كشف موقع "إكسيوس" نقلاً عن مصادر أميركية أن واشنطن تجري محادثات مباشرة مع حركة "حماس" بصورة سرية، ويأتي هذا بينما عينت إسرائيل رئيس أركان جديداً تعهد باستمرار الحرب داخل قطاع غزة، وطالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تل أبيب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون أية عراقيل تجنباً لانتهاك القانون الدولي.
كشف موقع "إكسيوس" نقلاً عن مصادر أميركية أن واشنطن تجري محادثات مباشرة مع حركة "حماس" بصورة سرية، وأفاد مصدران أميركيان للموقع بأن إدارة دونالد ترمب تناقش مباشرة مع "حماس" الإفراج عن الأسرى الأميركيين المحتجزين في غزة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب بين إسرائيل والحركة التي صنفتها أميركا على قوائم الإرهاب منذ عام 1997، منوهاً بأن المفاوضات أجراها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر مع الحركة في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة، ولكنها لم تتمخض عن أية نتائج.
وتزامناً مع هذه الأنباء عينت إسرائيل رئيس أركان جديداً تعهد بمواصلة القتال ضد حركة "حماس" التي لم تهزم بعد على حد تعبيره، بينما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن بلاده مصممة على النصر في حرب "ستؤثر نتائجها على مدى أجيال"، وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية بعد يوم واحد من إعلان القمة العربية في القاهرة لخطة إنقاذ وإعادة إعمار لقطاع غزة، التي لم تلق قبولاً من قبل تل أبيب وواشنطن.
ومع الخشية من عودة الحرب إلى القطاع مجدداً، طالب وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك اليوم الأربعاء إسرائيل، بالوفاء بالتزاماتها الدولية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة بصورة كاملة وسريعة وآمنة ومن دون معوقات، ونبه الوزراء إلى أن وقف إدخال السلع والمساعدات إلى القطاع قد يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، مؤكدين أن تسليم المساعدات الإنسانية لا يمكن أن يكون مشروطاً بوقف إطلاق النار ولا يمكن استغلاله لأغراض سياسية.
اقرأ المزيدوجاءت المطالب الأوروبية خلال وقت قالت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والأعمال الإنسانية إن أسعار المواد الغذائية في غزة ارتفعت بصورة حادة، وقد تنفد طرود المساعدات الغذائية قريباً بعد أن منعت إسرائيل دخول مزيد منها منذ الأحد الماضي، وأفادت الوكالة بأن أسعار الدقيق والخضراوات تضاعفت في بعض الحالات، منوهة إلى أنه إذا استمر الحظر الإسرائيلي فإن ما لا يقل عن 80 مطبخاً "مجتمعياً" قد ينفد مخزونها قريباً، كذلك حال الطرود الغذائية المتبقية لدعم نحو 500 ألف شخص".
هذا وقالت جنوب أفريقيا اليوم في بيان صادر عن وزارة خارجيتها إن "إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب" في غزة، عبر منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ الأحد الماضي. وأوضحت وزارة الخارجية في بيانها أنه "عبر منع دخول الغذاء إلى غزة، تواصل إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً في الحرب كجزء من الحملة المستمرة التي قضت محكمة العدل الدولية بأنها إبادة جماعية محتملة ضد الشعب الفلسطيني"، في إشارة إلى القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام تلك المحكمة.
يأتي هذا بينما ارتفع عدد القتلى داخل غزة إلى 48440 والجرحى إلى 111845 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقالت مصادر طبية إن 35 قتيلاً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، 30 منهم جرى انتشالهم من تحت الأنقاض وواحد متأثراً بجروحه التي أصيب بها خلال وقت سابق، إضافة إلى أربعة قتلى قضوا أخيراً، إلى جانب 10 جرحى.
وفي سياق الحديث عن مستقبل قطاع غزة، كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مقابلة مع قناة "العربية"، عن وجود شبه اتفاق على أن البنك الدولي سيشرف على صندوق إعمار غزة، لكن الرفض الأميركي للخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع يؤكد "أن المفاوضات ستكون شاقة"، كذلك شدد على أنه لا توجد تفاصيل في شأن نشر قوات أجنبية داخل القطاع، مع العلم أنه من الممكن أن تكون هناك قوات أممية في غزة لأعوام، لافتاً إلى أن إعادة إعمار غزة لن تبدأ إلا بعد وقف النار بصورة كاملة.