لندن ـ «القدس العربي»: تتجه شركة «سبيس إكس» المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى نقل تكنولوجياتها الفضائية إلى مجال الطيران التجاري، حيث تعمل على إنتاج مركبة خارقة قادرة على نقل الركاب من لندن إلى نيويورك في ثلاثين دقيقة بدلاً من سبع ساعات بالطائرات التقليدية الحالية، لتختصر بذلك المسافات بين دول العالم.
وحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليها «القدس العربي» فقد تنقل مركبة «سبيس إكس» الفضائية الركاب قريباً في رحلات طويلة المسافة بسرعات مذهلة تصل إلى 16700 ميل في الساعة، حسب ما يدعي إيلون ماسك.
ويبدو أن «سبيس إكس» تحيي خططها لمواجهة صناعة الطيران التجاري من خلال نقل الركاب إلى دول أخرى عبر الفضاء.
ويقول ماسك إن رؤيته الطموحة للسفر الفضائي «من الأرض إلى الأرض» على صاروخ «ستارشيب» الخاص به «ممكنة الآن» بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وتم الترويج لأول مرة من قبل «سبيس إكس» منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث سيصعد ما يصل إلى ألف راكب إلى «ستارشيب» وهو أقوى صاروخ على وجه الأرض، وينطلق في المدار.
ولكن بدلاً من التحليق في الهاوية المظلمة في الفضاء، ستطير ستارشيب «بالتوازي» مع الأرض أثناء عبورها لسطح الكوكب، متجهة إلى مدينة أخرى.
ويزعم إيلون ماسك أن هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من مدة السفر الجوي، ما يوفر الوقت لرجال الأعمال والسياح على حد سواء، على الرغم من أنه من المحتمل أن يدفعوا آلاف الدولارات لكل رحلة.
وتقول شركة «سبيس إكس» إن «ستارشيب» يمكنها نقل الأشخاص من لندن إلى نيويورك في 30 دقيقة، ومن نيويورك إلى شنغهاي في 39 دقيقة ومن زيورخ إلى سيدني في 50 دقيقة.
ومع ذلك، سيواجه الركاب قوى الجاذبية أثناء الإقلاع والهبوط، في حين أن ظروف الجاذبية المنخفضة في منتصف الرحلة تعني أنه سيتعين عليهم ربط أحزمة الأمان.
ويمكن أيضاً نصح المسافرين بإمالة مقاعدهم للخلف أثناء الإطلاق و«شد أردافهم» أثناء مغادرتهم وإعادة دخولهم الغلاف الجوي للأرض.
ونشر أحد المستخدمين على شبكة «إكس» مقطع فيديو ترويجي لشركة سبيس إكس، ما يشير إلى أن الشركة قد تحصل على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية «FAA» خلال رئاسة ترامب.
وقال المستخدم: «تحت إدارة الطيران الفيدرالية لترامب، يمكن لشركة سبيس إكس الحصول على موافقة على استخدام مركبات ستارشيب في غضون بضع سنوات، ونقل الأشخاص من أي مدينة إلى أي مدينة أخرى على الأرض في أقل من ساعة». ورد ماسك على هذه التغريدة قائلاً: «هذا ممكن الآن».
لكن الملياردير ماسك لم يقدم أي تفاصيل أخرى حول موعد تحقيق هذا المشروع، كما رفضت شركة «سبيس إكس» التعليق على هذه المعلومات، حسب ما نقلت جريدة «دايلي ميل».
ويصور مقطع الفيديو الخاص بالشركة، الذي نُشر في الأصل عام 2017 مستقبلاً قريباً حيث يصعد سرب من الناس على متن قارب في نهر هدسون في نيويورك في الساعة 6:30 صباحاً. ثم ينقل القارب ركابه إلى صاروخ «Starship» على بعد أميال قليلة من الشاطئ، والذي ينطلق بسلاسة إلى المدار في تمام الساعة 7 صباحاً.
وبسرعة قصوى تبلغ 16700 ميل في الساعة (27000 كم / ساعة) تدور المركبة الفضائية حول الكوكب إلى شنغهاي في الصين في 39 دقيقة فقط.
وعلى مسافة 7392 ميلاً (11897 كم) تستغرق الرحلة من نيويورك إلى شنغهاي على متن طائرة تجارية اليوم حوالي 15 ساعة.
وينتهي الفيديو بمركبة من الفولاذ المقاوم للصدأ يبلغ طولها 395 قدماً وهي تهبط بشكل مثالي على منصة هبوط أخرى قبالة الساحل في شنغهاي.
وتعلن شركة «سبيس إكس» عن «أطول الرحلات في أقل من 30 دقيقة» وأي مكان على الأرض في أقل من ساعة.
وعلى الرغم من أن الفيديو يصور رحلة خالية من العيوب من الخارج، إلا أنه لم يتم الكشف عن أي شيء حول الظروف التي قد تكون عليها الرحلة للركاب.
ونظراً لانخفاض الجاذبية في المدار، سيتعين على الركاب ربط أنفسهم في مقاعدهم وقد لا يتمكنون من الذهاب إلى دورة المياه.
وقال ماسك سابقاً إنه لن تكون هناك حاجة إلى «دورة مياه أو منطقة قيادة أو مطبخ طعام» لأن «معظم الرحلات الجوية لن تستغرق سوى 15 إلى 20 دقيقة».
ونتيجة لذلك، قد يضطر الركاب إلى أخذ استراحة تكتيكية للذهاب إلى دورة المياه على متن القارب، لإنقاذهم من تبليل أنفسهم في الفضاء.
ويتمثل التركيز الرئيسي لمركبة ستارشيب بالطبع في نقل البشر إلى أماكن أبعد، أي القمر وفي النهاية الكواكب الأخرى.
ومن المقرر أن يهبط أربعة رواد فضاء على القمر كجزء من مهمة «أرتميس 3» التابعة لوكالة «ناسا» في عام 2026 وهي أول رحلة مأهولة إلى سطح القمر منذ عام 1972.
وقال ماسك مؤخراً إن «سبيس إكس» سترسل صاروخ «ستارشيب» الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات إلى المريخ في عام 2026 على الرغم من أنه سيكون مهمة غير مأهولة. وبعد عامين من ذلك في عام 2028 ستنقل «ستارشيب» الناس إلى المريخ لأول مرة، وهو ما سيمثل المرة الأولى التي يمشي فيها البشر على كوكب آخر.