الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ماذا خلف طمأنة الشيخ قاسم للسعودية ودعوته العلنية لـ”تجميد” الخِلافات معها وكيف سيكون رد الرياض؟.. وماذا يعني قوله إنّ قبل “ضربة قطر” ليس كما بعده وهل قدّم لاريجاني نصائحه بعد لقائه بن سلمان؟
تغيير حجم الخط     

ماذا خلف طمأنة الشيخ قاسم للسعودية ودعوته العلنية لـ”تجميد” الخِلافات معها وكيف سيكون رد الرياض؟.. وماذا يعني قوله إنّ قبل “ضربة قطر” ليس كما بعده وهل قدّم لاريجاني نصائحه بعد لقائه بن سلمان؟

مشاركة » الأحد سبتمبر 21, 2025 11:57 pm

1.jpg
 
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
قد يكون التوقيت هو العامل الأساسي الذي دفع بأمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى توجيه دعوة “مُصالحة” مفتوحة للعربية السعودية، حيث تذهب الأخيرة لصياغة تحالفات جديدة مُوجّهة ضد إسرائيل، وتحديدًا تحالفها الأخير مع باكستان “النووي”، بعد الهُجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة لاغتيال قادة حماس.
وقال قاسم في كلمة له، الجمعة، نقلتها قناة المنار التابعة لحزب الله: “بعد قطر، أصبح الاستهداف للمقاومة والأنظمة والشعوب وكل عائق جغرافي وسياسي أمام إسرائيل الكبرى، وأن الهدف النهائي يشمل فلسطين ولبنان ومصر والأردن والعراق وسوريا والسعودية واليمن وإيران، وكلها تعتبر خطوات مرحلية، ويأتي بعدها دور تركيا وبقية المنطقة حتى تتمكّن إسرائيل من أن تصبح إسرائيل العظمى”.
ad
لافت أن الشيخ قاسم، اختار دعوة السعودية لفتح صفحة جديدة على الهواء مباشرة، وليس عبر أقنية خلفية، حيث طلب حوارًا يُعالج الإشكالات، ويُجيب عن المخاوف، ويؤمن المصالح.
وأشار الأمين العام لحزب الله بصراحة إلى أن هذه الدعوة تُمثّل اقتراحًا علنيًّا غير مسبوق، مؤكدًا أن الهدف هو العمل من أجل مستقبل الأمة وصون استقلالها وكرامتها في مُواجهة مشاريع الهيمنة والتقسيم.
تفاعل السعودية مع هذه المُبادرة من عدمها، تساؤل مطروح، أشغل اللبنانيين، وأثار جدلًا واسعًا بينهم، فذهب بعض الصحفيين السعوديين، للقول عبر منصاتهم التواصلية، إن المملكة تتعامل مع الدولة اللبنانية، وليس حزب الله.
ad
بطبيعة الحال، ثمّة عوامل داخلية، طرحها خُصوم الحزب اللبناني، في تفسير أسباب دعوة الشيخ قاسم للسعودية العلني للتصالح، منها أن حزب الله يبحث عن مخارج سياسية بعد اغتيال قادته وعلى رأسهم أمين عام حزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، وميله أكثر لسياسات أكثر براغماتية.
دعوة الشيخ قاسم للحوار مع السعودية، لم تُغفل أن الحوار مع المملكة، يجب أن يُبنى على أن “إسرائيل” هي العدو وليست المُقاومة.
ولم يطلب الشيخ قاسم من السعودية طي صفحة الخلافات، بل دعاها إلى “تجميدها”، وفي هذه المرحلة الاستثنائية من أجل مُواجهة ولجم “إسرائيل”.
وفي ظل الضّغط الإسرائيلي لنزع سلاح المقاومة، كان لافتًا تلك الطمأنة التي أرسلها الشيخ قاسم حين شدّد على أن سلاح المقاومة مُوجّه ضد العدو الإسرائيلي وليس لبنان ولا السعودية ولا أي جهة في العالم.
وتتبنّى السعودية وتترأس حملة اعتراف دولي بدولة فلسطين، ولكنّها تطلب نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، وتسليم الحكم لجهة مدنية، في حين ذكّر الشيخ قاسم أن الضّغط على المقاومة يعني ربحاً صافياً لإسرائيل، وأن غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على الدول.
وذكّر الشيخ قاسم بأن المقاومة في فلسطين هي جزء من هذه المقاومة وتعتبر سداً منيعاً أمام التوسّع الإسرائيلي.
ولم يتخلّ الشيخ قاسم هُنا عن الأدبيات العريضة لحزب الله، بخصوص مُقاومته، وسلاحه، مع التأكيد على رغبة شديدة بفتح صفحة جديدة مع السعودية.
وعلّق قاسم على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، موضحًا أن “ما بعد الضربة الإسرائيلية في قطر يختلف عمّا قبلها”.
ولعلّ تقييم الشيخ قاسم للمشهد ما قبل ضربة قطر، وما بعدها، يتقاطع بشكل أو بآخر مع تقييمات العربية السعودية، والتي ذهبت للبحث عن بدائل حماية، ومن خلال تحالفات إسلامية جديدة.
وصنّفت السعودية ودول خليجية أخرى “حزب الله” منظمة إرهابية عام 2016.
ودعوة الشيخ قاسم السعودية للحوار، ليست بمعزل، عن التطوّر الإيجابي في العلاقات السعودية- الإيرانية، واللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاء بعده زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للرياض.
ولافت أن لاريجاني قال إنه جرى بحث التعاون الدفاعي بين البلدين، وتقرّر أن تتم هذه الأعمال على شكل مجموعات، وإن شاء الله ستتّخذ شكلًا أكثر تنظيمًا في المستقبل”.
وردًّا على سؤال عما إذا كان هناك تغيير في المنظور والاستراتيجية لدى الدول العربية ومسؤوليها بعد أحداث قطر، أوضح لاريجاني: “نعم، بالطبع، كانت لدى الأصدقاء السعوديين بالفعل رؤية واضحة نسبيًّا لهذه التطورات، لكن الآن أصبحت أكثر وضوحًا بكثير، مما يعني أن مختلف دول المنطقة تشعر أن المسار الذي اعتقدت إيران سابقًا بأن عنصرًا مُغامرًا في المنطقة يمنع ترسيخ الاستقرار في المنطقة قد اتخذ شكلًا أكثر موضوعية”.
بكُل حال، هذا تطوّر استثنائي على صعيد تحالفات دول عربية وإسلامية، تستشعر جميعها خطر “إسرائيل الكُبرى”، وهذه التحالفات لا تَسُر تل أبيب، التي كانت ولا زالت تستفيد من الصدامات السياسية، والطائفية بين دول عربية وإسلامية، أما عن تقييم نجاح هذه التحالفات على أرض الواقع، ومدى ردعها، فهي قد بدأت، وهُناك قول مأثور صيني يقول: “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات