مع تقديم “إسرائيل” شكوى ضد العراق بمجلس الأمن، أصرّت حكومة محمد شياع السوداني وأوساط سياسية وإعلامية عن أن ذلك “ذريعة” لاستهداف العراق وضربه من قبل حكومة الكيان، وهو ما جعل الحكومة تعلن عن اتخاذ عدة إجراءات وصفت بـ”العاجلة”، بينها توجيه رئيس الحكومة القوات الأمنية بـ”منع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة”.
وتعليقاً على ذلك، قال فهد الجبوري، وهو قيادي في تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، إن “السوداني وعد خلال آخر اجتماع للإطار التنسيقي (يوم أمس) باتخاذ إجراءات احترازية وتأمين الحدود بعد رسائل واضحة وصلت إلى العراق باحتمال تعرض البلاد إلى ضربات”.
الجبوري أكد في مقابلة تلفزيونية، أن “دولة إقليمية مهمة – لم يذكر اسمها- أرسلت للعراق رسائل تفيد بأخبار عن القصف الإسرائيلي”، موضحاً أن “ائتلاف إدارة أعطى الضوء الأخضر لرئيس الحكومة بحفظ أمن العراق”.
وتابع: “على الحكومة أن تبادر الآن على ضبط الوضع الداخلي، وهي تعهدت بالقيام بذلك”، مبيناً أن “ضبط الأوضاع ليس بالمواجهة وإنما بالحوار والحديث، والفصائل أكيد لديهم المصلحة العراقية مهمة”.
ماذا يمكن أن تقدم الفصائل؟
وتحدث القيادي في تيار الحكومة عنما اعتبره “تضخيماً لحجم استهداف الفصائل لإسرائيل كذريعة لضرب العراق”، مستدركاً بالقول: “هناك قصف حقيقي لكن هناك محاولات تضخيم وادعاءات لغرض إدخال العراق بالحرب، ومنذ أشهر تحاول إسرائيل فعل ذلك لكن أميركا كانت مسيطرة وتمنعها”.
ويتحدث الجبوري عن أنه “ليس لدينا حل للقضية الفلسطينية، إذ أن بيان المرجعية الأول، كان واضحاً بأن نهاية هذه الأزمة بزوال هذا الكيان، لكن ما هي آليات الزوال؛ هل هي بعصيان الدولة؟”.
وقال إن “بيان المرجعية، صار بمثابة خارطة لتعامل للقوى السياسية مع الأزمة في المنطقة عن طريق المسارات الثلاثة، وهي؛ الإعلام، والدبلوماسية، الإغاثة، هذه هي إمكانية العراق المتوفرة حالياً”.
وعن حصر السلاح، رأى الجبوري أن “لا أحد تحدث بعد خطاب المرجعية عن هذه النقطة بصورة واضحة، قسم يقول إن المقصود هو سلاح العشائر”، مضيفاً أن “المرجعية لا تنقصها الشجاعة، يمكن أن تفتي بالذهاب إلى القتال، كما أعلنت مع داعش، المشكلة هناك من يؤول كلامها”.
واعتبر الجبوري أن مبدأ وحدة الساحات “ليس بالضرورة أن تكون جميع الساحات موجودة الآن”.
فصيل عراقي: “لسنا أبناء الحكومة”
وفي نفس البرنامج، دافع عباس الزيدي عضو كتائب سيد الشهداء، عن “فصائل المقاومة”، وقال إن “الفصائل مدعومة شرعياً ودينياً وسماوياً، وتعترف بها الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أنه “لدينا شرعية من المرجعية، وخطاب حصر السلاح يعني بما يحمي الدولة، لكن المرجعية لن تقف بوجه المقاومة”.
وقلّل الزيدي من إجراءات الحكومة الأخيرة في ملاحقة النشاطات العسكرية خارج الدولة، مؤكداً أن “الفصائل أبناء المرجعية ولسنا أبناء الحكومة”.
وعوضاً عن ذلك، طالب الزيدي السوداني “بمنع إسرائيل من خرق الأجواء العراقية”.
ورش عراقية لتطوير المسيرات
وأكد الزيدي أن “المقاومة العراقية” تقوم بعمليات استنزاف لإسرائيل ضمن مبدأ وحدة الساحات، وقال إن “المقاومة غير محكومة بالساحة العراقية، لديها ساحات وميادين متعددة، ربما الفصائل تفاجئ العدو من المحيط الهندي، أو من أي بحر أو محيط”.
وأوضح: “لم ولن نتنازل عن وحدة الساحات، وسنتوقف حين يتوقف العدوان على لبنان وغزة”، مؤكداً أنه “لدينا من القدرات والإمكانيات، ووحدة الساحات يعني تبادل القدرات والخبرات”.
وكشف عن أن الفصائل بدأت تطور في ورش بالعراق “مسيرات ليست انقضاضية فقط، وإنما تطلق صاروخاً ثم تنقض، مثل ما صنعه حزب الله. لدينا طائرات تصل إلى قلب إسرائيل”.
واعتبر الزيدي أن “إسرائيل ستتورط في حال قررت ضرب العراق”، مضيفاً أن “الحرب الحقيقة مع إسرائيل لم تبدأ. لا أعلم متى تبدأ يعتمد ذلك على التطورات”.
“إسرائيل لا تحترم العالم”
وحول الشكاوى التي تقدمت بها إسرائيل ضد العراق في مجلس الأمن، واعترضت فيها على قصف الفصائل، يقول الزيدي متسائلاً: “وهل يحترم الكيان الصيهوني القانون الدولي، ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية، والشرعية الدولية؟”.
وأشار إلى أنّ “الكيان الصيهوني وأمريكا جعلا الأمم المتحدة مظلة لتسويق سياسيات إسرائيل”، معتبراً أن “هناك نية مبيته لإسرائيل لضرب العراق، وظهرت هذه النية منذ رفع نتنياهو الخريطة في الأمم المتحدة”.
ولفت إلى أنه “في أيام الحرب مع داعش، سبق وقصفت إسرائيل الحشد في معسكر الصقر جنوب بغداد، وفي مواقع أخرى”.
“على الفصائل أن تشكر بايدن”
أيضاً في البرنامج التلفزيوني، أكد غابرييل صوما، وهو مستشار في فريق دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، أن “إسرائيل لن تقصف الأراضي العراقية إذا توقف الفصائل”.
واستدرك بالقول: “لكن خلاف ذلك، ستقوم إسرائيل بالانتقام من الفصائل، كما حدث مع إيران، حيث دمرت كل القواعد العسكرية، وكل أجهزة الدفاع بالكامل، ولا نريد أن يحدث هذا مع العراق”.
وبيّن صوما أن “العراق ليس له علاقة بالأحداث في فلسطين. فلسطين وأمريكا وإسرائيل هم من يتباحثون الآن بالحل عن تلك الأزمة وليس العراق”.
وقال مستشار ترامب، إن سياسية الأخير “سوف تغير ما يحدث بالشرق الأوسط، لأن سياستيه هي إحياء الاتفاقيات الإبراهيمية في 2016، وهو يتطلع للتطبيع مع إسرائيل مع كل الدول، ربما يرفض العراق لكن هناك 14 دولة عربية تريد التطبيع، ونحن لن نجبر العراق على التطبيع”.
وأضاف: “يجب أن تشكر المقاومة العراقية، الرئيس بايدن (المنتهية ولايته) لأنها استطاعت أن تضرب الأمريكان 200 مرة، حين سيكون ترامب بالحكم لن يستطيعوا أن يكرروا تلك الأعمال”.