الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بعد صاروخ "بن غوريون": مواجهة إيران من بوابة اليمن أم غزة؟
تغيير حجم الخط     

بعد صاروخ "بن غوريون": مواجهة إيران من بوابة اليمن أم غزة؟

مشاركة » الاثنين مايو 05, 2025 8:13 pm

6.jpg
 
الصاروخ الحوثي الذي أدى إلى إصابة ثمانية إسرائيليين ألحق أضراراً بالغة بمنطقة المطار ومبنى الركاب، وأدى إلى عودة طائرات قبل هبوطها للدولة التي انطلقت منها، ومن بينها شركة طيران من الهند، وهناك من استمرت في التحليق بعيداً من المطار إلى حين إنهاء حال الطوارئ وإعادة حركة الطيران.

شكل سقوط الصاروخ الباليستي، الذي أطلق اليوم الأحد من اليمن على مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، بعد فشل محاولات إسقاطه، تحدياً جديداً لإسرائيل أدخل متخذي القرار إلى أبحاث طارئة لتقييم الوضع وسبل التعامل مع الحدث، في ظل دعوات متصاعدة إلى الرد على إيران، كونها المحور المركزي في تزويد وتعزيز قدرات من تسميهم إسرائيل وكلاءها.

واعتبر مسؤولون أمنيون أن الحوثيين في اليمن يشكلون اليوم تحدياً ليس بالسهل بعد استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وإدخال الملايين إلى الغرف الآمنة والملاجئ، على مدى ثلاثة أيام متواصلة من الشمال وحتى المركز والقدس، ليصل الوضع ذروته صباح اليوم بسقوط الصاروخ من دون نجاح منظومتي "ثاد" الأميركية و"حيتس" الإسرائيلية في التصدي له وما ألحقه من أضرار، فالصاروخ الذي أدى إلى إصابة ثمانية إسرائيليين ألحق أضراراً بمنطقة المطار ومبنى الركاب، وأدى إلى عودة طائرات قبل هبوطها للدولة التي انطلقت منها، ومن بينها شركة طيران من الهند، وهناك من استمرت في التحليق بعيداً من المطار إلى حين إنهاء حال الطوارئ وإعادة حركة الطيران.

وخلال هذه الفترة أبلغت شركات طيران أجنبية عدة وقف رحلاتها إلى إسرائيل، بينها رحلات كانت مقررة اليوم، وهو وضع أحدث فوضى كبيرة في إسرائيل.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس هددا بالرد على هذا الصاروخ، فيما اعتبرت مصادر مسؤولة في أجهزة الأمن أن الصاروخ نزع كل القيود عن إسرائيل للرد على الحوثيين، وقد دعا نتنياهو إلى عقد جلسة طارئة بمشاركة وزراء ورؤساء أجهزة الأمن، ووُضع على الطاولة سيناريو الرد بقوة على الحوثيين بالتنسيق مع الولايات المتحدة، فيما اعتبرت مصادر أمنية أنه في أعقاب سقوط الصاروخ "لم تعد هناك قيود على إسرائيل في أي رد لا على الحوثيين ولا إيران، الممولة والداعمة لهم"، مضيفة "لن ننتظر أي دعم لمثل هذا الرد، وإسرائيل سترد بنفسها ضد الحوثيين".
AFP__20250504__44EH8Z8__v1__Preview__IsraelYemenPalestinianConflict.jpg
أخلت أجهزة الطوارئ الإسرائيلية طريقاً خارج مطار بن غوريون بعد سقوط الصاروخ (أ ف ب)





ولم يتأخر الوزير يسرائيل كاتس كثيراً في الرد المقتضب في ظل المشاورات مع واشنطن، فعاد ليؤكد أن إسرائيل سترد على كل من يلحق الأذى بها أضعاف الاعتداء، من دون أن يحدد الجهة التي سيصلها الرد، إذا كان اليمن أو إيران، بعدما اعتبر أكثر من مسؤول أن عدم إلحاق الضرر بإيران سيبقي الخطر قائماً ومتزايداً من قبل الحوثيين في اليمن وعلى مختلف الجبهات.

وخلال بحث حكومة نتنياهو سبل الرد على الصاروخ تبيّن أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث سيزور إسرائيل في الـ 12 من مايو (أيار) الجاري، وهو ما قد يبقي أي قرار بالرد قيد البحث والاستعداد حتى وصول هيغسيث.

فشل واشنطن في منع الخطر عن إسرائيل

وكان أول من رد على إصابة المطار زعيم حزب "المعسكر الرسمي" وزير الدفاع السابق بيني غانتس، الذي اعتبر أن إيران هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ وليس اليمن، داعياً إلى عدم التأخير في الرد على طهران وعدم البقاء في ما وصفها بـ "تنقيط الصواريخ".

وبحسب غانتس فإنه "يجب أن يكون هناك رد ليس فقط ضد الوكلاء، بل رد مباشر تجاه إيران بما يضمن ردع العدو والحفاظ على أمن إسرائيل".

وحظي حديث غانتس بدعم جهات عدة، اعتبرت سقوط الصاروخ فرصة لتنفيذ تهديدها تجاه إيران وتوجيه ضربات عسكرية قوية بعد أن التزمت إسرائيل بعدم الرد خلال الشهرين الأخيرين على 27 صاروخاً باليستياً، تعرضت له من اليمن، وذلك ضمن التنسيق مع واشنطن التي تدير عملية عسكرية ضد الحوثيين ومهاجمة مئات الأهداف.

غير أن التقييم الأولي لأمنيين وعسكريين أن العملية العسكرية الأميركية لم تنجح في منع إطلاق الصواريخ أو المسيرات نحو إسرائيل، وهو ما طرح على طاولة بحث الرد الإسرائيلي بعد التنسيق مع واشنطن.تقدير الأجهزة الأمنية أن ارتفاع وتيرة إطلاق الحوثيين للصواريخ يأتي على خلفية الهجمات الأميركية في اليمن، تحديداً، الضربات المركزة لمخازن السلاح إلى جانب إحباط تهريب المُسيرات والصواريخ من إيران إلى اليمن، وفق تقرير إسرائيلي أضاف أنه "نتيجة لهذين السببين، يسارع الحوثيون إلى إطلاق الصواريخ والمُسيرات قبل أن تهاجم، وهم يفعلون هذا في ساعات النهار لأنه في الليل يسهل على الولايات المتحدة تشخيص نقطة انطلاق الصاروخ ولهيبه وعندها إسقاطه بدقة عالية".

ونقل التقرير عن مصادر أمنية قولها إن "حملة الأميركيين ناجعة جداً، لكن لا تزال للحوثيين قدرة على إطلاق الصواريخ وهم ينجحون في إطلاقها بكميات كبيرة، معظمها يعترض أو يسقط قبل دخوله إسرائيل، لكن سقوط صاروخ اليوم يشكل نقطة فارقة لما ألحقه من أضرار ولنوعيته الخاصة التي فشلت منظومتا الدفاع في إسقاطه".

حصار جوي وبحري

قلق الأجهزة الأمنية في إسرائيل بعد إصابة المطار يكمن في تحقيق هدف الحوثيين بفرض حصار جوي على إسرائيل بعد الحصار البحري الذي تتعرض له، في أعقاب عمليات الحوثيين عند مدخل البحر الأحمر في مضيق باب المندب.

وكانت الخطوة الأولى التي اتخذتها الأجهزة الأمنية بدء التحقيق في أسباب إخفاق منظومتي "ثاد" و"حيتس-3" في إسقاط الصاروخ. ويقول الرئيس السابق لمنظومة الدفاع الجوي، عقيد احتياط تسفيكا ياحيموفتش، إن الواقع في إسرائيل وعلى رغم وجود منظومة "ثاد" وجنود وخبراء أميركيين يدعمون الجنود الإسرائيليين في التصدي للصواريخ، إلا أن إسرائيل غير قادرة بعد على ضمان دفاع كامل.

ويقول إن "سقوط الصاروخ داخل المطار، المنطقة الأكثر إستراتيجية في إسرائيل، يشكل إخفاقاً كبيراً، والحديث عن صاروخ ضخم يحمل ما لا يقل عن 300 كيلوغرام من المتفجرات، وعلى رغم أن الدفاع الجوي يتكون من طبقات عدة لكن سقوطه يستدعي تحقيقاً وبحثاً مستفيضاً".


1072565-4424790.jpg

تطالب إسرائيل الولايات المتحدة بإرسال بطارية ثانية لحماية تل أبيب ولم يرد على الطلب بعد (رويترز)



وبحسب ياحيموفتش فإن نجاح الإنذار منع وقوع كارثة، مضيفاً "قبل وصول الصاروخ بدقائق تمكنت شبكة الإنذار من إبلاغ ثلاث طائرات كانت في طريقها للهبوط، وهذا بحد ذاته جانب مهم جداً، فهذه الطائرات كان يمكن أن تكون في دائرة الخطر وعدم وصولها إلى نقطة الهبوط ضمن الأمان لها".

من جهته دعا اللواء في الاحتياط عاموس غلعاد إلى عدم اتخاذ خطوة متسرعة في أي رد وفي الوقت نفسه، قائلاً إن سقوط الصاروخ يستدعي تحقيقاً جدياً في فشل التصدي له.

ولا يستبعد جلعاد أن يجري التنسيق مع واشنطن لتوجيه ضربة إسرائيلية، معتقداً "أن الأميركيين متورطون في اليمن في أكبر عملية شاركوا فيها على الإطلاق، وبالتأكيد فهم مقيدون قليلاً".

لكن جلعاد كغيره من الأمنيين والسياسيين والعسكريين الآخرين، وعلى رغم خطورة تداعيات سقوط الصاروخ، يرى أن متخذي القرار قد يعودون ليركزوا على عملية غزة، وقال "يجب وضع الأمور في سياقها، سواء تجاه إيران أو اليمن، ولكن يبقى الأهم أن يتخذ القرار المتوقع صباح غد الإثنين، فإذا كان الجيش سيباشر في تنفيذ عمليته الواسعة في غزة فهناك قلق وتخوف من المغامرة بالأسرى، وفي الوقت نفسه ستكون هناك صعوبة في تنفيذها في وقت تنفيذ هجوم على إيران أو اليمن".

يشار إلى أن كلفة منظومتي الدفاع للتصدي للصاروخ الذي سقط في المطار تجاوزت، وفق أكثر من تقرير إسرائيلي ومسؤول في منظومة الدفاع، 7 ملايين دولار.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات