الوثيقة | مشاهدة الموضوع - سوريا: هجمات الفلول وإسرائيل وتحذير سفر من الخارجية الأمريكية
تغيير حجم الخط     

سوريا: هجمات الفلول وإسرائيل وتحذير سفر من الخارجية الأمريكية

مشاركة » الأحد مارس 30, 2025 7:31 am

2.jpg
 
توسعت دائرة النار الإسرائيلية في سوريا لتطال مناطق جديدة في الساحل السوري، بعد تركزها في وقت سابق في محافظات درعا والسويداء وجنوب دمشق. وشن سلاح الجو صباح الخميس ست غارات متتالية استهدفت مقر اللواء 110 في منطقة رأس شمرا بمحافظة اللاذقية، وحسب مصادر محلية تحدثت معها «القدس العربي» فقد استهدفت الغارات منطقة المينا البيضا وبالتحديد مقر اللواء 110 الذي تتمركز به قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية في الإدارة السورية الجديدة، ما أسفر عن انفجارات داخل المنطقة استمرت لدقائق، وأضافت المصادر أن عدة عربات عسكرية كانت قد غادرت مقر اللواء قبيل الغارات بساعات.
الجدير بالذكر، أن استهداف العدو الإسرائيلي لمنطقة الميناء البيضا هو الثاني، بعد استهدافه في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.
براً، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء على طريق يصل قرية كوم محيرس بقرية خان أرنبة بريف القنيطرة الشرقي، وفجرت نقاطا عسكرية فارغة كان يستخدمها جيش نظام الأسد في محيط قرية كوم محيرس، كما استهدف جيش الاحتلال بقذائف المدفعية نقطة عسكرية تابعة للواء 90 في محيط قرية عيشة، ومحطة توليد للكهرباء في نفس المنطقة شمال تل أبو قطيف في القنيطرة.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة على الأراضي السورية منذ سقوط نظام الأسد البائد، فقد تسبب قصف قوات الاحتلال على قرية كويا بريف درعا الغربي بحوض اليرموك صباح الثلاثاء الفائت بمقتل خمسة أشخاص حسب مصادر محلية، فيما قالت محافظة درعا على صفحتها الرسمية في منصة «تليغرام» إن القصف الإسرائيلي تسبب بمقتل خمسة أشخاص في حصيلة غير نهائية، وبحالات نزوح من القرية عقب القصف.
جيش الاحتلال الإسرائيلي قال في بيانٍ له تعقيبًا على توغله في قرية كويا، إنه «رصد عناصر إرهابية أطلقوا النار على دورية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، لترد القوات بإطلاق النار عليهم، وبعد ذلك هاجمت مسيرة لجيش الدفاع الإرهابيين» حسب البيان، فيما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون بينهم امرأة بعد توغل قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قرية كويا في منطقة حوض اليرموك قرب الحدود الأردنية السورية جنوب غربي درعا.
من جهة أخرى، وثقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين على الأقل، بينهم سيدة، جميعهم من أبناء قرية كويا في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي إثر عملية توغل بري وهجمات استهدفت القرية.
ورصدت الفرق الميدانية في «الشبكة السورية» توغل القوات العسكرية الإسرائيلية مدعومة بآليات ومدرعات، ما تسبب باندلاع اشتباكات بينها وبين سكان محليين استخدموا أسلحة فردية، وقد أسفرت المواجهات عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين.
وعقب انسحابها، قصفت القوات الإسرائيلية مناطق سكنية داخل القرية بالقذائف المدفعية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة خمسة آخرين، بينهم سيدة.
وحول حركة النزوح، قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إن القصف والعملية العسكرية تسببت بـ «نزوح عشرات العائلات، غالبيتهم من النساء والأطفال، باتجاه بلدة الشجرة شرق كويا وما زالت فرق التوثيق تعمل على جمع المزيد من المعلومات حول الضحايا والأضرار».
ودان عبد الغني الحادثة، معتبرا انها «تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، حيث يُحظر استهداف المدنيين والمناطق السكنية دون تمييز»، وشدد على أن القانون الدولي «يفرض على جميع أطراف النزاع اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين».
ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية «لم تصدر أي تحذير مسبق قبل تنفيذ الهجوم، ما أسهم في وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين».

قصف المطارات

واللافت أن تطورات الأحداث في درعا، أتت بعد ساعات على استهداف سلاح الجو الإسرائيلي قاعدتين عسكريتين في محافظة حمص، فقد استهدف بعدة غارات مطاري تدمر العسكري ومطار التيفور، أو ما يعرف بقاعدة «تياس الجوية» الواقعة غرب مدينة تدمر بـ 50 كم، وتأتي هذه الغارات بعد أيام على غارات سابقة على نفس القاعدتين.
ومطار تدمر هو مطار صغير مخصص لهبوط الطائرات المروحية بشكل أساسي ويحتوي على مدرج واحد بطول ثلاثة كيلومترات لهبوط المقاتلات الجوية وسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني ابتداء من العام 2019 وتحول لمنصة لبناء وإطلاق الطائرات ثابتة الجناح المسيرة عن بعد. أما مطار التيفور فهو واحد من أكبر المطارات في سوريا.
ويحتوي على أكثر من 50 حظيرة طائرة وثلاثة مدارج للطائرات، طول كل منها نحو ثلاثة كيلومترات. ويعتبر قاعدة لأنواع مختلفة من الطائرات بعضها حديثة مثل ميغ- 29 وميغ- 27 وسوخوي 22 وسوخوي 24 كما يحتوي على سرب احتياطي مكون من 24 طائرة مجهّزة للتحليق الفوري. كذلك يضم كتيبة دفاع جوي وكتيبة دبابات.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الغارات استهدفت ما وصفها بـ «بقايا قدرات عسكرية»، مؤكدًا على أن جيش الدفاع سيواصل عمله «لإزالة أي تهديدات محتملة لإسرائيل». وكان جيش الاحتلال قد أشار في بيانٍ له قبل الغارات على القاعدتين، إلى أن قوات تابعة للفرقة 210 مستمرة في عملياتها في سوريا «لإزالة أي تهديدات».

إدانة عربية

بدورها دانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة على الأراضي السورية، وقالت الوزارة في بيان، إنها تستنكر «العدوان الإسرائيلي المستمر على سوريا باعتباره انتهاكا صارخا لسيادة الدولة السورية»، وأضاف البيان أن قرية كويا تعرضت لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف أحيائها السكنية ومزارعها ما تسبب بمقتل ستة أشخاص. ولفتت الوزارة إلى «أن التصعيد في قرية كويا بريف درعا يأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغل القوات الإسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا، ضمن عدوان متواصل على الأراضي السورية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية والقوانين الدولية».
كما دعا بيان الخارجية السوريين إلى «التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة».
وفي ذات السياق، استنكرت وزارة الخارجية الكويتية عقب العدوان الأخير على قرية كويا ومقتل مدنيين سوريين، الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وجاء في بيانٍ للخارجية الكويتية، «إدانة دولة الكويت الشديدة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على بلدة كويا غربي درعا في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى»، وأكدت الخارجية الكويتية على ضرورة «اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ووضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة والسافرة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة».
كما أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيانٍ لها عن تضامنها مع سوريا أمام ما وصفه البيان بـ «العدوان الإسرائيلي غير المبرر».

تهديد للقاعدة الروسية في الساحل

هاجمت ثلاث طائرات مسيرة القاعدة الجوية الروسية في حميميم بريف اللاذقية والقاعدة البحرية في مدينة طرطوس في ساعات متفرقة يوم الجمعة. ونشر ناشطون محليون في الساحل السوري لقطات مصورة تظهر لحظة اعتراض المضادات الجوية الروسية في قاعدة مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية لطائرة مسيرة مجهولة سعت لاختراق المجال الجوي للقاعدة، فأسقطتها الدفاعات بالقرب من جبلة بعد ظهر الجمعة. كما أسقطت القوات الروسية المتواجدة في مرفأ طرطوس طائرة مسيرة حاولت الاقتراب من منطقة الميناء التجاري والقاعدة البحرية العسكرية الروسية.
وتناقلت صفحات محلية على وسائط التواصل الاجتماعي أن الطائرة المذكورة سقطت قرب المستشفى العسكري القديم.

عدم استقرار أمني

قتل عنصران من الأمن الداخلي في الحكومة السورية الجديدة على الطريق الرئيسي بين طرطوس واللاذقية، وتعرضت دورية الأمن إلى إطلاق نار من مسلحين مجهولين.
والقتيلان هما عبد اللطيف عبد السلام وحسام الغبر وينحدران من ريف إدلب الغربي. كما وقع عناصر في كمين بالقرب من قصر منذر الأسد، أدى لاصابتهم بجروح خفيفة. وفجر السبت، تعرض مخفر قنينيص في مدينة اللاذقية إلى إطلاق نار من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية.
كل تلك الحوادث توجت بتحذير أمني أطلقته الخارجية الأمريكية إلى مواطنيها حذرتهم من خلاله من السفر إلى سوريا «نظرا للمخاطر الكبيرة المتمثلة في الإرهاب والاضطرابات»، وتوقعت «تزايد احتمال وقوع هجمات في سوريا خلال عطلة عيد الفطر» ولفتت الوزارة أن الهجمات المتوقعة «قد تستهدف السفارات والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة السورية في دمشق».
وبالتزامن أصدر الأمن العام تعميما يقضي بمنع عناصره في دمشق من وضع اللثام على وجوههم وهو ما يشير إلى التحسب من هجوم مرتقب. إلا أن التحذير لم يصحب بتفاصيل إضافية ولم يوضح الجهة المهاجمة، وفي حين يتوقع الكثير أن فلول النظام هم المسؤولون عن ترتيب الهجوم، نرجح أن تكون أولى العمليات لعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» المعلنة منذ سقوط النظام وهروب الأسد.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير