الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الإطار” يراقب سوريا بحذر بعد سقوط الأسد.. وأنباء عن تواصل بغداد مع الجولاني
تغيير حجم الخط     

الإطار” يراقب سوريا بحذر بعد سقوط الأسد.. وأنباء عن تواصل بغداد مع الجولاني

مشاركة » الاثنين ديسمبر 09, 2024 3:02 am

4.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

سقط نظام بشار الأسد بعد أقل من 10 أيام على تحرك فصائل مسلحة من شمالي سوريا، بينما يترقب العراق ما سيحدث في الدولة الجارة، التي سبق أن أعلنت بغداد دعمها للنظام هناك قبل أيام فقط، دون تدخل مباشر.
ويقول محللون إن بغداد تواصلت خلال الساعات الأخيرة، التي أعقبت انهيار نظام الأسد، مع الفصائل التي تُعرف بـ”المعارضة السورية” أو “هيئة تحرير الشام” عبر وسطاء.
وكانت الخارجية العراقية قد حذرت قبل ساعات من دخول الفصائل السورية إلى العاصمة دمشق، فجر أمس، من “عواقب وخيمة وأزمة لجوء”، معلنة تأييد بغداد لـ”الحل السياسي الشامل” في سوريا.
واستقبلت الحدود العراقية، مساء السبت، مئات الجنود السوريين الفارين من المعارك، وكان من المفترض إعادتهم بطائرات إلى سوريا، لكن لا يُعرف مصيرهم الآن بعد سقوط النظام.
وصباح أمس الأحد، أعلنت فصائل المعارضة السورية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، و”بدء عهد جديد” لسوريا، بعد دخول قواتها العاصمة دمشق فجراً.
وأكدت الفصائل المعارضة في رسالة بثّتها عبر التلفزيون الرسمي السوري صباح أمس، إسقاط “الطاغية” بشار الأسد، وإطلاق سراح كل المعتقلين “المظلومين”، داعية المواطنين والمقاتلين إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة.
ودعا زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) قواته إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها “ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسمياً”.
ويخشى العراق تكرار سيناريو الموصل 2014، حين تدفق المسلحون من تنظيم “داعش” عبر سوريا ليسيطروا بعد ذلك على نحو 40% من مساحة العراق.
وتؤكد القيادة العسكرية أن الوضع على الحدود العراقية السورية تحت سيطرة القطعات العراقية.
وقال الناطق العسكري باسم الحكومة يحيى رسول، بعد سقوط نظام الأسد أمس، إن “الحدود مُحصنة بشكل كبير، وتم التعزيز بقطعات إضافية”.
وتقع على الجانب الآخر من الحدود، التي تمتد لأكثر من 600 كم، 6 مخيمات عبارة عن سجون تضم مسلحي وعوائل “داعش”، وهي الآن تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من واشنطن.
الحفاظ على وحدة سوريا
وتعليقاً على كيفية تعامل العراق مع الأوضاع الجديدة في سوريا، قال رحيم العبودي، القيادي في تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم: “العراق لن يتدخل فيما يحصل في سوريا إلا تحت عنوان ما هي رغبات الشعب السوري، وكيفية الحفاظ على الشعب والدولة السورية وممتلكاتها، والسلم الأهلي، ومنع نشوب حرب أهلية”.
وأضاف: “تدخل العراق سيكون دبلوماسياً بالتأكيد، وهو داعم للشعب السوري ولقيام دولة سورية تحافظ على حدودها وثرواتها”.
ومساء السبت حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من أن استمرار الصراع المسلح سيؤدي إلى مزيد من المآسي والنزوح الداخلي، مما قد يفاقم أزمة اللاجئين في دول الجوار السوري.
واكد ان “استقرار سوريا أمنياً وسياسياً يمثل أولوية للعراق”.
وكانت الخارجية العراقية، اعلنت قبل اسبوع، “التضامن مع سوريا في مواجهة المجاميع الإرهابية”، مؤكدة أن “زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا يشكل تهديداً لأمن المنطقة بشكل عام”.
ويرى العبودي، ان هناك مطامع كثيرة من جملة دول عبثت بالداخل السوري واليوم تحاول ان تذهب باتجاه الحرب الاهلية، مشيرا الى ان “هناك معطيات تقول ان لم تكن حكمة وتعقل بالتعامل مع الملف السوري ربما تفلت القضية من اليد وستكون هناك ارتدادات كبيرة في الداخل السوري”.
وعن موقف التحالف الشيعي من احداث سوريا، قال العبودي ان “الاطار التنسيقي اكد الحفاظ على وحدة الشعب السوري، ولايريد ان ينغمس بالوضع هناك وانما يريد ان يحافظ عن سوريا كدولة وكيان شقيق وجار، وايضا يهمه الامن في سوريا، لان للامن القومي سيكون مهدداً اذا جرت انهيارات داخلية”.
وبيّن ان “العراق يتفق مع المجتمع الدولي بالحفاظ على الدولة والشعب السوري، وايضا محاولة درء الخطر عن حدوده، واعتقد انه ساهم في إنضاج رؤية وتقاسم شراكة الراي مع دول الجوار من اجل تهدئة الوضع والسيطرة على الأوضاع هناك”.
الجبهة الداخلية واسرائيل
ويرى القيادي في تيار الحكمة، ان تماسك الجبهة السياسية والرؤية والقرار الداخلي في العراق مهما جدا، مشيرا الى اهمية التعاطي بحذر مع هذا الملف والتأني في إطلاق الخطابات والبيانات لانه لايمكن توقع ما سيحدث غدا.
واكد العبودي أن بغداد تدعم إجراء “حوارات سياسية حقيقة من اجل اعادة تموضع سوريا بالواقع العربي والدولي”، محذرا من أن اي خرق في سوريا، وخصوصا مع وجود تحرك اسرائيلي من جهة الجولان.
ووصف القيادي في الحكمة، التحرك الاسرائيلي بانه “تصعيد خطير يجب ان يتم التوقف عنده الجميع حتى لانزيد من تضخم الموقف في سوريا”.
وحذر العبودي قائلاً: “اذما دخلت في مناطق في سوريا ابعد ما اعتبر تأمين للحدود، فان القوى المتصارعة بالمنطقة لن تبقى مكتوفة الايدي، لان ذلك يعتبر استيلاء على سوريا في ظل الأوضاع الراهنة”.
وحاولت بغداد طول الازمة السورية، ان تلتزم بعدم التدخل المباشر، على الرغم من اعتراض فاعلين داخل التحالف الشيعي؛ أبرزهم نوري المالكي، وهادي العامري، فضلا عن فصائل مسلحة، على موقف الحياد باعتبار ان الفصائل في سوريا “قوى ارهابية” تهدد العراق.
رسائل عاجلة
وبهذا الشأن يقول الأكاديمي والباحث بالشأن السياسي محمد نعناع، إنه “خلال الساعات الفائتة تم الاتصال من بغداد مع ابو محمد الجولاني عن طريق تركيا، وأرسلت رسائل بانها تعترف بالأمر الواقع إذا تأسست عليه معادلة سلطة وطنية تحترم المكونات”.
واضاف نعناع: “عاد الجواب للحكومة العراقية، بان ما تطلبه بغداد هو ما تريده الجماعات (الفصائل السورية) التي أسقطت نظام الأسد”.
ويتابع الباحث السياسي: “بموازنة الموقف العراقي الذي أعتقده ايجابيا، تفهمت إيران موقف الحكومة العراقية”.
من جانب اخر، يرى نعناع أن التطورات الحالية إذا سارت بهذا الشكل يمكن ان يتجنب العراق تداعيات خطيرة يمكن ان تحدث على طرفي الحدود وفي البلدين، والافضل بان كل الاطراف تعتمد التهدئة.
وقال ان ومن وجهة نظري فان الحكومة العراقية لديها 3 خيارات للتعامل مع الازمة السورية:
1 – أن تتواصل بشكل مباشر مع الجهات التي أسقطت نظام الأسد.
2 – او تتواصل عن طريق وسطاء الى فترة محددة.
3 – او النأي بالنفس وترصين الجهة الداخلية بالاتفاق مع القوى الوطنية بالعراق وتأمين الحدود، والتواصل مع المجتمع الدولي الإقليمي.
ويرى نعناع، ان “الافضل ان يكون هناك تواصل سريع مع الحدث في سوريا وفهمه، ومعرفة توجهاته حتى يتجنب العراق المخاطر التي يمكن أن تحدث في حال تشنج الوضع بين البلدين”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى محليات