الوثيقة | مشاهدة الموضوع - جهود أميركية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فرص النجاح والعراقيل
تغيير حجم الخط     

جهود أميركية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. فرص النجاح والعراقيل

مشاركة » الخميس مارس 20, 2025 4:04 pm

1.jpg
 
آثار القصف في دونيتسك بأوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا، وسط الصراع الروسي الأوكراني في 1 يناير 2024.
يسعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل حثيث نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المدمرة والمستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويقوم باتصالات دورية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والأوكراني، فولوديمير زيلينكي، للبحث في فرص إحلال السلام.

وفي مكالمة هاتفية، الثلاثاء، اتفق ترامب وبوتين على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكل دائم، وتبع ذلك شروط وتصريحات من كييف وموسكو بشأن وقف إطلاق النار.

وأصدر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايكل والتز، بيانا مشتركا، الأربعاء، أكدا فيه أن ترامب وزيلينسكي أجريا، الأربعاء، محادثة هاتفية وصفاها بالـ”رائعة” حيث شكر زيلينسكي ترامب على البداية المثمرة لعمل الفريقين الأوكراني والأميركي في جدة يوم 11 مارس.

ويذكر أن السعودية استضافت اجتماعا في جدة للمساهمة في تحقيق السلام ووقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف البيان أن “الرئيس زيلينسكي شكر الرئيس ترامب على دعم الولايات المتحدة، وخاصة صواريخ جافلين التي كان الرئيس ترامب أول من قدمها، وعلى جهوده المبذولة لتحقيق السلام. واتفق الزعيمان على أن أوكرانيا وأميركا ستواصلان العمل معاً لتحقيق نهاية حقيقية للحرب، وعلى إمكانية تحقيق سلام دائم بقيادة الرئيس ترامب”.

وسيخوض فريق أميركي محادثات مع روسيا، الأحد، في السعودية، وفق ما أعلنه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، وسيكون على رأسه وزير الخارجية، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك والتز.

وتواصلت الحرة مع محللين وخبراء تحدثوا عن مخاوف لدى كل طرف بشأن معوقات قد تواجه مساعي الحل، مع التأكيد على أن الدور الأميركي سيكون محوريا في الوصول إلى تسوية.

مفاوضات صعبة
وقال الباحث والمحلل السعودي، حسن المصطفى، في حديثه لموقع “الحرة”، إن المفاوضات التي جرت في السعودية والجولات المقبلة منها “لن تكون سهلة بالتأكيد، فهناك ملفات مهمة، خصوصا تلك التي تتعلق بوحدة الأراضي الأوكرانية، وأيضا حجم التنازلات التي سيقدمها كل طرف، والشروط التي تريد كل دولة فرضها”.

ويذكر أن رويترز نقلت عن مصدرين، الأسبوع الماضي، أن روسيا قدمت للولايات المتحدة قائمة مطالب للموافقة على اتفاق ينهي حربها على أوكرانيا ويعيد ضبط العلاقات مع واشنطن.

ووصف المصدران شروط الكرملين بأنها فضفاضة ومشابهة للمطالب التي سبق أن قدمها لأوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وشملت تلك الشروط السابقة عدم انضمام كييف إلى الناتو، وإبرام اتفاق بعدم نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، واعترافا دوليا بمزاعم الرئيس الروسي بتبعية شبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات لروسيا.
وأكد بيان روبيو ووالتز المشترك أن “الرئيس ترامب أطلع الرئيس زيلينسكي بشكل كامل على محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها. واستعرضا الوضع في كورسك، واتفقا على تبادل المعلومات بشكل وثيق بين قياداتهما الدفاعية مع تطور الوضع في ساحة المعركة”.

وطلب الرئيس زيلينسكي أنظمة دفاع جوي إضافية لحماية المدنيين، وخاصة أنظمة صواريخ باتريوت، ووافق الرئيس ترامب على العمل معه لإيجاد ما هو متاح، لا سيما في أوروبا.

واتفق الزعيمان أيضا على وقف جزئي لإطلاق النار عبر وقف استهداف منشآت الطاقة. وستجتمع فرق فنية في السعودية خلال الأيام المقبلة لمناقشة توسيع نطاق وقف إطلاق النار ليشمل البحر الأسود تمهيدا لوقف إطلاق نار كامل.

واتفقا على أن هذه قد تكون الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب تماما وضمان الأمن. وأعرب زيلينسكي عن امتنانه لقيادة الرئيس ترامب في هذا الجهد.

فرص النجاح
وقال الدبلوماسي الأوكراني، إيفان سيهيدا، لموقع “الحرة”، إن فرص نجاح المبادرة تعتمد بشكل أساسي على مدى استعداد روسيا للالتزام بمقترح الهدنة.

لكنه أشار إلى ما وصفها بشروط بوتين “التعجيزية، ما يعد مؤشرا واضحا على أنه لا يرغب في السلام، بل في استمرار الحرب”.
وأكد سيهيدا أن بلاده لن “تعترف أبدا بأي جزء من أراضيها كأراض روسية”، مشيرا في الوقت نفسه إلى مواقف أوكرانيا المبدئية خلال الأيام الماضية “حيث تتفهم حقيقة الاحتلال الروسي المؤقت لبعض أراضينا”.

وأوضح أن أوكرانيا تعتبر “أي قيود على قدراتها الدفاعية غير مقبولة إطلاقا، ولا يحق لأحد منع الشعب الأوكراني في اختيار مساره، بما في ذلك الاتحادات أو التحالفات التي ترغب (أوكرانيا) في الانضمام إليها”.

مكالمة مثمرة
الرئيس الأميركي ترامب وصف مكالمته الهاتفية مع بوتين بأنها كانت “جيدة للغاية” و”مثمرة”.

وقال في منشور على منصته “تروث سوشال” إنه جرى خلال المكالمة الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار الذي يستهدف المنشآت الحيوية والبنية التحتية في أوكرانيا وروسيا.

وأكد ترامب أن عملية السلام “بدأت فعليا” معربا عن أمله في تحقيق تقدم سريع “من أجل الإنسانية”.

وفي المقابل، قال الكرملين إن بوتين وافق على اقتراح ترامب بأن تتوقف روسيا وأوكرانيا عن استهداف البنية التحتية للطاقة لكل منهما لمدة 30 يوما وأعطى أمرا بهذا الشأن للجيش الروسي.

كما قال زيلينسكي إن بلاده تدعم المقترح الأميركي وأي مقترحات تؤدي إلى “سلام مستقر وعادل”.

نجاح كبير
المحلل السياسي الروسي، تيمور دويدار، قال لموقع “الحرة” إن “فكرة وجود حوار روسي أميركي بحد ذاتها نجاح كبير للغاية، بعد انعدام أي تواصل أو علاقات لسنوات”.

يقود المسؤولون الأميركيون جهودا لوقف الحرب الأوكرانية
وتابع حديثه بالقول إن الإدارة الأميركية بقيادة ترامب “تسلك نهجا مختلفا، وهناك تقارب في الرأي بين واشنطن وموسكو، وسوف يتم بحث الشق الأمني المرتبط بوضع المعادلة الأمنية في أوروبا كاملة وتشمل روسيا، وليس في صالح الكتلة الغربية فقط”.

العائق الوحيد
ويرى دويدار أن العائق الوحيد أمام المحادثات والوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب هو “موقف الاتحاد الأوروبي، ولم تعد العقبات فقط أمام روسيا، بل أمام الولايات المتحدة أيضا”.

وأعلنت عدة دول أوروبية عن استمرارها في تسليح أوكرانيا ودعمها عسكريا ولوجستيا وماليا في وجه روسيا، وهي تفرض عقوبات على شركات وأفراد روسيين بمختلف القطاعات.

سيهيدا أوضح من جانبه أن العائق الأساسي هو استمرار روسيا في طرح مطالب “غير مقبولة، منها وقف المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا والاعتراف بسيطرتها على أراض محتلة، وهو ما نرفضه بشكل قاطع”.

والحل من وجهة نظر سيهيدا يكمن في “ضمان السلام من خلال القوة، لمنع تجدد العدوان الروسي بعد إقرار الهدنة وبدء المفاوضات”.

أحمد عقل
الحرة / خاص – دبي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات