بغداد/المسلة: يستعد التيار الصدري للعودة إلى الواجهة السياسية في العراق، معلناً خوضه الانتخابات التشريعية المقبلة في أكتوبر 2025 بثقة تعززها قاعدة شعبية متزايدة وفق ما يؤكده النائب (سابقا) جواد اليساري، عن الكتلة الصدرية.
واعتبر اليساري أن الإطار التنسيقي يعاني من تفكك داخلي نتيجة الصراع على النفوذ الانتخابي، مما يهدد تماسكه قبيل الاستحقاقات.
وقال اليساري أن الأحزاب التقليدية تتنافس بشراسة لضمان أكبر عدد من الأصوات، بينما يواجه النواب المستقلون تهميشاً واضحاً يحول دون تحقيق طموحات ناخبيهم.
ويسلط الضوء على معاناة المستقلين، موضحاً أن غياب التمثيل الحكومي يحد من قدرتهم على تقديم الخدمات، على عكس النواب الحزبيين الذين يحظون باستجابات سريعة من الوزراء.
ويطالب اليساري بمنح الأحزاب الصغيرة دوراً حكومياً لتعزيز فاعليتها، مشيراً إلى أن “الباصات السياسية” تمر أمام المستقلين دون تقديم فرص حقيقية، في إشارة رمزية إلى استمالة الأحزاب الكبرى.
ويضيف أن تجربته البرلمانية، بعد انسحاب التيار الصدري في يونيو 2022، كشفت عن اضطرابات هيكلية في الدورة النيابية الحالية، واصفاً إياها بـ”أم المصاعب”.
ويستحضر التاريخ تجربة مشابهة شهدتها انتخابات 2018، حين أدت النتائج المتقاربة بين تحالف سائرون (54 مقعداً) وتحالف الفتح (48 مقعداً) إلى أزمة سياسية استمرت حتى تشكيل حكومة عادل عبد المهدي في أكتوبر 2018.
وتكررت التحديات في انتخابات 2021، حيث بلغت نسبة المشاركة 41% من 25 مليون ناخب، مع فوز التيار الصدري بـ73 مقعداً، لكنه انسحب لاحقاً، مما فتح الباب لاضطرابات سياسية وتظاهرات تشرين الثانية في 2022.
ويرى مراقبون أن عودة الصدر قد تعيد تشكيل المشهد السياسي، خاصة مع تصريحاته الأخيرة في مايو 2025 التي ألمحت إلى تشكيل تيار وطني جديد يتحدى “النظام الفاسد”.
ويواجه تحالف السوداني، الذي يطمح إلى 90 مقعداً، تحديات داخلية وشعبية، مع تصاعد التظاهرات ضد الأداء الحكومي. وتعيق الخلافات حول حل البرلمان وتجديد مفوضية الانتخابات إمكانية إجراء انتخابات مبكرة، مما يزيد التوتر في المشهد السياسي.