين تواجه البلاد التصحر وموجات غبار.
وأضافت أن “كثرة المجسرات والتي اصبحت في كل مكان انعكس سلباً على الشارع العراقي وهناك ضجر كبير من الجمهور بسبب أعدادها”، واشارت إلى أن المختصين يرون “عدم وجود رؤية استراتيجية في أعداد المجسرات، ولا تنسجم مع مساحة محافظة بغداد المكتظة بالسكان، وكذلك أنها تكلف الحكومة أموالاً كبيرة”.