واشنطن- رأي اليوم – خاص
يحاول مستشارون يعملون مع الإدارة الأمريكية بذل الجهود خاصة ودبلوماسية خلف الستائر لطمأنه دول عربية حليفة أقلقتها تصريحات صدرت مؤخرا عن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وأربكت في النتيجة بعض خطوط الإنتاج المتفق عليها مع الأمريكيين تحت عنوان إحتواء وملاحقة ومطاردة الاسلام السياسي خصوصا في سورية والاردن ومصر ولبنان والعراق .
وما يبدو عليه الأمر وفقا لمصادر في واشنطن هو ان الإدارة الأمريكية تتعرض للضغط من قبل حلفائها العرب بعد وضع خطة سرية قبل أكثر من شهرين كان عنوانها توجيه ضربات قانونية وسياسية وأمنية لحواضن المقاومة الفلسطينية ولمؤسسات الإسلام السياسي.
وسبب الضغط الأساسي هنا هو الإرباك الذي انتجه بنيامين نتنياهو في 6 دول عربية على الاقل عندما صرح بانه يساند مشروع إسرائيل الكبرى وان لديه مهمة تاريخية ودينية وروحانية وهو تصريح قرأه حلفاء الولايات المتحدة العرب باعتباره حالة تبني مرهقة ومقلقة من نتنياهو لخارطة وزيه المتطرف والمتشدد سيموريتش .
ad
الحبكة الأهم التي تخفيها حكومات الدول العربية ومن بينها مصر والسعودية والإمارات تتمثل في ان تصريحات نتنياهو عشية التواطؤ معه على مهمته العسكرية الجديدة في قطاع غزة تربك المنظومات الأمنية في الدول العربية وتعتبر بمثابة تنكر لما أتفق عليه بين إسرائيل وتلك الدول وعبر القنوات الأمريكية .
ولم تصدر أي مواقف علنية من رموز الإدارة الأمريكية تعارض او تنتقد تصريحات نتنياهو المثيرة المشار اليها ، الأمر الذي زاد المشهد تعقيدا وبشكل خاصة بالنسبة للأردن ومصر حيث اجراءات تم تفعيلها بضغط امريكي مؤخرا ضد حواضن المقاومة الفلسطينية في المجتمعين وضد الحركات الاسلامية وجماعة الأخوان المسلمين.
والأكثر تعقيدا الان و شعور الدول العربية بانها تتعرض للخيانة والخذلان بعدما تسميه أوساط دبلوماسية غربية بتفويض ضمني تم منحه من جهة تلك الدول الى حكومة نتنياهو لإخراج حركة حماس والمقاومة الفلسطينية من المعادلة في قطاع غزة .
ad
والواضح ان نتنياهو يستثمر في ذلك التفويض بالضغط على المقاومة والتهديد بإحتلال غزة .
لكنه وفي ذات الوقت يربك الحلفاء الصامتين من العرب وفقا لتقارير قريبة من دوائر الاستخبارات الامريكية ويتجه نحو عملية عسكرية معقدة في غزة ثم يحرج الجميع بتصريحاته عن إسرائيل الكبرى وبالتوسع في الإقرار الإستيطاني دون أدنى إعتراض أمريكي .
في واشنطن تبحث إدارة دونالد ترامب عن صيغة ترضي الدول العربية التي اقلقتها تصريحات ترامب لكن لا تخلط الاوراق في ذات الوقت داخل حكومة نتنياهو الائتلافية.
وهي صيغة تحاول تخدير الدول العربية القلقة فقط دون المساس بمكانة نتنياهو في عمق معادلة الائتلاف حيث يرغب الرئيس الامريكي بالمحافظة على إئتلاف نتنياهو ويرفض مقترحات قدمها له مؤخرا زعيم المعارضة الاسرائيلية بتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة تنتهي بإنجاز صفقة في غزة .
الخذلان المشار اليه عربيا دفع القيادتين المصرية والاردنية فيما يبدو لإجراء مشاورات مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان كان محورها نقاش في تلك الضغوطات التي يتجاهلها الأمريكيون ونتجت عمليا عن تصريحات نتنياهو وتصرفاته على الارض خصوصا في القدس والضفة الغربية .
لم يعرف بعد ما هو موقف الامير بن سلمان من شكاوى مصر والاردن والعراق ولبنان وسورية ايضا .
لكن ما هو على المحك الخطة الأمريكية المتفق عليها الان ومنذ اسابيع بعنوان ضرب الحواضن الاجتماعية للمقاومة وانهاء نفوذ التيارات الاسلامية .