الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أوروبا مكشوفة أكثر من أي وقت مضى.. القلق يتضاعف جراء فشل باتريوت الأمريكية باعتراض الصواريخ الروسية في أوكرانيا
تغيير حجم الخط     

أوروبا مكشوفة أكثر من أي وقت مضى.. القلق يتضاعف جراء فشل باتريوت الأمريكية باعتراض الصواريخ الروسية في أوكرانيا

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس إبريل 10, 2025 11:29 am

3.jpg
 
لندن- “القدس العربي”: يتضاعف قلق الدول الأوروبية عسكريًا بعدما بدأ يتبيّن عجز أنظمة الدفاع الأمريكية باتريوت عن مواجهة الصواريخ الروسية الجديدة التي تستهدف أوكرانيا، وخاصة العاصمة كييف. وأصبح هاجس الاتحاد، بعد ضمان التنسيق بين لندن وباريس في ملف الردع النووي، البحث عن كيفية مواجهة الصواريخ الروسية مستقبلًا.

وأورد الموقع الفرنسي المتخصص في الدراسات العسكرية “ميتا ديفانس”، الأربعاء من الأسبوع الجاري، كيف أن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي باتريوت كان في بداية الحرب الأوكرانية سلاحًا رئيسيًا في اعتراض الصواريخ الروسية، وجرت الإشادة بهذا النظام، ما أكسبه أهمية إستراتيجية للدول التي تمتلكه، وللحلف الأطلسي عمومًا. غير أن التطورات اللاحقة بدأت تكشف عن حقائق مقلقة للغاية، وهي فشل هذه المنظومة في مواجهة الصواريخ الروسية. وكان عدد من الدول الأوروبية قد أدخل إلى أوكرانيا أنظمة باتريوت جرى اعتبارها وقتها بأنها قادرة على شل الصواريخ الروسية.

ويبرز الموقع العسكري أن البطاريات الأمريكية المضادة للصواريخ باتريوت لم تعترض سوى صاروخ واحد فقط من الصواريخ الباليستية الستة من طراز “إسكندر-إم” التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف، الأسبوع الماضي. والأسوأ من ذلك، يبدو أن الصواريخ الأخرى التي تستخدمها روسيا بشكل متكرر ضد أوكرانيا، مثل “كاليبر” وصاروخ “خا-101” وكذلك “كينزال”، قد نجحت في ضرب أهداف أعلى بكثير، في الأسابيع الأخيرة، مقارنة بالأشهر السابقة. وكانت كييف قد طالبت، في أكثر من مناسبة، بعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي لمعالجة كثافة الصواريخ الروسية التي تستهدف أراضيها، وخاصة المنشآت الحساسة في العاصمة.

البطاريات الأمريكية المضادة للصواريخ باتريوت لم تعترض سوى صاروخ واحد فقط من الصواريخ الباليستية الستة من طراز “إسكندر-إم” التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف الأسبوع الماضي

ويفسر عدد من الخبراء في مجال الأسلحة ما يجري بأن الروس رصدوا نقاط ضعف نظام باتريوت، وقاموا بتعديلات على صواريخهم، سواء في طريقة التصويب، أو في برمجة سرعتها ومناورتها، وأصبحت خطيرة.

جرى تصميم باتريوت في الثمانينات لمواجهة صواريخ باليستية ذات سرعة محددة، وليس الصواريخ فرط صوتية التي تستعملها روسيا في الوقت الراهن. ويُعتقد أن النظام الوحيد القادر نسبيًا على اعتراض الصواريخ الروسية هو نظام الدفاع “ثاد” الأمريكي الذي نشره البنتاغون في إسرائيل لحمايتها من الصواريخ اليمنية والإيرانية. ولم تزود واشنطن أوكرانيا بهذا النظام الدفاعي.

ويتساءل موقع “ميتا ديفانس” كيف ينبغي أن تؤثر هذه التطورات على اختيار المعدات للجيوش الأوروبية مستقبلًا، خاصة في المجال المضاد للطائرات والمضاد للصواريخ الباليستية وفرط الصوتية.

ويُبرز عددٌ من التقارير العسكرية أن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديين، الأول التنسيق بين باريس ولندن في مجال الردع النووي، ويوجد اتفاق مبدئي بينهما بدعم مطلق من طرف دول الاتحاد الأوروبي.

ويتجلى التحدي الثاني والعاجل بضرورة التوفر على منظومة دفاع أوروبية ضد الصواريخ الروسية قبل تطوير صواريخ وطائرات هجومية.

وعلاقة بالتحدي الأخير، كان هذا الموقع العسكري قد نشر مؤخرًا تقريرًا يؤكد أنه في مواجهة روسيا، أصبحت أوروبا مكشوفة أكثر من أي وقت مضى، وتواجه تهديدًا ليست مستعدة له بشكل كامل.

وفي الوقت الراهن، تنشر القوات المسلحة الأوروبية مجتمعة أقل من 50 بطارية مضادة للطائرات بعيدة المدى من طراز باتريوت الأمريكية و”SAMP/T” الفرنسية-الإيطالية و”إس 300″ الروسية التي تمتلكها دول أوروبا الشرقية، ونصفها فقط لديه قدرات مضادة للصواريخ الباليستية ضد الصواريخ قصيرة المدى مثل “إسكندر-إم”. وفي مواجهة تهديد صواريخ كروز، لديهم أقل من مائة بطارية متوسطة المدى من نوع “نسامس” أو “آيريس-تي إس إل إم” أو “كوب”، وما يزيد قليلًا عن 200 بطارية قصيرة المدى مثل أنظمة “كروتال” و”أسبيد” و”أوسا”، بالإضافة إلى أنظمة قصيرة المدى جدًا مثل أنظمة المدافع.

وكانت العقيدة العسكرية الأمريكية التي تبنّاها الأوروبيون تقوم على تعزيز سلاح الجو لتدمير مصادر الخطر لدى العدو، لكن الحرب الأوكرانية كشفت أن الخطر هو كيفية اعتراض الصواريخ، بعدما تَبيّنَ العجز في تدميرها في الأراضي الروسية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار