طهران – وكالات: علّقت إيران رسمياً، أمس الأربعاء، تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع مصادقة الرئيس مسعود بزشكيان على قانون أقره البرلمان، في ضوء الضربات الأمريكية والإسرائيلية على منشآت نووية خلال الحرب مع الدولة العبرية.
وأقرّ البرلمان الإيراني في 25 حزيران/يونيو، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة التي كان مفتشوها يراقبون مختلف الأوجه المعلنة لأنشطة البرنامج النووي في إيران. ولم يحدد القانون الخطوات الإجرائية لذلك.
وصادق مجلس صيانة الدستور، الهيئة المعنية بمراجعة التشريعات في إيران، على مشروع القانون وأحاله إلى السلطة التنفيذية المعنية بتنفيذه.
وأورد التلفزيون الرسمي أن بزشكيان “صادق على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وجاء في النص الذي نشرته وسائل إعلام إيرانية أن التشريع يهدف إلى “ضمان الدعم الكامل للحقوق الجوهرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية” بموجب معاهدة منع الانتشار النووي “وخصوصاً تخصيب اليورانيوم”.
وتعقيباً على الإعلان الإيراني، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، المجتمع الدولي إلى “التحرك بحزم” لوقف البرنامج النووي الإيراني .وحثّ ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على “إعادة فرض جميع العقوبات على إيران”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غيزه، إنّ خطوة إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الذرية تعدّ “إشارة كارثية”.
وسبق لمسؤولين إيرانيين أن أدانوا بشدّة “صمت” الوكالة الدولية إزاء الضربات الإسرائيلية والأمريكية.
وفي طهران، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، إن قدرات بلاده النووية لا يمكن تدميرها بالقصف، معللاً ذلك بأنها صناعة محلية وستستمر دون انقطاع.
جاء ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة سي.بي.أس نيوز، أن القصف الأمريكي لموقع فوردو النووي الإيراني “ألحق أضراراً جسيمة وفادحة” بالمنشأة.
في سياق متصل قال مسؤولان أمريكيان لرويترز إن الجيش الإيراني شحن ألغاما بحرية على سفن في الخليج الشهر الماضي، في خطوة زادت من مخاوف واشنطن من استعداد طهران لإغلاق مضيق هرمز في أعقاب الضربات الإسرائيلية على مواقع في أنحاء إيران.
وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، إن هذه الاستعدادات التي لم يُبلغ عنها من قبل، والتي اكتشفتها المخابرات الأمريكية، تمت بعد فترة من شن إسرائيل هجومها الصاروخي الأولي على إيران في 13 يونيو/ حزيران.
ويشير تحميل الألغام – التي لم تُنشر في المضيق – إلى أن طهران ربما كانت جادة بشأن إغلاق أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، وهي خطوة كانت ستؤدي إلى تأجيج صراع متصاعد بالفعل وإعاقة التجارة العالمية بشدة.
ويمر نحو خُمس شحنات النفط والغاز العالمية عبر مضيق هرمز، وقد يؤدي إغلاقه إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة العالمية.