الوثيقة | مشاهدة الموضوع - السلطات العراقية تتحرك لتضيق الخناق على الفصائل: هل تنجح في تجنّب الهجوم الإسرائيلي الوشيك؟ مشرق ريسان
تغيير حجم الخط     

السلطات العراقية تتحرك لتضيق الخناق على الفصائل: هل تنجح في تجنّب الهجوم الإسرائيلي الوشيك؟ مشرق ريسان

مشاركة » الأحد نوفمبر 24, 2024 1:20 am

4.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: منذ منتصف الأسبوع الماضي، بدأت الحكومة العراقية، بزعامة محمد شياع السوداني، بتحرّكٍ جدّي على المستويين العسكري والدبلوماسي، لتجنّب هجوم إسرائيلي وشيك يستهدف مواقع عسكرية في الداخل العراقي، عقب تلويح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بالردّ على هجمات الفصائل العراقية، الأمر الذي دفع السلطات العراقية لاتخاذ جمّلة تدابير تحول دون الضربة الإسرائيلية المرتقبة.

وأعلن الوزير الإسرائيلي، أنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، طالب فيها بـ«اتخاذ إجراءات فورية بشأن نشاط الميليشيات الموالية لإيران في العراق، والتي تستخدم أراضيها لمهاجمة إسرائيل».
كما حمّل الحكومة العراقية «مسؤولية كل ما يحدث على أراضيها، وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، لحماية نفسها ومواطنيها».
ودعا مجلس الأمن أيضاً إلى «التحرك بشكل عاجل للتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف هذه الهجمات على إسرائيل».
ووفق تقارير صحافية إسرائيلية، فإن خطط سلطات الاحتلال بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من «ضرب البنية التحتية والمنشآت» ثم الانتقال إلى عمليات «اغتيال مركزة» تطال شخصيات في الفصائل المسلحة.
ووسط ذلك، بدأت الحكومة العراقية بالتفكير جدياً في خطورة التوجّه الإسرائيلي الجديد، واتخذت سلسلة خطوات من شأنها ضبط المناطق الحدودية مع الجار السوري، وقطع الطريق أمام الفصائل التي تستخدم- في الغالب- هذه الأراضي لشن هجماتٍ يومية ضد مواقع إسرائيلية.
السوداني الذي يشغل أيضاً منصب القائد العام للقوات المسلحة، بادر بإصدار توجيهات صارمة لقوات الأمن الاتحادية، جاءت على وقع اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، ركّزت على «منع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة» و«إعداد خطط للطوارئ تتناسب مع حجم التهديد» فضلاً عن «تعزيز الحدود العراقية الغربية» و«تأمين متطلبات الحماية الجوية لسماء العراق، وللأهداف الحيوية والفعّالة والمهمة داخلياً».
التوجيهات المشدّدة للسوداني حمّلت أيضاً القيادات الميدانية المسؤولية عن «أي خرق أمني ضمن قاطع المسؤولية يمكن أن يعرض أمن البلد للخطر» بالإضافة إلى التشديد على «تحليل ورصد ومتابعة أي نشاط جوي معادٍ، أو استهداف أرضي وملاحقة مطلقيه».
وغالباً ما يؤكد السوداني أن بلاده ترفض أن تكون منطلقاً للاعتداء على أي دولة، وإن قرار «الحرب والسِّلم» بيد الدولة العراقية، وأنه لا يسمح لأي طرف بأن «يصادر هذا الحق».
ويبدو أن السوداني يسعى لمنح القوات الاتحادية صلاحية أوسع لمنّع الفصائل من المضي في تنفيذ هجماتها، إذ كشفت وثيقة مسرّبة جرى تناقلها على مستوى واسع في مواقع إخبارية محلية، عن قرار جهاز مكافحة «الإرهاب» تشكيل قوة خاصة لرصد أي محاولة لاستهداف مستشاري وبعثات التحالف الدولي في العراق.
وحسب الوثيقة التي لم يتسنّ التأكد من صحتها، فإن قائد جهاز مكافحة «الإرهاب» وجه بتهيئة قوة تتألف من مقاتلين وعجلات وأسلحة وأعتدة، تكون جاهزة لأي طارئ بأسرع ممكن، وتأمين الأرزاق وتكديس ماء تكفي لمدة شهر.
وأكدت الوثيقة، على الجهد الاستخباري لرصد أي محاولة لإطلاق صاروخ أو طائرة مسيرة لاستهداف مستشاري التحالف الدولي.
وفي جردة حسابٍ أجرتها «القدس العربي» لنشاط عمليات الفصائل خلال الأسبوعين الماضين، يتضح انخفاضها لأكثر من النصف، فبعد أن سجّلت الفصائل المنضوية في ائتلاف «المقاومة الإسلامية» في العراق، 28 عملية قبل أسبوعين، فإنها لم تنفّذ خلال الأسبوع الماضي سوى 12 عملية فقط.
ووفقاً لسلسلة بيانات «المقاومة» في الأسبوع الماضي، فإن عملياتها الـ12 شملت مهاجمة «أهداف حيوية وعسكرية» إسرائيلية في مناطق أم الرشراش «إيلات» وجنوب وشمال الأراضي المحتلّة، بواسطة الطيران المسيّر.
ويرى القيادي في الحزب «الديمقراطي الكردستاني» هوشيار زيباري، أن التهديدات التي أطلقتها إسرائيل ضد العراق كانت متوقعة نظرا لمواقف أطراف سياسية وفصائل عراقية من الحرب القائمة في المنطقة.
وقال في جلسة نقاشية على هامش أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط) إن «التوقعات ليست إيجابية لما يجري في العالم بشكل عام» مؤكدا أن الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر تشكل تهديدا للبلدان، «وهي ستتسع وتتجاوز قطاع غزة» فيما لفت إلى وجود مساعٍ «لإبعاد العراق عن التوترات الحاصلة في المنطقة».
ولتحقيق السبيل ذاته، قدمت الحكومة العراقية، طلباً لعقد جلسة لمجلس الجامعة العربية لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني.
ونهاية الأسبوع الماضي، تقدمت المندوبية الدائمة لجمهورية العراق لدى جامعة الدول العربية، بطلب من الحكومة العراقية لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية الاعضاء في الجامعة لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني.
ويتحدث الطلب عن التهديدات الموجهة من الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن، والتي يحاول من خلالها «توسيع ممارساته العدوانية في المنطقة بما فيها العراق» حسب مصادر مُطلعة على نصّ الطلب العراقي.
وعلى إثر ذلك، أعلنت الجامعة العربية، تأييدها لطلب العراق بعقد جلسة لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن «الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت طلباً رسمياً من العراق بعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في أقرب وقت ممكن، لمناقشة مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولي بشأن ادعاءات الاحتلال الصهيوني بزيادة وتيرة وشدة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية منذ أيلول (سبتمبر) الماضي والهادفة لجر المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع» طبقاً للوكالة الرسمية.
زكي ذكر أيضاً أن «الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت المذكرة العراقية، وتم تعميمها على الدول العربية الأعضاء للتشاور حول تحديد الموعد المقترح» لافتاً إلى أن «عدة دول أيدت الطلب، وبناء عليه سيتم تحديد الموعد في ضوء المشاورات بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والرئيس الحالي لدورة مجلس جامعة الدول العربية وهو اليمن، للاتفاق على الموعد».
وأشار إلى أنه «جاء في المذكرة العراقية التي تم تقديمها إلى الأمانة العامة وتوزيعها على الدول الأعضاء أن تهديدات الكيان الصهيوني وردت في الرسالة الموجهة منها إلى مجلس الأمن والتي تسعى من خلالها إلى توسيع ممارساتها العدوانية الحالية في المنطقة لتشمل العراق».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات