الوثيقة | مشاهدة الموضوع - صراع البيت الشيعي الانتخابي.. 1700 مرشح و3 أقطاب على 240 مقعداً
تغيير حجم الخط     

صراع البيت الشيعي الانتخابي.. 1700 مرشح و3 أقطاب على 240 مقعداً

مشاركة » الجمعة أكتوبر 24, 2025 12:53 pm

تخوض القوى السياسية الشيعية في العراق واحدة من أكثر الانتخابات البرلمانية حساسية وتنافساً منذ عام 2003، حيث يتحول الصراع من مواجهة خارجية إلى سباق داخلي محموم على الزعامة داخل “البيت الشيعي”.

ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي لم يبقَ لها سوى 21 يوماً فقط، تظهر ثلاثة أقطاب رئيسية تتصارع على النفوذ: تحالف “الإعمار والتنمية” برئاسة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، و”ائتلاف دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، والقوى الناشئة التي تسعى لإعادة تعريف التمثيل السياسي الشيعي بمنطق مدني بعيد عن الزعامات التقليدية.

وفي هذه المعركة السياسية، تخوض الكتل الشيعية الانتخابات بأرقام كبيرة، حيث تضم قائمة السوداني (الإعمار والتنمية) وحدها 446 مرشحاً في 12 محافظة، بينما يطرح ائتلاف دولة القانون 425 مرشحاً، مقابل 460 مرشحاً لمنظمة بدر و400 مرشح لتحالف قوى الدولة.

وتعكس هذه الأرقام حجم التنافس واستعداد القوى الشيعية للدخول في معركة انتخابية قد تعيد رسم موازين القوى في البرلمان المقبل، وترسم شكل الحكومة المقبلة.

“الإعمار والتنمية”

ويخوض رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني الانتخابات تحت قائمة “الإعمار والتنمية”، مدعوماً بتحالف عريض يضم قوى متعددة أبرزها: (تيار الفراتين) بقيادته، (الائتلاف الوطني) إياد علاوي، (حركة عطاء) فالح الفياض، (حركة إرادة) حنان الفتلاوي، (بلاد سومر) أحمد الأسدي، (إبداع كربلاء) نصيف الخطابي.

ويترشح السوداني على 240 مقعداً من أصل 329، موزعين على 446 مرشحاً في 12 محافظة، أغلبها ذات غالبية شيعية.

ويبرز حضوره بشكل خاص في بغداد: 138 مرشحاً لـ71 مقعداً، البصرة: 50 مرشحاً لـ25 مقعداً، ذي قار: 38 مرشحاً لـ17 مقعداً، بابل: 34 مرشحاً لـ17 مقعداً، كما يمتلك قوائم في نينوى وصلاح الدين فقط من المحافظات السنية.

وفي هذا السياق يصف السياسي عائد الهلالي، المقرب من السوداني، المشهد الشيعي بأنه “لم يعد صراعاً تقليدياً بل يتجه نحو فضاء أكثر تعددية”.

وأشار إلى أن قائمة السوداني تجمع “شخصيات سياسية وتكنوقراط وشيوخ عشائر”، ويرى أنها “الأوفر حظاً في بغداد والمحافظات”.

“دولة القانون”

أما زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي فهو يدخل السباق الانتخابي عبر تحالف “دولة القانون” الذي يضم: (حزب الدعوة) و(حركة البشائر) و(حزب الفضيلة)، وجماعات أخرى مثل (أنصار الله الأوفياء) و(كتائب سيد الشهداء)، بحسب المتحدث باسم الائتلاف النائب عقيل الفتلاوي.

ووفقاً للفتلاوي يمتلك ائتلاف دولة القانون مرشحين في جميع المحافظات، ويبلغ عددهم 425 مرشحاً، ويأملون بالحصول على 40 إلى 45 مقعداً.

ويقول الفتلاوي إن الاستبيانات في بغداد، تشير إلى أنهم الأقوى، مع إمكانية الفوز بـ 14 إلى 15 مقعداً.

من جهته، يؤكد القيادي في الائتلاف علاء الحدادي أن الولاية الثالثة للمالكي مطروحة بجدية، رغم أن تعيين رئيس الوزراء لا يخضع لرغبة الائتلاف فقط بل لاتفاق قوى الإطار التنسيقي.

لكن الحدادي يرى أن “من غير المرجح أن يحظى السوداني بولاية ثانية”.

وبحسب الحدادي، فإن أبرز مرشحي “دولة القانون”: وزير الزراعة عباس العلياوي (المرشح في النجف)، ووزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع (المرشح في بغداد)، ووزير النفط حيان عبد الغني السواد، ووزير الكهرباء زياد علي فاضل، (المرشحان في البصرة).

ويضيف الحدادي، بالإضافة إلى ياسر أبو رحاب، وعقيل الفتلاوي، وعثمان الشيباني، وابتسام الهلالي، ومنى الموسوي، وزينب العبادي، وفاطمة العيساوي، ودنيا الشمري، وآخريات من المرشحات البارزات.

وفي كربلاء، يتوقع القيادي في الائتلاف أن تكون “دولة القانون” الثانية بعد قائمة محافظ كربلاء نصيف الخطابي المتحالف مع السوداني، فيما يحظى الائتلاف بحضور قوي أيضاً في النجف والديوانية.

“تيار الحكمة”

أما تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم فهو يشارك ضمن تحالف “قوى الدولة”، ويخوض التحالف الانتخابات بـ400 مرشح، ويمتد تأثيره في بغداد وجنوب العراق، رغم تراجع حضوره في كربلاء والديوانية، بحسب القيادي فيه فهد الجبوري.

لكن الحكمة، وعلى خلاف بقية الكتل الشيعية، لا يطمح لتولي رئاسة الوزراء، لكنه “جزء أساسي من صناعة القرار واختيار رئيس الحكومة”، كما يقول الجبوري.

ويتوقع الجبوري أن يحصل تيار الحكمة على ما لا يقل عن 20 مقعداً.

ويشير إلى أن أبرز مرشحي الحكمة: أنسجام الغراوي، وعلي البنداوي، وعلي الحميداوي (رئيس لجنة الخدمات النيابية)، وصالح السالم وعلي غركان.

“منظمة بدر”

من جهتها، تخوض منظمة بدر برئاسة زعيم تحالف الفتح هادي العامري الانتخابات منفردة بـ460 مرشحاً في جميع المحافظات، بما فيها السنية، حسب ما يؤكده عضو المكتب السياسي في بدر حافظ السعيدي حيث تخطط بدر للتحالف بعد الانتخابات ضمن الإطار الشيعي الأوسع.

وأبرز مرشحي بدر وفق السعيدي، محمد الغبان (وزير الداخلية الأسبق) في بغداد، وفي باقي المحافظات حافظ السعيدي، ورزاق سويف، وحامد الموسوي، وأبو مرتضى الكربلائي، وابتسام العارضي.

“ثلاثية الأقطاب”

وبناءً على ما سبق، يتضح أن المشهد الشيعي اليوم ينقسم بحسب أبو ميثاق المساري، القيادي في منظمة بدر وعضو تحالف الفتح، إلى معسكر الولاية الثانية للسوداني، ومعسكر الولاية الثالثة للمالكي، ومعسكر القوى الناشئة ذات الطابع المدني (وهي الأقل حظوظاً).

ويرى المساري أن التحالفات الجديدة التي تضم شخصيات تكنوقراطية أو قادمة من حركات احتجاجية، لم تضعف القوى التقليدية كما يُعتقد، بل أحياناً “منحتها دماء جديدة”.

لكن كل المؤشرات بحسب مراقبين توحي إلى أن الصراع الشيعي الانتخابي لم يعد صراع مقاعد فقط، بل صراع على قيادة البيت الشيعي ذاته، حيث يسعى كل جناح لترسيخ موقعه كمصدر القرار في مرحلة ما بعد 2025.

“محاولة كسر الثنائية”

وهذا ما يدفع الباحث باسل حسين إلى القول إن المنافسة لم تعد تدور بين الإطار التنسيقي وخصومه، بل “داخل الإطار نفسه”، وتحديداً بين جناحي المالكي والسوداني.

ومع هذا التنافس، يبرز فريق ثالث متمثل في “البديل المدني الشيعي” الذي تقوده شخصيات مثل عدنان الزرفي (رئيس تحالف البديل) وسجاد سالم (نائب مستقل)، وفق الباحث.

وخلص حسين إلى القول أن الانتخابات المقبلة “لن تحدد من يحكم فقط، بل من يمثل الشرعية الشيعية في عراق ما بعد 2025”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات