الوثيقة | مشاهدة الموضوع - اسبانيا العربية.. قدوة واسوة الدكتور محسن القزويني
تغيير حجم الخط     

اسبانيا العربية.. قدوة واسوة الدكتور محسن القزويني

مشاركة » السبت سبتمبر 20, 2025 6:39 am

يبلغ عدد العرب في اسبانيا 1,800,000 وهم من بقايا دولة الاندلس ومن المغتربين الذين جاؤوا من مختلف البلاد العربية وهم يشكلون 38’27% من عدد سكان اسبانيا البالغ 49٫300 مليون , فحقا تستحق اسبانيا ان نطلق عليها (اسبانيا العربية) ليس فقط لتواجد هذا العدد الكبير من العرب فيها، اولتاريخها الاسلامي ، بل لمواقفها المشرفة التي وقفته ازاء القضية الفلسطينية بالاخص ما يجري في غزة فهي الدولة الاوروبية الاولى التي اعترفت بدولة فلسطين في 22 مايو من سنة 2024 ومنحت رئيس البعثة الفلسطينية لقب السفير، وهي الدولة الاوروبية الاولى التي استقبلت ياسر عرفات استقبال الرؤساء اثناء زيارته لاسبانيا ،وهي التي عقدت مؤتمر السلام في 1991 في مدريد.
ومنذ قيام اسرائيل بالابادة الجماعية بحق الفلسطينيين بعد السابع من اكتوبر 2023 تضامنت اسبانيا رسميا وشعبيا مع القضية الفلسطينية وكانها القضية الاولى ، فقد عمت المظاهرات المدن الاسبانية وهي منددة باسرائيل وما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وانتشرت شرارة الاحتجاجات ضد اسرائيل في جميع العواصم الاوروبية وفي الولايات المتحدة ايضا بعد ان كانت محظورة يُعاقب عليها بالقانون، فقد كسرت اسبانيا قيود (معاداة السامية) في اوروبا وامريكا بعد انتشار المظاهرات واحتجاجات التنديد بالجرائم الاسرائيلية، وفتحت الطريق امام الدول الاوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية والذي سيتوج في 22 من هذا الشهر في الجمعية العامة للامم المتحدة فاصبحت بحق القدوة للدول الاوروبية التي تاثرت بمواقفها جراء القضية الفلسطينية وما يجري في غزة من انتهاك للقانون الدولي الانساني.
والسؤال هل ستصبح اسبانيا قدوة لبعض الدول العربية التي لا زالت الطائرات الاسرائيلية تجوب سماءها ، والتي لا زالت تمنح اسرائيل تسهيلات في موانئها ومطاراتها، والتي لا زالت تحظى بعلاقات طيبة مع اسرائيل تحت ذريعة العقود التجارية وما شابه ذلك، والتي لا زالت تتفاوض مع العدو وتجلس معه وجها لوجه في الغرف السرية والعلنية وتشترك معه في الفعاليات الرياضية والفنية؟ ، بينما اسبانيا هددت بالانسحاب من بطولة كاس العالم 2026 اذا شارك منتخب اسرائيل، مؤكدا رئيس الاتحاد الاسباني لكرة القدم( لويس روبيليس ) ان غالبية المجتمع الاسباني لا يمكنها تقبل صور الاطفال الجائعين والدمار الذي خلفته الهجمات الاسرائيلية مطالبا (فيفا) باتخاذ موقف واضح وتعليق مشاركة اسرائيل حتى وقف الحرب، كما وانها قامت بحظر دائم لتصدير الاسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الى اسرائيل واوقفت صفقة سلاح بقيمة 700 مليون يورو كادت ان تصل الى اسرائيل، وقامت ايضا بحظر جميع الطائرات التي تحمل معدات عسكرية لاسرائيل من استخدام المجال الجوي الاسباني، ومنعت السفن الاسرائيلية من الرسو في الموانئ الاسبانية ووضعت حظرا على المنتوجات الاسرائيلية من الوصول الى الاسواق الاسبانية ومنعت دخول المسؤولين الاسرائيليين المتورطين في احداث غزة الى اسبانيا، هذا على الجانب الاسرائيلي اما على الجانب الفلسطيني فقد قامت اسبانيا بزيادة مساعداتها الانسانية الى غزة لتصل الى 150 مليون يورو لهذا العام ، واخيرا شاركت اسبانيا بعشر سفن ضمن اسطول الصمود الذاهب الى غزة محمّلا بالمساعدات الانسانية لاطفال غزة وبمشاركة ناشطين بلغ عددهم 700 ناشط جاؤوا من 40 دولة مخاطرين بارواحهم لا يعرفون ماذا سيحل بهم وهم في طريقهم الى غزة، لكن هناك شيء واحد يجمعهم ويثير هممهُم هو نُصرة الشعب الفلسطيني، فهل ستكون اسبانيا قدوة لبعض الدول العربية التي لا زالت تتعامل مع اسرائيل بحسن نية.
ad
كاتب عراقي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات