الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هجوم الفصائل المعارضة يجعل تركيا اللاعب الرئيس في سوريا
تغيير حجم الخط     

هجوم الفصائل المعارضة يجعل تركيا اللاعب الرئيس في سوريا

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء ديسمبر 04, 2024 2:03 am

2.jpg
 

ملخص

الفصائل الموالية لتركيا سيطرت أول من أمس الأحد على مدينة تل رفعت التي كان يسيطر عليها الأكراد، وهي منطقة رئيسة تقع على حافة "المنطقة الأمنية" التي تحتلها تركيا في شمال سوريا.

تتصرف تركيا بحذر إزاء هجوم فصائل المعارضة في سوريا، غير أنها تأمل في عودة جزء من 3 ملايين سوري لجأوا إلى أراضيها إلى بلادهم، وفي الحصول على فرصة لإزالة التهديد الكردي على حدودها الجنوبية.

ويبدو أن تركيا تلعب دوراً رئيساً في تشكيل المستقبل القريب لسوريا، على رغم أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كان قد رفض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


يقول الباحث المشارك في المجلس الأطلسي في أنقرة، عمر أوزكيزيلجيك، إن تركيا لديها "علاقة معقدة وصعبة" مع "هيئة تحرير الشام" التي قادت هجوم الفصائل المسلحة على حلب.

ويوضح أن الهجوم كان متوقعاً قبل "سبعة أسابيع، وكانت الخطط العسكرية (لتنفيذه) جاهزة، لكن تركيا منعت الفصائل من التقدم"، بينما قامت روسيا حليفة دمشق بـ"قصف مواقعهم بقوة" لإنقاذ النظام السوري.

ويؤيد المتخصص في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز ليستر وجهة نظر أوزكيزيلجيك، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الهجوم كان من المفترض أن ينفذ في "منتصف أكتوبر (تشرين الأول)" الماضي.

هيئة تحرير الشام" تغيرت

ويؤكد عمر أوزكيزيلجيك أن أنقرة لم تعط الضوء الأخضر إلا بعد فشل محاولات تطبيع العلاقات مع دمشق والبحث عن حل سياسي وفق عملية أستانا التي ترعاها تركيا وروسيا وإيران منذ عام 2017.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس الإثنين، "من الخطأ في هذه المرحلة، محاولة تفسير هذه الأحداث في سوريا على أنها تدخل أجنبي".

وحاربت تركيا تمدد "هيئة تحرير الشام" في "منطقتها الأمنية" في شمال غربي سوريا. ومارست ضغوطاً على هذه المجموعة كي تقطع صلتها بتنظيم "القاعدة" وكي لا تهاجم الأقليات، خصوصاً المسيحيين والدروز. ويقول أوزكيزيلجيك إن "هيئة تحرير الشام لم تعد كما كانت في عام 2020".

من جهته، يرى فراس قنطار، وهو معارض سوري درزي ألف كتاباً بعنوان "سوريا الثورة المستحيلة"، أن "أردوغان ليست لديه الوسائل لإيقاف هيئة تحرير الشام".

تركيا لاعب رئيس

وقطعت العلاقات بين أنقرة ودمشق في عام 2011، بعد بداية النزاع السوري الذي قسم البلاد إلى مناطق نفوذ وأسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص.

غير أن الرئيس التركي الذي يدعم فصائل معارضة، مد يده اعتباراً من عام 2022 للأسد، بعدما كان يصفه بـ"القاتل". وفي يوليو (تموز) الماضي، قال أردوغان إنه مستعد للقاء رئيس النظام السوري "في أي وقت"، غير أن الأخير ربط عقد هذا اللقاء بانسحاب القوات التركية من بلاده.

وكانت أنقرة تأمل من خلال هذه المصالحة في تسهيل عودة جزء من نحو 3 ملايين لاجئ سوري موجودين على أراضيها وقد تحول وجودهم إلى قضية سياسية ملحة.

وفي هذا الإطار، يقول عمر أوزكيزيلجيك إنه "مع تغير الوضع في الميدان، تبدو تركيا اللاعب الرئيس في سوريا في الوقت الحالي، وسيتعين على إيران وروسيا التفاوض معها على حل سياسي للنزاع".
محاربة الأكراد

منذ عام 2016 نفذت تركيا عمليات توغل عدة ضد القوات الكردية في شمال سوريا، مما سمح لها بالسيطرة على مناطق على طول الحدود.

وكان الهدف من ذلك إبعاد القوات الكردية المسلحة، بما في ذلك "وحدات حماية الشعب" الكردية الحليفة للدول الغربية في مكافحة تنظيم "داعش" بسوريا.

وتعد تركيا "وحدات حماية الشعب" فرعاً من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً ويملك شبكة واسعة من المصادر في سوريا، فإن الفصائل الموالية لتركيا سيطرت أول من أمس الأحد على مدينة تل رفعت التي كان يسيطر عليها الأكراد. وتقع هذه المنطقة الرئيسة على حافة "المنطقة الأمنية" التي تحتلها تركيا في شمال سوريا.

وحذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس من أن "تركيا لن تسمح للمنظمات الإرهابية بمحاولة الاستفادة من أجواء عدم الاستقرار" في سوريا.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار