الوثيقة | مشاهدة الموضوع - غزة: الاحتلال يضيق الخناق على المواطنين بعد سرقة الحمير وسيلة نقلهم الوحيدة
تغيير حجم الخط     

غزة: الاحتلال يضيق الخناق على المواطنين بعد سرقة الحمير وسيلة نقلهم الوحيدة

مشاركة » الأحد أغسطس 24, 2025 12:32 pm

4.jpg
 
تعتبر العربات التي تجرها الحمير أو الخيول بمثابة شريان حياة لسكان قطاع غزة، حيث تنقل الناس والبضائع وحتى المرضى والجرحى في ظل الحصار والحرب الشرسة وما تشهده غزة من أزمة حادة في وسائل النقل بسبب نقص الوقود وتوقف السيارات والشاحنات، حيث يواجه السكان صعوبة كبيرة في حركة تنقلهم بين المدن، حتى المرضى يذهبون إلى المستشفيات والنقاط الطبية مشيا على الأقدام.
وبعد توارد أحاديث إسرائيلية عن نقل الجيش لحمير من مناطق داخل قطاع غزة إلى الخارج، عبر مواطنون عن بالغ غضبهم من هذه الخطوة، معتبرينها سرقة وانتهاكا صارخا لحقوقهم، حيث حرم الاحتلال الغزاويين من وسيلة التنقل الوحيدة المتبقية في القطاع، كما حرم آلاف الفقراء الذين يعملون على هذه العربات ويحصلون قوت يومهم من أجل تأمين لقمة العيش، حيث تركزت عمليات السرقة من مدينة خانيونس جنوب القطاع ومنطقة جباليا البلد في الشمال.
وذكرت قناة «كان» الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي قام بتجميع ونقل عشرات الحمير من مناطق غزة التي اجتاحها، والذريعة كانت أنها مريضة أو مهملة، وأن ذلك جزء من حملة إنقاذ بيطري. ووفق القناة فإن الحمير نقلت أولا إلى مزرعة في مستوطنة موشاف حروت جنوب تل أبيب، وقادت شارون كوهين العملية ضمن جمعية «لنبدأ من جديد»، ما يعتبر تحويلا قسريا لمصدر نقل مدنيين أثناء النزاع المسلح، الأمر الذي يعد بموجب القانون الدولي جريمة حرب، حيث تضمنت الدفعة الأولى 58 حمارا، أرسلت إلى مطار لييج في بلجيكا ثم إلى ملاجئ فرنسية وبلجيكية.
وفقا لمنظمة الفاو، فقد نفقت حوالي 43 في المئة من الحيوانات العاملة كالحمير والبغال والخيول حتى آب/أغسطس 2024، ولم يتبق سوى نحو2600 منها، مصادر أخرى تشير إلى أن العدد الفعلي أعلى، فالجمعيات البيطرية تعاملت مع أكثر من 5000 حمار منذ بداية الحرب، ما يدل على وجود عدد أكبر في الحقيقة.
وفي ظل موجة الحر الشديد التي تضرب قطاع غزة، تزداد معاناة السكان، ويخرج المواطنون في ساعات الصباح الباكر من أجل الوصول إلى مصالحهم قبل بزوغ أشعة الشمس الحارقة، والبعض وخاصة المرضى يجلسون بين الفينة والأخرى في الطرقات من شدة التعب والحر، وسط غضب واسع من الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع.
وفي أحاديث منفصلة مع مراسل «القدس العربي» عبر مواطنون عن بالغ امتعاضهم من غياب عربات الحيوانات من الشوارع ما سبب أزمة وهذه الخطوة يستهدف منها الاحتلال دفع السكان إلى الهجرة بكل السبل.
تقول المسنة صفية أبو حسين وهي مريضة تعاني من الضغط المزمن، ولا تقدر على المشي لمسافات طويلة، إن السكان اضطروا للمشي مسافات، ولم يتمكن بعضهم من الوصول إلى مصالحهم، حتى المرضى يذهبون مشيا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
أما المواطن وليد رجب فقد عبر عن بالغ امتعاضه من توقف حركة العربات من شوارع مدينة غزة، ولفت إلى أن الاحتلال لم يترك أي وسيلة تخدم سكان غزة إلا ويسعى إلى تدميرها، حتى وسيلة نقلهم لم تسلم من جبروته، حيث أقدم على جمع مئات الحمير بعد أن وجه رسائل «إنسانية» لإنقاذها من الجوع والموت والقصف، لكن في مضمون خطته يهدف إلى القيام بعمل مضاد لمصلحة السكان، وتكريس حياتهم المعيشية بمزيد من الأزمات.
إلى جانب المواطنين، يعاني أصحاب الحيوانات معاناة أكبر، إذ قطع الاحتلال أرزاقهم بسرقته للحمير في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وحرم عشرات الشبان من ممارسة عملهم في النـــقل بأجــور، وبقي هؤلاء بلا مــأوى وغــذاء لعدم توفر مصدر دخل لهم.
المواطن محمود خضر خرج من مخيم جباليا منذ بدء عملية عربات جدعون تحت القصف المدفعي والجوي، تاركا حماره وكل ما يلزمه من ملبس ومأكل نتيجة القصف العنيف، ومع انسحاب الجيش جزئيا من محيط المخيم، ذهب لتفقد عربته وحماره فوجد العربة على ما هي، أما الحمار فمسروق، وتبين أن هناك عددا كبيرا من الحيوانات في المنطقة ذاتها قد سرقت ولا يوجد أثر على موتها.
وبين أنه كان على أمل بأن يجد حماره، كي يعود إلى عمله في نقل المواطنين وأثاث الخيام وبضائع التجار.
وبين أنه كان يخصص جل وقته لنقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات بدون مقابل، لتوقف عمل سيارات الإسعاف، وعدم وجود سيارات عمومية تعمل في الشوارع، و«اليوم بعد أن فقدت العربة، حرمت من الحصول على دخل لتوفير الطعام والمستلزمات العائلية، وكذلك تأثر المواطنون الذين كانت العربة بالنسبة لهم في هذا الوقت طوق نجاة للتنقل».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير