أعرب قادة أوروبيون، بحسّب ما أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، عن قلق متزايد من تراجع موقع القارة على الساحة الدولية، مع تصاعد التنافس، بين “الولايات المتحدة والصين وروسيا”، على الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية.
وأفادت الصحيفة؛ بأن هذا القلق بلغ ذروته في الأشهر الأخيرة، خاصةً بعدما تقدمت “واشنطن” بخطة لإنهاء الحرب في “أوكرانيا” دون استشارة الأوروبيين، ما دفع “الاتحاد الأوروبي” إلى تقديم مقترح مضاد والعمل على كسر الجمود المؤسسي، وسط إدراك بأن التغييّر سيكون صعبًا ويحتاج وقتًاً لا تملكه القارة.
وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية؛ “أورسولا فون دير لاين”، حذّرت من أن: “خطوط المعركة من أجل نظام عالمي جديد تُرسم الآن”، داعيةً إلى بروز: “أوروبا جديدة”. ومن أبرز المبادرات المطروحة، مقترحات الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي؛ “ماريو دراغي”، الذي يدفع نحو: “إنشاء مجموعات من الدول لتوحيد الجهود في مجالات الدفاع، والتكنولوجيا، والاستثمار في قطاعات استراتيجية كأشباه الموصلات”.
وأضافت الصحيفة أنّ دول أوروبية، مثل “ألمانيا”، تسعى إلى تعزيز قدراتها العسكرية، حيث: “خففت برلين من قيود الديون، لتضخ نحو: (580) مليار دولار في برنامج إعادة تسليح يمتدّ لعقد”. و”يأمل قادة عسكريون أوروبيون في أن يؤدي ذلك، مع جهود دول مثل بولندا والدول الإسكندنافية، إلى تشكيل تحالف قادر على كبح التمدَّد الروسي”.
مع ذلك؛ تواجه “أوروبا” تحديات داخلية، تؤكد (وول ستريت)، أبرزها رفض وزارات “الدفاع” تسليم صلاحيات التخطيط والمشتريات، وتردّد الشركات الكبرى في الانتقال من التنافس إلى التعاون، فضلًا عن بطء المؤسسات الأوروبية في التكيف مع تحولات سريعة تُفرضها: “سياسة القوة”.
كما تحدثت؛ الصحيفة الأميركية، عن تفاقم التحديات بسبب الصدامات التجارية بين “واشنطن” و”بكين”، والضغوط الأميركية على “أوروبا”، لتعزيز الإنفاق الدفاعي والاصطفاف في المواجهات التجارية. ويرى مسؤولون أوروبيون أن النفوذ الأميركي المتنامي في ملفات التجارة والدفاع يحدّ من استقلالية القرار الأوروبي، فيما: “تواصل الصين إغراق الأسواق الأوروبية بمنتجاتها الرخيصة وتتفوق في الصناعات التكنولوجية”.
من جانبه؛ أشار المستشار الألماني؛ “فريدريش ميرز”، إلى أن السنوات المقبلة، ستحدَّد ما إذا كانت: “أوروبا ستبقى قوة اقتصادية مستقلة أو مجرد بيدق في صراع القوى الكبرى”.
أما “جوزيب بوريل”؛ الذي استقال من رئاسة السياسة الخارجية لـ”الاتحاد الأوروبي”، فذكّر بوثيقة استخباراتية: “كانت قد حذرت من سيناريوهات عدة” بينها الحرب بين “روسيا” و”أوكرانيا”، وصراعات في “فلسطين”، وتوترات تجارية مع “أميركا” و”الصين”، داعيًا “أوروبا” إلى: “تعلّم لغة القوة لمواكبة مرحلة المواجهات الدولية”.