الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تصريحات لطالباني بشأن كركوك تثير غضباً عربياً وتركمانياً
تغيير حجم الخط     

تصريحات لطالباني بشأن كركوك تثير غضباً عربياً وتركمانياً

مشاركة » الجمعة مارس 28, 2025 4:22 am

5.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: اصطفّ العرب إلى جانب التركمان، ضمن موجة الرفض التي خلفتها تصريحات زعيم حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، بافل طالباني، بشأن «كردستانية» كركوك، واعتباره المحافظة «قلب كردستان»، محذرين من الخطابات التي وصفوها بـ«الطائفية» في المدينة التي تشهد تعايشاً بين مكوناتها المتعدّدة، فيما طالبوه بكشف مصير المواطنين المغيبين قبل الإدلاء بهكذا تصريحات.
وأكد «المجلس العربي في كركوك» أن «العرب والكرد والتركمان والكلداشور متعايشون في المحافظة»، مشددا بالقول: «لا نريد اصطفافا طائفيا».
وقال أمير قبيلة العبيد الشيخ وصفي العاصي في كلمة له: «نحن في شراكة في مدينة كركوك، ويجب احترام هذه الشراكة».
وأضاف أن «التراشقات الإعلامية غير صحيحة، وخصوصا نحن في محافظة المكونات»، مردفا: «لا نقبل بأي مزايدة ولا نريد اصطفافا طائفيا في كركوك لأن كركوك عشيرة واحدة».
ولفت إلى أن «العرب والكرد والتركمان والكلداشور متعايشون في كركوك».
كذلك قال الشيخ ظاهر العاصي: «نحن حريصون على كركوك ومؤمنون بعراقية كركوك التي تضم كافة القوميات»، مستدركاً: «كنا نأمل من بافل طلباني أن يأتي بالمغيبين بدلا من المجيء بتصريحات قد تسبب توترا في كركوك».
كذلك اعتبرت النائبة عن تحالف «العزم» السنّي، ساهرة الجبوري، أن كركوك مدينة عراقية بهويتها الجامعة، مؤكدة أنه لن يتم السماح بأن تتحول الى ساحة للصراعات السياسية.
وقالت في بيان صحافي: «نُعرب عن أسفنا إزاء التصريحات الاستفزازية التي أطلقها السيد بافل طالباني خلال زيارته إلى مدينة كركوك، والتي وصف فيها كركوك بأنها (قلب كردستان وقلب الاتحاد الوطني الكردستاني) وهي تصريحات لا تنسجم مع الواقع الدستوري والإداري للمدينة، وتُعد محاولةً مرفوضة لطمس هوية كركوك المتعددة والانقضاض على خصوصيتها الوطنية». وأضافت النائبة التي تنتمي للكتلة التي يتزعمها مثنى التميمي، أن «كركوك مدينة عراقية بهويتها الجامعة وتنوعها، ولن نسمح بأن تتحول إلى ساحة للصراعات السياسية أو المشاريع الأحادية، ونعتبر هذا الخطاب المتشنّج محاولةً واضحة لفرض أمر واقع مرفوض من قبل أبناء المدينة، الذين يدركون جيدًا من يقف إلى جانب حقوقهم ومن يتاجر بها».
ولفتت إلى أن «المؤسف في هذا المشهد أن هناك من باع صوت ناخبيه وتخلى عن الموقف العربي الموحّد، فترك كركوك تتعرض لهذا النوع من التوصيفات، بعد أن ارتضى أن يكون شاهد زور على اتفاقات مشبوهة لا تعبّر عن إرادة أهالي المحافظة ولا تُمثل موقفهم الوطني».

اعتبرها « قلب كردستان»… ومنتقدوه: لا نريد اصطفافا طائفيا

وتابعت: «لقد حذرنا سابقاً من عواقب التراخي والتفريط بحقوق العرب والتركمان في كركوك، وها نحن اليوم أمام واقع يؤكد تلك التحذيرات، وعليه نؤكد أننا سنبقى مدافعين عن كركوك كمدينة عراقية التكوين تُمثل نموذجاً للتعايش لا مجال فيه للإقصاء أو الاستحواذ»، مستدركة: «سنقف في وجه أي محاولات لفرض الهيمنة أو تغيير هوية المحافظة بأي شكل كان».
وكان طالباني قد أكد على حماية التعايش السلمي في كركوك، ومشاركة جميع المكونات والقوميات في إدارة المحافظة.
وحسب مكتبه فقد زار مدينة كركوك لمتابعة تنفيذ وعود الاتحاد الوطني وتعيين المحافظ والوعود التي أطلقها للمواطنين في كركوك أثناء الانتخابات. كما اجتمع في مبنى المكتب السياسي مع علماء وأساتذة الدين في كركوك. وثمن طالباني «الدور الملحوظ لعلماء الدين في حماية القيم العليا والسلام الاجتماعي وتقوية روح الأخوة»، مؤكدا أن «الاتحاد الوطني الكردستاني ينظر دائما بعين الاحترام والتقدير لعلماء الدين الذين يخدمون في المجالات المختلفة، وهم جزء مهم من توعية المجتمع».
وأشار إلى أن «مشاركة جميع المكونات والقوميات في إدارة المحافظة هي استراتيجية الاتحاد الوطني»، مؤكدا «حماية التعايش السلمي في كركوك والالتزام بضمان حقوق الجميع».
وزار أسواق كركوك وتجول في بعض المناطق المختلفة و«التقى الكركوكيين وشباب المحافظة، وتحدث معهم عن كثب حول الإدارة الجديدة والخدمات في المدينة ومستلزمات المواطنين والمشاكل التي تواجههم»، وفق البيان.
وقال طالباني أمام حشد من أهالي كركوك وأنصار حزبه: «الإدارة الجديدة والمحافظ تمكنوا في فترة قصيرة جداً من خدمة المدينة في جميع المجالات، ووضعوا الحكومة المحلية في خدمة أبناء كركوك الأعزاء».
وأكد أن «كركوك قلب كردستان، وهي قلب الاتحاد الوطني الكردستاني ولها خصوصية، وكل مرة يتحدثون عن كركوك وكأنها تمثل مشكلة، كركوك ليست مشكلة كركوك هي قلب العراق. نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني أرسلنا لكم محافظا يخدم جميع مكونات المحافظة دون تمييز».
وزاد: «كركوك بالنسبة لنا قدس كردستان وستبقى كذلك، وخدمة كركوك ستكون من أولوياتنا دائما لأن الكركوكيين يستحقون كل الخدمات». وأضاف: «سنجعل من كركوك مدينة التعايش الأخوي ونموذجا للتعايش وأفضل محافظة من حيث الأمن والاستقرار ونحن نشكر جميع المواطنين في كركوك».
ورداً على تصريحات طالباني، نشرت الجبهة التركمانية بياناً أدانت فيه التصريحات ووصفتها بـ «الاستفزازية»، وجاء فيه أن «الحقائق التاريخية والجغرافية أقوى من كل تلك الاتهامات».
ورأت أن «هدف رئيس الاتحاد الوطني من تصريحاته كان تحقيق مكاسب حزبية والإضرار بالتعايش الأخوي بين مكونات المدينة».
ويعتقد التركمان بأنهم تعرضوا للتهميش في الحكومة المحلية حين تم تشكيلها بموجب اتفاق بين الاتحاد الوطني وجهتين عربيتين في فندق الرشيد في بغداد في آب/ أغسطس 2024، حصل على إثره الاتحاد على منصب محافظ كركوك.
وحسب البيان فإن «سياسة حكومة فندق الرشيد منذ اليوم الأول لمباشرتها مهامها تعمل على تهميش وإقصاء المكون التركماني وإعادة الأوضاع في المحافظة الى الفترة من 2003 حتى 2017 قبل عملية فرض القانون. تصريحات رئيس اليكتي (حزب الاتحاد الوطني) جزء من هذه السياسة».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير