الوثيقة | مشاهدة الموضوع - عامان على الحرب: إسرائيل قضت على مقومات الحياة في غزة.. وخسائر القطاع تصل 120 مليار دولار بينها 55 مليار دولار لتراثه الثقافي
تغيير حجم الخط     

عامان على الحرب: إسرائيل قضت على مقومات الحياة في غزة.. وخسائر القطاع تصل 120 مليار دولار بينها 55 مليار دولار لتراثه الثقافي

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء أكتوبر 08, 2025 3:22 pm

5.jpg
 
لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته فيكتوريا بيسيت وجوليا ليدور وألفارو فالينو قدموا فيه صورة بصرية عن دمار عامين ارتكبته إسرائيل في غزة وهشم حيوات الناس ودمر المعيشة ومراكز التعليم.

فقد مر عامان على هجوم حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ورد إسرائيل، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية حصارا على غزة، متعهدة بـ “لا كهرباء ولا طعام ولا وقود”، وأمرت ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم مليوني نسمة بمغادرة منازلهم في الشمال. لقد تركت الحرب جزءا كبيرا من غزة تحت الأنقاض وقلبت حياة سكانها رأسا على عقب.

قبل أكتوبر 2023، عاش السكان تحت حصار إسرائيلي استمر لسنوات، قيَّد حركة جميع الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع. ووصف كبار خبراء حقوق الإنسان هذه المنطقة الصغيرة بأنها “أكبر سجن مفتوح في العالم”

وقبل تشرين الأول/أكتوبر 2023، عاش السكان تحت حصار إسرائيلي استمر لسنوات، قيَّد حركة جميع الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع. ووصف كبار خبراء حقوق الإنسان هذه المنطقة الصغيرة بأنها “أكبر سجن مفتوح في العالم”. لكن القطاع كان يضم أيضا مواقع ثقافية ودينية مهمة وأراض زراعية خصبة، وكان يتمتع بواحد من أعلى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في العالم، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. لكن الحرب غيرت كل شيء.

وبعد عامين قتل أكثر من 67,000 شخصا أي حوالي 3% من سكان غزة وفقا لوزارة الصحة في القطاع، وجرح أكثر من 169,000 شخصا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وهو الرقم الذي يدعمه خبراء في أنظمة الصحة وعلماء بيانات ومسح مستقل لأرقام الوفيات في غزة، مقارنا بأرقام وزارة الصحة. وتعد غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وسكانها الأصغر عمرا حيث يشكل الأطفال حوالي نصف السكان. ويقول خبراء الصحة العامة والأطباء ومراقبو ضحايا النزاع إن تقديرات وزارة الصحة قد تكون أقل من العدد الحقيقي، نظرا لعدد الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض والأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة لظروف غير مباشرة للحرب، مثل سوء التغذية، والالتهابات التي عادة ما يكون من الممكن النجاة منها، أو غيرها من الحالات التي لا يمكن علاجها نظرا لنقص الأدوية والأطباء وخدمات الرعاية الصحية الأخرى.

ولفتت تقرير “واشنطن بوست” أنه منذ بدء الحرب، يقتل ما معدله 28 طفلا يوميا، وفقد عشرات الآلاف غيرهم أحد والديهم على الأقل، وفقا لإحصاءات وزارة الصحة الصادرة في أيلول/سبتمبر.

ويعاني حوالي 42,000 غزيا من جراح غيرت حياتهم للأبد، وواحد من كل أربعة جرحى هم من الأطفال، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية. وتقدر الأمم المتحدة أن غزة لديها أكبر عدد من الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم مقارنة بعدد السكان.

القطاع كان يضم أيضا مواقع ثقافية ودينية مهمة وأراض زراعية خصبة، وكان يتمتع بواحد من أعلى معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في العالم، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. لكن الحرب غيرت كل شيء.

ومع منع إسرائيل للصحافيين الدوليين من دخول القطاع بحرية، أصبح العاملون في وسائل الإعلام المحلية مصدرا رئيسيا للمعلومات حول الوضع داخل غزة. وقتل حوالي 195 صحافيا فلسطينيا هناك منذ بدء الحرب، وفقا للجنة حماية الصحافيين. واتهمت اللجنة إسرائيل بـ “الانخراط في أعنف وأكثر الجهود تعمدا لقتل وإسكات الصحافيين التي وثقتها على الإطلاق”.

وأثرت الحرب على التعليم والمؤسسات التعليمية، ففي عام 2022 كان معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في غزة والضفة الغربية المحتلة معا 98٪، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، وهو معدل يضاهي دولا أغنى بكثير مثل سنغافورة والإمارات العربية المتحدة، ويفوق المتوسط ​​العالمي بكثير.

ولم يلتحق معظم الأطفال في غزة بالمدارس منذ عامين. ووفقًا للأمم المتحدة، تضررت أو دمرت نسبة 91.8% من المدارس هناك بشدة، وتم تحويل المدارس المتبقية إلى ملاجئ للعائلات النازحة. ووفقا لوزارة التعليم المحلية، قتل أكثر من 700 معلما أثناء الحرب.

كما أدت أوامر الإخلاء الجماعي الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، والأضرار الجسيمة الناجمة عن الغارات الجوية، إلى نزوح أكثر من تسعة من كل عشرة غزيين من منازلهم، وفقا للأمم المتحدة، واضطر الكثيرون منهم إلى الفرار عدة مرات. وتعرض حوالي 400,000 شخصا لموجة النزوح الأخيرة، التي اندلعت إثر الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة في آب/أغسطس، وفقا للأمم المتحدة. ويعاني الكثير ممن اضطروا للفرار من صعوبة توفير المساحة أو المواد اللازمة لنصب خيمة.

وترك الدمار والخراب الواسع الكثيرين بلا منازل يعودون إليها حتى بعد انتهاء الحرب. وقد أكدت إسرائيل أنها لا تستهدف المدنيين غير المتورطين. لكن مسؤولي الأمم المتحدة يستشهدون بتصريحات لقادة إسرائيليين يرون أنها تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وتدعو إلى عقاب جماعي وتدمير غزة. على سبيل المثال، في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال وزير الدفاع آنذاك، يوآف غالانت، بأن إسرائيل تحارب “حيوانات بشرية” وأن “غزة لن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، سنقضي على كل شيء”.

ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن مثل هذه التصريحات تظهر نية ارتكاب إبادة جماعية، وهو استنتاج ردده العديد من الباحثين والناشطين وقادة العالم.

في وقت سابق من هذا العام، قدر البنك الدولي تكلفة جهود الإنعاش وإعادة الإعمار في غزة بـ 53 مليار دولار. وأفاد تقرير للأمم المتحدة في نيسان/أبريل أن إزالة جميع مخلفات الحرب، التي يحتوي بعضها على الأسبستوس ومواد كيميائية صناعية، ستستغرق 105 شاحنات على مدار 22 عاما.

ويواجه أكثر من نصف مليون نسمة الجوع، فحتى قبل تشرين الأول/أكتوبر 2023، جعل الحصار الإسرائيلي 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الدولية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. لكن القطاع كان لا يزال قادرا على إنتاج خضراواته وبيضه وحليبه ودواجنه وأسماكه، بالإضافة إلى بعض اللحوم الحمراء وزيت الزيتون والفواكه، بل وتمكن من تصدير بعض الخضراوات والأسماك، وفقا للبنك الدولي.

دمرت إسرائيل معظم المستشفيات. وقبل الحرب، كان لدى غزة نظام رعاية صحية قوي وفعال، على الرغم من صعوبات استيراد الإمدادات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي

والآن باتت قدرة القطاع على إنتاج الغذاء معدومة تماما. فجميع الأراضي الزراعية في غزة تقريبا تضررت أو أصبح الوصول إليها مستحيلا، كما دمرت معظم سفن الصيد، وانخفضت أعداد الماشية بشكل كبير، وفقا للأمم المتحدة.

وبنفس الوقت، انخفضت المساعدات الإنسانية بشكل حاد. وقد تأكدت المجاعة في أجزاء من غزة، وفقا لتقرير صادر عن منظمة عالمية رائدة في رصد الجوع، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص “ظروفا كارثية تتسم بالجوع والعوز

وحتى أيلول/سبتمبر تأكدت وفاة ما لا يقل عن 460 شخصا بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 154 طفلا، كما وزارة الصحة في غزة. ويمكن أن يواجه الناجون من النقص الحاد في الغذاء مشاكل صحية مدى الحياة.

وفي أيار/مايو، بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تولي توزيع المساعدات في غزة، على الرغم من مخاوف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الكبرى من أن البرنامج قد ينتهك المبادئ الإنسانية ويعقد عملية إيصال المساعدات. ومنذ ذلك الحين، قتل أو جرح آلاف الفلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على المساعدة، حسب وزارة الصحة في غزة، حيث سحق بعضهم جراء عمليات الإنزال الجوي، وتعرض آخرون لإطلاق النار من القوات الإسرائيلية أثناء اقترابهم من مواقع المساعدات. وقالت القوات الإسرائيلية إنها تطلق طلقات تحذيرية في اتجاه الحشود التي تتجه نحو المواقع عندما تكون مغلقة، في حين نفت مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية وقوع أي أعمال عنف داخل المواقع التي توزع فيها المساعدات.

ودمرت إسرائيل معظم المستشفيات. وقبل الحرب، كان لدى غزة نظام رعاية صحية قوي وفعال، على الرغم من صعوبات استيراد الإمدادات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي، وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود.

على مر تاريخها الطويل، كانت غزة مركزا تجاريا مزدهرا، حكمها الفراعنة المصريون ثم الرومان. وقد تضررت أو دمرت العديد من المواقع الدينية والثقافية، من المسجد العمري الكبير في مدينة غزة إلى الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع

أما الآن، فقد تضررت أو دمرت نسبة 94% من المستشفيات، وقتل أكثر من 1,700 من عمال قطاع الصحة، واعتقل مئات آخرون، وفقا لوزارة الصحة في غزة. وتواجه مرافق الرعاية الصحية المتبقية، المثقلة أصلا بالضحايا، تحديات لمعالجة آثار الجوع ونقص المياه النظيفة والأمراض مع تناقص إمدادات الأدوية والوقود. وقالت كاثلين غالاغر، وهي جراحة أمريكية متطوعة في منظمة “ميدغلوبال” الطبية غير الربحية الأمريكية في مستشفى ناصر في خان يونس، لصحيفة “واشنطن بوست” في أواخر أيلول/سبتمبر أن المرضى “الذين يعانون من أمراض مزمنة يعانون بشدة بسبب تأخر الرعاية الطبية وتأخر وصول سيارات الإسعاف لنقلهم”، بينما يعاني الأطباء والممرضون الفلسطينيون من “الإرهاق” و”التمزق النفسي”، وغالبا ما نزحوا ويعيشون في خيام مكتظة. وندد خبراء أمميون بـ”التدمير المتعمد لنظام الرعاية الصحية في غزة من قبل القوات الإسرائيلية”.

ولفت تقرير “واشنطن بوست” إلى أنه على مر تاريخها الطويل، كانت غزة مركزا تجاريا مزدهرا، حكمها الفراعنة المصريون ثم الرومان. وقد تضررت أو دمرت العديد من المواقع الدينية والثقافية، من المسجد العمري الكبير في مدينة غزة إلى الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع. وقدر البنك الدولي في وقت سابق من هذا العام أن غزة تكبدت أضرارا بقيمة 120 مليار دولار، وخسائر بقيمة 55 مليار دولار لتراثها الثقافي، حيث تضرر أو دمر حوالي نصف مواقعها التراثية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار