دمشق-(أ ف ب) – بيروت- الزمان
ما أن أعلنت الفصائل المعارضة بدء استعدادها لتطويق دمشق، حتى ساد الهلع شوارع العاصمة، مع مسارعة سكان للتموين، في وقت خرج عشرات الشبان في ضاحية جرمانا وأسقطوا تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد.
فيما أعلنت السلطات السورية السبت إقامة “طوق أمني وعسكري قوي” في محيط دمشق، مع إعلان فصائل معارضة استعدادها لـ”تطويق” دمشق.
ونفت الرئاسة السورية السبت أن يكون الرئيس بشار الأسد قد غادر دمشق، مؤكدة أنه “يتابع عمله” منها.
في وقت قال ناشطون انه غادر الى قاعدة حميميم الروسية ومنها الى موسكو
ويعد نفي الرئاسة السورية مؤشرا على تأزم الاوضاع وعلى وجود صحة للشائعات في مغادرة الرئيس دمشق التي باتت محاصرة من جهتين ، فيما لايزال بشار الاسد غير ظاهر في المشهد العام ، ويقوم وزيرا الدفاع والخارجية بالظهور في وسائل الاعلام المحلية والخارجية.
ويقول سوريون موالون في بيروت لمراسل “الزمان” ان صدام حسين الرئيس الاسبق للعراق كان يظهر في ايام الحرب مع الامريكان ويلقي خطابات او يتجول بين الناس ونراه على التلفزيون،ن لماذا لايقوم رئيسنا تطميننا نحن الموالين له ، الان نحن في مأزق هل نبقى في بيروت ام نعود وكيف نعود لاندري
واقتربت فصائل المعارضة السورية من دمشق السبت وبدأت في “تنفيذ المرحلة الأخيرة من تطويق العاصمة دمشق”، وفق القيادي في الفصائل المعارِضة حسن عبد الغني الذي أكد أن مقاتليه باتوا على مسافة أقل من 20 كلم من المدخل الجنوبي للعاصمة السورية.
وفي بيان بعنوان “إلى إخواني الثوار الأحرار” نشرته قيادة الفصائل على تطبيق تلغرام، قال أبو محمّد الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلا من لقبه العسكري، “وإني أعزم عليكم ألا تهدروا رصاصة واحدة إلا في صدور أعدائكم، فدمشق تنتظركم”.
وكان أكد الجمعة في حديث لشبكة سي ان ان الإخبارية الأميركية أن هدف الفصائل المعارضة هو “إسقاط نظام” الأسد.
وقال وزير الداخلية السوري محمد الرحمون السبت في تصريح للتلفزيون السوري الرسمي خلال جولة في العاصمة “أطمئن المواطنين أن هناك طوقا قويا جدا، أمنيا وعسكريا، على الأطراف البعيدة لدمشق وريف دمشق”، مضيفا أنه “لا يمكن لأي كان، لا هم ولا مشغليهم ولا داعميهم أن يخترقوا هذا الخط الدفاعي الذي تقوم به القوات المسلحة”.
وأفاد شاهدان وكالة فرانس برس بأن متظاهرين في ضاحية جرمانا جنوب دمشق أسقطوا السبت تمثالا نصفيا للرئيس الراحل حافظ الأسد كان مرفوعا داخل ساحة رئيسية تحمل اسمه.
ونشرت وسائل إعلام محلية لقطات مماثلة في درعا، في الجنوب وفي حماة في وسط البلاد.
وتقول رانيا، الحامل في شهرها الثامن لفرانس برس، بينما كانت تبحث منذ ساعات عن دواء: “أشعر بالخوف الشديد على نفسي وابنتي التي في بطني”.
وتضيف بينما ملامح القلق ترتسم على وجهها على وقع توارد الأنباء عن انسحاب القوات الحكومية من مواقعها: “لم يكن الوضع كذلك عندما خرجت من المنزل صباحا، لكن فجأة شاهدت الناس خائفين”.
ورغم أنها لم تعثر على الدواء الذي تبحث عنه، فضّلت أن تعود أدراجها “بعدما طلب مني زوجي العودة إلى المنزل حالا”.
وأعلنت الفصائل المعارضة السبت أنها بدأت مرحلة “تطويق” العاصمة، بعدما أخلت القوات الحكومية مواقع عدة في ريف دمشق، متاخمة للعاصمة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. واعلن الجيش إعادة نشر قواته في المنطقة الجنوبية.
ولم تشهد دمشق، وفق ما قال سكان لوكالة فرانس برس، منذ سنوات حالة مماثلة من الهلع.
وأغلقت غالبية المحال والمؤسسسات التجارية وحتى الصيدليات أبوابها. وقال ثلاثة اشخاص لفرانس برس، من دون ذكر أسمائهم حفاظا على سلامتهم، إنهم واجهوا صعوبة بالغة في العثور على أدوية أو مواد غذائية.
وفي ساحة المحافظة وسط دمشق، اكتظت السيارات بعضها خلف بعض، بينما كان مارة يسيرون وهم يحثون الخطى، إلى جانب ازدحام كبير على أجهزة السحب الإلكتروني قرب المصارف.
وزادت الأنباء والرسائل التي تم تناقلها عبر مواقع الانترنت والتطبيقات، حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق، الوضع سوءا.
وأصدرت الرئاسة السورية بيانا نفت فيه “كل الشائعات والأخبار الكاذبة” حول مغادرة الأسد، مؤكدة أنه “يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة” السورية.
وكان آخر ظهور للأسد الأحد الماضي خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وواظبت شرطة المرور على تنظيم حركة السيارات في الشوارع الرئيسية التي شهدت اكتظاظا، بينما سجّل انتشار لقوى الأمن والجيش في منطقة المزة، التي تضم مقار ومؤسسات أمنية ودبلوماسية.
وخلال جولة مساء على عدد من أحياء العاصمة، قال وزير الداخلية السوري اللواء محمّد الرحمون “أطمئن المواطنين هناك طوق قوي جدا أمني وعسكري على الاطراف البعيدة لدمشق وريفها” مؤكداً أنه “لا يمكن لأي كان، لا هم ولا مشغليهم ولا داعميهم أن يخترقوا هذا الخط الدفاعي الذي نقوم به القوات المسلحة”.
وعن حالة الهلع في دمشق، اعتبر الرحمون أن “من حق الناس أن تقلق”.
– “سوريا لنا” –
على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق دمشق، اختلف المشهد تماما في ضاحية جرمانا، حيث تقطن غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات الحرب التي تشهدها سوريا منذ العام 2011.
ففي ساحة وسط المدينة، تجمع عشرات المتظاهرين السبت قرب تمثال نصفي للرئيس الراحل حافظ الأسد، ورفع أحدهم علم طائفة الموحدين الدروز وهم يرددون هتاف “سوريا لنا وليست لعائلة الأسد”.
وأسقط عدد من المتظاهرين التمثال الذي كان مرفوعا على قاعدة داخل الساحة، وفق ما أفاد شاهدا عيان وكالة فرانس برس.
وقال شاهد عيان من دون ذكر اسمه “تجمع عشرات الشبان في ساحة وسط المدينة وأسقطوا التمثال عن قاعدته”.
وأكد آخر أنه شاهد “القاعدة من دون التمثال” الذي يظهر رأس الأسد وكتفيه.
وفي شريط فيديو تحققت فرانس برس منه، يظهر عشرات الشبان أثناء اسقاط التمثال قبل سحبه في الشارع، على غرار ما جرى السبت في مدينة درعا وقبل أيام في مدينة حماة التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة.
وتعيد تلك المشاهد الى الأذهان التظاهرات الاحتجاجية التي كانت قد شهدتها مناطق عدة في البلاد بدءا من عام 2011، قبل تحولها الى نزاع دام ومدمر.
في دمشق، يقول محمّد (35 عاما) لفرانس برس “تعتريني مشاعر مختلطة، مزيج من الصدمة والخوف والقلق من المستقبل، وفي الوقت ذاته محاولة للشعور بالطمأنينة ولو كان ذلك مزيفا”.
ويضيف “خلال السنوات الماضية، اختبرنا الكثير من المخاوف، لكن شعور اليوم مختلف تماما. أعتقد أنني أشهد أياما تاريخية”.