الوثيقة | مشاهدة الموضوع - توقعات بوصول البشر إلى المريخ خلال 15 عاماً فقط
تغيير حجم الخط     

توقعات بوصول البشر إلى المريخ خلال 15 عاماً فقط

مشاركة » الأحد يونيو 22, 2025 1:55 am

5.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»:

تتوقع وكالة الفضاء الأوروبية أن يعيش البشر في «واحات فضائية» شاسعة على كوكب المريخ خلال 15 عاماً فقط من الآن، وهو ما قد يشكل تطوراً بالغ الأهمية في مجال غزو الفضاء.
وتقول الوكالة إن البشر قد ينتقلون قريباً إلى «واحات فضائية» شاسعة على الكوكب الأحمر، وسوف تكون هذه الواحات عبارة عن مساكن داخلية فاخرة مصنوعة من مواد عاكسة للحرارة، تنمو فيها الأغذية التي يحتاجونها.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فإنه سيتم إرسال الروبوتات إلى براري المريخ الشاسعة، حيث تستكشفها من دون التعرض لخطر الإرهاق أو التسمم الإشعاعي أو تلوث الغبار. كما ستُصنع محطات فضائية وأقمار اصطناعية ضخمة في المدار، ويُعتمد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات حاسمة، ويرتبط النظام الشمسي بأكمله بشبكة إنترنت واسعة.
ومع أن هذا يبدو ضرباً من الخيال العلمي، فإن وكالة الفضاء الأوروبية «ESA» تأمل أن يصبح حقيقة واقعة خلال 15 عاماً فقط من الآن.
وفي تقرير جديد، تُحدد الوكالة -التي تُمثل أكثر من 20 دولة، بما في ذلك بريطانيا- رؤية طموحة لاستكشاف الفضاء بحلول عام 2040.
وقال التقرير: «بحلول عام 2040، نتصور وجوداً أوروبياً مرناً في مدارات الأرض والنظام الشمسي». وأضاف: «التوسع في الفضاء ليس ترفاً، بل ضرورة، ولم يعد الفضاء حدوداً، بل أصبح منطقة. إنه يُطلق العنان لموارد مجهولة تفتح أسواقاً جديدة وتُمكّن من تحقيق إنجازات علمية».
ويُظهر التقرير الجديد «التكنولوجيا 2040: رؤية لوكالة الفضاء الأوروبية»، للجمهور أين تريد وكالة الفضاء الأوروبية أن تكون «في العقود القادمة، والاتجاهات لتحقيق ذلك».
وكجزء من رؤيتها، سيعيش البشر، في غضون 15 عاماً فقط، في «واحات الفضاء» في مدار الأرض، وكذلك على القمر والمريخ وما وراءهما. وستحمي هذه القباب البيضاء البشر من الإشعاع الكوني، وتوفر لهم مكاناً للنوم وتناول الطعام والعمل بين الرحلات الخارجية.
وستكون هذه الواحات مكتفية ذاتياً تماماً، تُنتج طاقتها وغذاءها بنفسها، ما يجعل مهمات إعادة الإمداد من الأرض شيئاً من الماضي. وسيعتمد البشر، أكثر من أي وقت مضى في الأرض على تقنيات ذاتية التشغيل، أي أشبه بالروبوتات في سلسلة أفلام حرب النجوم، لاستكشاف الكوكب الشاسع، الذي يبلغ قطره حوالي 4212 ميلاً.
وكما هو الحال في فيلم «المريخي» لعام 2015، ستزدهر النباتات في دفيئات زراعية ذات أسقف زجاجية، مما يوفر لنا أطعمة مثل البطاطس والأرز والفطريات والطماطم والخضراوات الورقية.
وتقول وكالة الفضاء الأوروبية إن هذه الموائل يجب أن تحمي رواد الفضاء من الظروف القاسية في الخارج، داعيةً إلى «مواد ذكية للحماية من الإشعاع».
وستُزود هذه الواحات بقدرات استشعار عالية التقنية للتنبؤ بالمخاطر المتغيرة ورصدها والتخفيف منها، مثل الصخور الفضائية القادمة.
وعند هبوطها على المريخ، سيتم استخراج أجسام المذنبات والكويكبات، واستخدام موادها في بناء المركبات، مع تحليلها للكشف عن المزيد عن تاريخ نظامنا الشمسي.
وتتصور وكالة الفضاء الأوروبية أيضاً مستقبلاً لن تكون فيه «الهياكل الفضائية الكبيرة»، مثل المركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية والتلسكوبات ومحطات الفضاء، مقيدة بحدود أبعاد مركبات الإطلاق.
وعلى سبيل المثال، صُمم تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي يبلغ حجمه حجم ملعب تنس، بعناية فائقة وبتكلفة باهظة ليتناسب مع صاروخ الإطلاق «مثل نموذج سفينة في زجاجة» قبل إطلاقه في الفضاء قبل أربع سنوات. وبدلاً من ذلك، يمكن تصنيع وتجميع مثل هذه الآلة مباشرةً في المدار، أو على سطح القمر أو المريخ، حسب ما ترى الوكالة.
ولن تحتاج المركبات الفضائية ذاتية القيادة بعد الآن إلى تجمعات بشرية لإرشادها عن بُعد، لأنها ستتمتع بالذكاء اللازم، مما يلغي الحاجة إلى التحكم الأرضي.
وفي غضون ذلك، سيتم إعادة تدوير الحطام الفضائي وإعادة استخدامه لإنشاء اقتصاد فضائي «دائري ومستدام»، مما يُخفف من الآثار البيئية.
وحتى الآن، اقتصر سكن البشر في الفضاء على محطات فضائية في مدار أرضي منخفض، حيث يبقى أفراد الطاقم لفترات قصيرة، أي حوالي ستة أشهر على الأكثر. ولكن في المستقبل القريب، سيبقى البشر في الفضاء لأشهر أو سنوات، أو قد ينتقلون إليه بشكل دائم، مما يجعلنا كائنات متعددة الكواكب.
وتقول وكالة الفضاء الأوروبية: «ستتضمن الخطوات التالية في الاستكشاف البشري إقامات أطول ووجهات أبعد. ويكمن مفتاح نجاح هذه المشاريع في إنشاء بنية تحتية أكثر ديمومة مع زيادة الاستقلال عن الأرض».
ومع أنها رؤية مثيرة بلا شك، إلا أن وكالة الفضاء الأوروبية وأعضائها أمامهم بلا شك عمل شاق لجعلها حقيقة واقعة في غضون 15 عاماً فقط.
وحتى الآن، لم يقطع أي إنسان مسافة أبعد من الأرض تتجاوز 248 ألف و655 ميل، وهو ما حققه طاقم أبولو 13 في 14 نيسان/أبريل 1970.
وبالمقارنة، يبعد المريخ 140 مليون ميل عن الأرض في المتوسط، ووجودنا الوحيد هناك هو عبارة عن مجموعة من الحطام والمركبات الجوالة في حالات نشاط متفاوتة.
وتخطط كل من «ناسا» وشركة «سبيس إكس» التابعة لإيلون ماسك لوضع البشر على المريخ خلال العشرين عاماً المقبلة، ولكن لا توجد مركبة فضائية جاهزة لهذه الرحلة حتى الآن.
وأكثر المركبات الفضائية واعدة هي ستارشيب التابعة لسبيس إكس، المصممة للسفر الفضائي لمسافات طويلة، ولكن قد يستغرق الأمر عقوداً قبل أن تصبح جاهزة لرحلة إلى المريخ.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى علوم الفضاء