بغداد- الزمان
تلبدت اجواء الساعات القليلة التي اعقبت اقفال صناديق التصويت في الانتخابات البرلمانية العراقية بعدد كبير من الشائعات ونشر النتاذج الوهمية للفوز فيما توالت الدعوات من اجل الاسراع باعلان النتائج الرسمية عبر المفوضية قطعا لطريق الشائعات المنتشرة. فيما دلت المؤشرات الاولية الى تقدم الاحزاب التقليدية الكبيرة في النتائج بما يشمل العراق واقليم كردستان أيضا. وكان قد سقط عنصران من الامن العراقي في نيران اشتباكات في كركوك بين مجموعتين شيعيتين عند مركز انتخابي، فيما حدثت اشتباكات في مناطق أخرى. الى جانب وفاة مرشح في قائمة الفاو زاخو في البصرة، جرت هذه التداعيات في غضون تصويت نسبته بحسب المفوضية خمسة وخمسين بالمائة من الناخبين من العراقيين الثلاثاء لاختيار برلمان جديد، في انتخابات تستحوذ نتائجها على اهتمام طهران وواشنطن، غير ان الحدود الثلاثة الفاصلة بين المكونات معروفة النتائج مسبقا ، ولا جدوى من التغيير بحسب اجماع المواطنين المقاطعين. وسط مقاطعة الجناح الشيعي الأكبر المتمثل بالتيار الصدري. وتصدرت نينوى وصلاح الدين والانبار المحافظات في نسبة المشاركة في معدل الثلاثين بالمائة فقط ، في حين كانت العلامة الفارقة في التدني في بغداد بعد المقاطعة الصدرية ، اذ لم تتجاوز في الكرخ 23 بالمائة وفي الرصافة 18 بالمائة وتنافس أكثر من 7740 مرشحا ثلثهم تقريبا من النساء ومعظمهم ضمن تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة إذ شارك 75 مستقلّا فقط هذا العام، على 329 مقعدا لتمثيل أكثر من 46 مليون نسمة وجرت الانتخابات التشريعية السادسة منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح نظام صدام حسين في 2003، في استقرار نسبي يشهده العراق الغني بالموارد النفطية، بعد عقود من نزاعات قضت على بنيته التحتية وتركت فسادا مستشريا. وأغلقت مراكز الاقتراع عند السادسة مساء (1.00 ت غ)، بعدما فتحت على مدى 11 ساعة أمام ما يزيد عن 21،4 مليون ناخب مسجّلين لاختيار مجلس النواب لولاية تمتدّ أربع سنوات. وبلغت نسبة المشاركة حتى منتصف النهار 23.9% بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. ويستبعد ان تكون نسبة المشاركة اكثر من أربعة وعشرين بالمائة من عدد المشمولين بالتصويت ، اذ هناك عزوف عام بسبب حالة الإحباط والفساد المتناسل وضعف المرشحين من دورة انتخابية الى أخرى مع ضعف او تلاشي إجراءات مكافحة الفساد والمحسوبيات. ويتوقع أن تُعلن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق المراكز. ويرى عراقيون كثر أن لا أمل في أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير حقيقي، ويعتبرون أن الاقتراع يشكّل مساحة للتصارع السياسي الذي سيصبّ أخيرا في صالح كبار السياسيين والأطراف الإقليميين. وشهدت الانتخابات مقاطعة واسعة من أنصار الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي اعتبر أن الانتخابات يشوبها «الفساد»، ودعاهم الى مقاطعة التصويت والترشح، ما قد يُساهم في أن تكون نسبة المشاركة النهائية في هذه الانتخابات منخفضة. وعلى مقربة من أحد مراكز الاقتراع في مدينة الصدر، إحدى أبرز معاقل الزعيم الشيعي في بغداد، قالت مجموعة من الرجال بصوت واحد «نحن مقاطعون بأمر من السيد» مقتدى البالغ 52 عاما. وشملت الانتخابات إقليم كردستان حيث يستمرّ التنافس السياسي التاريخي بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.