الوثيقة | مشاهدة الموضوع - موجة رعب وتأهب بعد سلسلة زلازل قد تؤدي إلى انفجار بركاني هائل
تغيير حجم الخط     

موجة رعب وتأهب بعد سلسلة زلازل قد تؤدي إلى انفجار بركاني هائل

مشاركة » الأحد مارس 16, 2025 6:40 am

4.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: دخل العلماء في حالة تأهب قصوى بعد رصد سلسلة من الزلازل ضربت منطقة قريبة من بركان أمريكي من المقرر أن ينفجر، وهو ما قد يؤدي إلى إحداث كارثة كبيرة.

وتعرض أكبر بركان نشط في ولاية واشنطن لسلسلة من الزلازل، ما وضع الخبراء في حالة تأهب قصوى، حسب ما أورد تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية واطلعت عليه «القدس العربي».
والبركان الذي يتوقع أن ينفجر في أي لحظة الان هو «جبل آدامز»، وهو بركان طبقي يبلغ ارتفاعه 12 ألف قدم، ويقع في جنوب وسط واشنطن، على بُعد حوالي 55 ميلاً جنوب غرب مدينة ياكيما.
ويُعتبر هذا البركان «خطراً كبيراً» نظراً لقدرته على إحداث انهيارات أرضية وانهيارات جليدية وتدفقات طينية يمكن أن تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة أسفل المنحدر، مما قد يُعرّض آلاف الأشخاص للخطر.
وعلى الرغم من أن هذا البركان لم يثُر منذ حوالي 1000 عام، إلا أن خبراء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية «USGS» يقولون إنه «سيثور مرة أخرى بالتأكيد». ولكن من المستحيل تحديد موعد ثورانه بدقة، ولهذا السبب أنشأ العلماء محطات رصد حول جبل آدامز لتتبع نشاطه الزلزالي. وبين أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، تم رصد تسعة زلازل تراوحت قوتها بين 0.9 و2.0 درجة حول البركان، وهو ما أرعب العلماء وألهب حالة تأهب قصوى في أوساطهم.
ويشهد جبل آدامز عادةً زلزالاً واحداً كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وفي حين أن زيادة النشاط الزلزالي قد تكون علامة على أن البركان على وشك الانفجار، أكد الخبراء أن هذه السلسلة من الهزات تبدو «نشاطاً خلفياً طبيعياً» ولا تعني أن ثوراناً وشيكاً سيحدث في جبل آدامز.
لكن العلماء يقولون إن التهديد الأكبر للسكان الذين يعيشون بالقرب من هذا البركان ليس ثوراناً انفجارياً، وإنما هو في الواقع انهيارات جليدية وانزلاقات أرضية وانهيارات طينية، أو تدفقات موحلة من الصخور والرماد والجليد «تتدفق باتجاه مجرى النهر مثل الخرسانة المتدفقة بسرعة»، ويمكن أن تحدث خلال فترات ثوران أو عدم ثوران، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وكتب مسؤولو هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: «تخفي القمة الجليدية كميات كبيرة من الصخور الضعيفة حرارياً، وقد تُسبب الانهيارات الأرضية المستقبلية لهذه الصخور الضعيفة تدفقات طينية طينية واسعة النطاق».
وفي ضوء الزلازل الأخيرة، قام العلماء بتركيب ثلاث محطات رصد إضافية حول البركان لمراقبته عن كثب.
وصرحت هولي وايس راسين، منسقة التوعية في مرصد كاسكيدز للبراكين: «لقد عملنا مع دائرة الغابات لإنشاء ثلاث محطات مؤقتة إضافية». وأضافت: «إنها تعمل بالطاقة الشمسية، لذا ستتمكن من إخبارنا عند وقوع زلزال».
وستساعد هذه المحطات الإضافية العلماء في مرصد كاسكيدز للبراكين وشبكة الزلازل في شمال غرب المحيط الهادئ «PNSN» على تحديد حجم وموقع وعمق الزلازل، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وقال مسؤولو هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في بيان: «سيُحسّن هذا من قدرتنا على تحديد مواقع الزلازل الصغيرة بدقة أكبر، وسيساعد في فهم سبب هذه الزلازل». وأضافوا: «ستحدد نتائجنا ما إذا كانت هناك حاجة إلى أي إجراءات إضافية». ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خفت حدة النشاط الزلزالي حول جبل آدامز بشكل ملحوظ، لكن سيواصل الباحثون مراقبة البركان عن كثب لمعرفة ما إذا كان سيعاود نشاطه.
وبالإضافة إلى مساعدة العلماء في تقييم احتمالية ثوران جبل آدامز، ستساعدهم أجهزة الرصد الجديدة أيضًا على الإجابة عن أسئلة مطروحة منذ فترة طويلة حول هذا البركان، وفقاً لفايس راسين.
وأضافت: «ليس لدينا الكثير من المعلومات الأساسية عن جبل آدامز، فنحن نراقبه منذ 42 عامًا، لكن البركان موجود منذ مئات الآلاف من السنين».
وعلى سبيل المثال، من المفترض أن تساعد أجهزة الرصد الباحثين في تحديد مدى نشاط جبل آدامز الفعلي. وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الزلازل القريبة من البراكين إلى ثوران بركاني، ولكن هذا يحدث فقط إذا كان الزلزال كبيراً (أكثر من 6 درجات على مقياس ريختر) وكان البركان على وشك الانفجار بالفعل، حيث عند استيفاء هذه الشروط، قد يتسبب الزلزال في خروج غازات مذابة من الصهارة، كما لو كانت زجاجة صودا مهتزة، مما يزيد الضغط داخل البركان وقد يؤدي إلى ثورانه.
لكن هذه الزلازل التسعة التي ضربت جبل آدامز كانت أصغر بكثير من أن تُحدث ثوراناً.
يشار إلى أن جبل آدامز تشكّل منذ حوالي 520 ألف عام، ويقع على بُعد حوالي 70 ميلاً شمال شرق فانكوفر، واشنطن، وبورتلاند، أوريغون.
وعلى الرغم من أن جبل آدامز يُعتبر بركاناً «عالي الخطورة»، إلا أنه لم يثُر منذ آلاف السنين، حيث يُقدّر العلماء أن أحدث ثوران له حدث منذ ما بين 3800 و7600 عام.
وعلى مدار تاريخه، أنتج جبل آدامز بشكل رئيسي ثورات بركانية اندفاعية، وهي تختلف عن الثورات المتفجرة في أنها لا ترسل الحمم والغاز والرماد إلى السماء، بل تشكل تدفقات بطيئة الحركة من الحمم البركانية تزحف إلى أسفل جوانب البركان.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات