لندن ـ «القدس العربي»: أطلق تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية تحذيراً عاماً من أن عمليات الاحتيال أصبحت أكثر تطوراً ووصلت إلى درجة أن كامل الأموال التي في حسابك المصرفي بات من الممكن أن يتم السطو عليها من قبل اللصوص بواسطة مكالمة هاتفية واحدة.
واستعرض التقرير الذي اطلعت عليه «القدس العربي» قصة إمرأة وزوجها تعرضا للاحتيال، محذراً من الوقوع ضحية لأعمال النصب الإلكتروني والاحتيال التي أصبحت أكثر براعة ودقة من أي وقت مضى بفضل التقنيات التي يستخدمها القراصنة واللصوص. وقالت الصحيفة إن السيدة وتدعى أميليا ماندفيل-مارينارو تقدمت بشكوى لتشارك كيف تعرضت هي وزوجها للاحتيال وسرقة مدخراتهما بالكامل.
وكانت أميليا البالغة من العمر 28 عاماً، في إجازة أمومة عندما أرسل لها زوجها واسمه «بيت» رسالة نصية عاجلة تُفيد باختراق حسابهما المصرفي، حيث أخبر بيت زوجته أنه يتحدث عبر الهاتف مع البنك، لكنه بحاجة إلى إعطائه تفاصيل الحساب المصرفي والموافقة على عملية دفع لتحويل الأموال إلى حساب آخر، حيث سيكون «آمناً».
وقالت ماندفيل-مارينارو: «بدأت أجراس الإنذار تدق في رأسي». وأضافت: «على أي حال، وافقتُ على الدفع بغباء».
وتضيف مانديفيلي-مارينارو، وهي تكتم دموعها أثناء رواية القصة إن زوجها بيت اتبع خطوات المتصل الذي «بدا أنه يعرف تفاصيل حسابنا، ومقدار مدخراتنا». ومع ذلك، أقرت بأن المكالمة جاءت من رقم مجهول، وكان من المفترض أن يُنبههما ذلك فوراً.
وأضافت مانديفيلي-مارينارو أن البنك ينظر في الأمر، وتأمل في استعادة أموالهما بعد أن رُزقا بمولودة قبل بضعة أشهر.
وقالت مانديفيلي-مارينارو في فيديو حديث على تيك توك: «اليوم، تعرضنا لعملية احتيال، مما يعني أننا خسرنا مدخراتنا، وهو أمر مُخيف، كما تعلمون، لأنني في إجازة أمومة، لكنني أردت تصوير هذا الفيديو حتى يتعلم الآخرون من أخطائنا».
وأضافت: «أعلم أن الناس سيقولون: لماذا أنتِ غبية جداً؟ من الواضح أنها عملية احتيال.. لكنني أعتقد أنه في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان، لا تُدركين ذلك».
وأكدت مانديفيلي-مارينارو المشاهدين -بعد أن نشرت القصة- أن بنكهم لن يتصل بهم أبداً ويطلب منهم تحويل الأموال إلى حساب آخر. كما أشارت إلى أن العديد من تطبيقات الخدمات المصرفية تتضمن سجل مكالمات، مما يسمح للمستخدمين بمعرفة آخر مرة اتصل بهم البنك.
وقالت مانديفيلي-مارينارو: «لو كنا نعلم ذلك في ذلك الوقت، لكنا لاحظنا أن بنكنا لم يتصل».
وتقول»دايلي ميل» إن هذه الأم الجديدة ليست سوى واحدة من ملايين الأشخاص الذين يقعون ضحايا لعمليات الاحتيال المصرفي كل عام.
وشهدت عمليات الاحتيال المصرفي ارتفاعاً حاداً في السنوات الأخيرة، حيث أظهر تقرير جديد أن واحداً من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة 34 في المئة تعرض لاحتيال مالي أو عملية احتيال منذ كانون الثاني/يناير 2024، وفقاً لبنك «ريت»، وهي شركة خدمات مالية للمستهلكين مقرها مدينة نيويورك.
ويُظهر مسح الاحتيال المالي الذي أجرته الشركة، والذي نُشر في 5 آذار/مارس 2025، أن ما يقرب من اثنين من كل خمسة أمريكيين 37 في المئة خسروا أموالهم بسبب عمليات الاحتيال هذه في العام الماضي.
وقالت سارة فوستر، المحللة الاقتصادية في بنك ريت: «تتخذ عمليات الاحتيال المالي اليوم أشكالًا وأحجامًا مختلفة، متجاوزةً الرسائل النصية المليئة بالأخطاء المطبعية التي تبدو بوضوح أنها من محتالين».
ووجد الاستطلاع أن 37 في المئة من الأمريكيين الذين تعرضوا لاحتيال مالي أو عملية احتيال خلال الاثني عشر شهراً الماضية قالوا إنهم خسروا أموالهم، بمن فيهم من قالوا إن أحدهم سرق أموالهم بعد الوصول إلى معلوماتهم الشخصية أو المالية 19 في المئة، ومن أرسلوا أموالاً إلى محتال أو دفعوا مقابل خدمة وهمية 23 في المئة.
ونصحت فوستر قائلةً: «إذا كنت تشك في أن أحدهم استخدم معلوماتك بشكل خاطئ أو أنك دفعت مقابل خدمة وهمية، فلا داعي للقلق». وأضافت: «أفضل خطوات إصلاح أي ضرر مالي هي توحيد جهود جميع الأطراف على هدف واحد واستخدام كل الموارد المتاحة».