ترجمة: حامد أحمد
تناول تقرير لموقع نيو آراب The New Arab الإخباري مجريات انسحاب قوات أميركية من قاعدتين في العراق والتساؤلات المتعلقة بمدى قدرة البلاد على ملء الفراغ وحفظ الأمن، حيث أشار مسؤولون حكوميون إلى أن الاستعدادات لهذا الحدث كانت تُتابع منذ عام 2022، وأن القوات العراقية منتشرة لتأمين الحدود، في وقت ذكر فيه محللون أن هذا الانسحاب مجرد إعادة تموضع ولا توجد نية حقيقية للانسحاب بالكامل.
وأشار التقرير إلى أن انسحاب القوات الأميركية من قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار وقاعدة فيكتوريا في بغداد أثار حالة من الشكوك والقلق بشأن الترتيبات الأمنية المقبلة في العراق. وسلّط هذا القرار الضوء على الغموض المتعلق بمن سيملأ الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية، وما إذا كان العراق مستعدًا لإدارة هذه المواقع الحيوية بمفرده. ويأتي هذا الانسحاب كجزء من تحول واسع في وجود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، مما أثار جدلًا جديدًا حول مستقبل الأمن في العراق، وألقى بظلال الشك على طموحات واشنطن طويلة الأمد في المنطقة. حسين علاوي، المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قال إن الحكومة تعمل منذ عام 2022 على تأمين البلاد وتعزيز قواتها المسلحة. وأوضح في تصريح لوكالة أنباء رسمية بالقول: «لقد تحركت الحكومة نحو تأمين البلاد والحفاظ على الاستقرار». وأضاف علاوي أن القوات العراقية منتشرة على طول حدود البلاد الست، وتواصل ملاحقة مسلحي داعش، مع الاستفادة من التدريب والدعم المستمرين من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بدور التحالف مستقبلًا، أكد المستشار الحكومي بقوله: «تعمل الحكومة على إنهاء مهمة التحالف وتحويل العلاقات إلى شراكات ثنائية، سواء مع الولايات المتحدة أو مع دول أخرى من التحالف، بما في ذلك الناتو». وأضاف أن مهمة التحالف في بغداد والأنبار ستنتهي في أيلول/سبتمبر، بينما سيستمر وجود المستشارين في إقليم كردستان حتى عام 2026.
من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن الغموض ما يزال يكتنف هذا الموضوع، وتحديد الجهة التي ستملأ الفراغ الأمني بعد الانسحاب.
وقال سكفان سندي، رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، لموقع نيو آراب، إن النواب لم يتلقوا إخطارًا رسميًا يؤكد ما إذا كانت قوات التحالف قد انسحبت من القاعدتين. وأضاف: «لا نعرف أي قوات سيتم نشرها مكانها»، مشيرًا إلى أن القرار يعتمد على الاتفاق المشترك بين بغداد وواشنطن.
أما المحلل السياسي والأمني العراقي غاني الغضبان، فقد ذكر للموقع الإخباري أنه يشك في أن يكون الانسحاب حقيقيًا.
ووصف الأمر على أنه مجرد «إعادة تموضع أكثر من كونه انسحابًا». ورأى أن القوات الأميركية من المرجح أن تُنقل إلى قاعدة حرير في إقليم كردستان بدلًا من مغادرة العراق بالكامل. وأضاف: «لقد استثمرت الولايات المتحدة بشكل كبير في قاعدة عين الأسد، وضحّت كثيرًا في العراق منذ عام 2003. لا توجد نية حقيقية للانسحاب الكامل».
وأشار الغضبان إلى أن قاعدة عين الأسد، بخلاف انسحاب عام 2011، لم تُسلَّم رسميًا إلى القوات العراقية. كما استبعد احتمال أن تتسلم قوات الحشد الشعبي هذه القواعد.
وقال الغضبان: «هذه القواعد استراتيجية وقد جرى تطويرها باستثمارات ضخمة، ومن المستبعد جدًا أن تُسلَّم عين الأسد للحشد، لأن القاعدة مرتبطة بالاستقرار الأمني ليس فقط في العراق، بل أيضًا في سوريا والسعودية والأردن». ويوجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي، يتمثل دورهم الأساسي في تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة في قتال فلول تنظيم داعش. وتتمركز هذه القوات في قاعدة عين الأسد بالأنبار، وقاعدة فيكتوري في بغداد، وقاعدة حرير قرب أربيل.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد ذكر الاثنين، خلال لقائه بأعضاء حلف الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل، أن العراق حريص على تأسيس شراكة بنّاءة مع حلف الناتو وفق قرار سيادي يهدف إلى علاقات شاملة طويلة الأمد في مختلف المجالات. وقال إن العراق حريص على التعاون مع حلف الناتو في مواجهة تحديات الإرهاب وأمن الحدود، ويتطلع إلى دعم الناتو في بناء قدرات الردع ضد التهديدات.
عن The New Arab