وتكشف هذه الآثار عن أمرٍ مثير للاهتمام، حيث تظهر آثار خمسة ديناصورات من نوع «سيراتوبسيا»على الأقل إلى جانب آثار من نوع «أنكيلوسوريد»، ما يعني أن هذا قد يكون أول دليل على قطيع متعدد الأنواع بين الديناصورات.
ومع ذلك، وبينما يستطيع الباحثون تأكيد أن هذه الآثار قد تشكلت في نفس الوقت تقريباً، فقد تكون هناك ساعات أو أيام تفصل بينها. ويقول عالم الحفريات جاك لوفغروف من متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «لطالما ساد الاعتقاد بأن السيراتوبسيان عاشوا في قطعان نظرًا لوجود طبقات عظام تحفظ أفرادًا متعددة من نفس النوع معاً». ومع ذلك، فإن هذه الطبقات العظمية لا تُشير إلا إلى أن هذه الحيوانات ماتت معاً أو تراكمت جثثها بعد الموت. وتُعدّ آثار الأقدام المحفوظة لعدة سيراتوبسيانات تمشي معاً في مجموعات دليلاً نادراً على أن هذه الحيوانات عاشت معاً.
ويشير موقع هذه الآثار إلى أن الحيوانات كانت تزور مصدراً مائياً، ربما بعد نهر قديم. والمثير للدهشة أن مجموعات أخرى من الآثار الموازية لخط الماء تكشف عن وجود حيوانات مفترسة في الوسط: ديناصوران من نوع تيرانوصور، وديناصور صغير آخر آكل للحوم، ربما كان ثيروبودا.
ويقول عالم الحفريات فيل بيل من جامعة نيو إنغلاند في أستراليا: «تعطي آثار التيرانوصورين انطباعاً بأنهما كانا يراقبان القطيع، وهي فكرة مُرعبة، لكننا لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كانا قد التقيا بالفعل».
ورغم أن هذا يعد بمثابة مونتاج للحياة الطباشيرية، كما يقول لوفغروف، فإنه مكّن الباحثين من تحديد المزيد من المسارات داخل الحديقة، وهو ما يبشر بتفاصيل أكثر بكثير حول كيفية عيش هذه المخلوقات جنباً إلى جنب.
