الوثيقة | مشاهدة الموضوع - "الدعم السريع" تسيطر على بلدة بجنوب كردفان وتقترب من كادوقلي المحاصرة
تغيير حجم الخط     

"الدعم السريع" تسيطر على بلدة بجنوب كردفان وتقترب من كادوقلي المحاصرة

القسم الاخباري

مشاركة » السبت ديسمبر 06, 2025 3:50 am

3.jpg
 
بات محور جنوب كردفان نقطة قتال ساخنة، إذ شهد اليومان الماضيان تصعيداً غير مسبوق، كان آخرها استهداف طائرة مسيرة يعتقد أنها تابعة لقوات "الدعم السريع" منشآت مدنية في محلية كالوقي بالولاية نفسها، أسفر عن مقتل 79 شخصاً بينهم 43 طفلاً.

في وقت يتسابق طرفا الحرب في السودان، الجيش وقوات "الدعم السريع"، في حشد مزيد من القوات والعتاد بجبهات القتال المختلفة بإقليم كردفان الذي يعد الساحة الأنشط في المواجهات الدائرة حالياً في البلاد، تبادل الطرفان أمس الجمعة القصف الجوي بواسطة المسيرات الانقضاضية في عدد من المناطق بغرب كردفان وجنوبها وغرب دارفور، مما أسفر عن ضحايا مدنيين وخسائر في الممتلكات.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن "الدعم السريع" استهدفت منطقة أبو كرشولا بولاية جنوب كردفان، كما قصفت إحدى مسيراتها الانقضاضية مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان غير أن دفاعات الجيش أفشلت أهدافها. فيما قصف طيران الجيش سوق منطقة أدكونق بولاية غرب دارفور بالقرب من الحدود السودانية التشادية، مما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين واحتراق جزء كبير من السوق.

في حين أعلنت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على بلدة كيقا الخيل التي تعد من الدفاعات المتقدمة للفرقة 14 التابعة للجيش بمدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وبث أفراد من "الدعم السريع" أمس الجمعة مقاطع فيديو مصورة من داخل هذه البلدة وهي خالية تماماً من السكان، مستعرضين الغنائم التي حصلوا عليها من ذخائر ومعدات عسكرية تابعة للجيش، فيما أكدوا مواصلة زحفهم باتجاه مدينة كادوقلي.
نقطة ساخنة

بات محور جنوب كردفان نقطة قتال ساخنة، إذ شهد اليومان الماضيان تصعيداً غير مسبوق من قبل القوتين، كان آخرها استهداف طائرة مسيرة يعتقد أنها تابعة لقوات "الدعم السريع" أول أمس الخميس منشآت مدنية في محلية كالوقي بالولاية نفسها، أسفر عن مقتل 79 شخصاً بينهم 43 طفلاً، بحسب المدير التنفيذي لمحلية كالوقي عصام الدين السيد أنقلو.

وقال أنقلو في بيان: "العدد الرسمي للضحايا الذين تم حصرهم جراء القصف بالطائرة المسيرة بلغ نحو 79، من بينهم 32 رجلاً، و4 نساء، و43 طفلاً، فضلاً عن إصابة 38 شخصاً بينهم 21 رجلاً و6 سيدات، و11 طفلاً، بينما هناك عدداً من المصابين جرى إسعافهم خارج المنطقة بواسطة ذويهم".

وجاء الهجوم على كالوقي في ظل اتجاه الأوضاع بولاية جنوب كردفان نحو مزيد من التصعيد، فخلال الأسبوع الجاري أطلق الجيش السوداني عملية عسكرية متزامنة في محليات العباسية وأبو كرشولا وهبيلا في المناطق الشرقية من الولاية، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في أبريل (نيسان) 2023.

بيد أن الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وقوات "الدعم السريع" المتحالفة معها واصلت خلال الفترة الماضية قصف مدن كادقلي والدلنج الخاضعتين لحصار خانق، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة التي استهدفت مؤسسات مدنية ومراكز إيواء النازحين، مما أسفر عن وقوع ضحايا وسط المدنيين، كما دفعت القوتان بتعزيزات عسكرية في محاولة لتنفيذ هجوم مزدوج يستهدف المدن الرئيسة في ولاية جنوب كردفان.


انتهاك مروع

دانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مقتل أطفال في بلدة كالوقي، مما يعد انتهاكاً مروعاً لحقوق الأطفال، إذ إنه لا يجب أن يدفعوا ثمن الصراع.

ودعا ممثل "يونيسف" في السودان شلدن يت، في بيان، جميع الأطراف إلى وقف هذه الهجمات فوراً، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.

ونوه إلى أن ولاية جنوب كردفان تشهد إعلان حالات مجاعة مؤكدة في مدن كادوقلي والدلنج، في ظل انهيار وشيك للخدمات الطبية، وقرب نفاد الإمدادات الأساسية، وتعطل المدارس تماماً، مما يترك الأطفال من دون فرص تعلم ويعرضهم لضغوط نفسية شديدة.

وطالب ممثل "يونيسف" المجتمع الدولي بتعزيز الجهود لحماية الأطفال وتقديم المساعدة العاجلة لهم.

جريمة بشعة

أشارت وزارة الخارجية السودانية إلى أن قوات "الدعم السريع" ارتكبت جريمة بشعة في مدينة كالوقي، وذلك بطريقة تؤكد أن هدفها كان إيقاع أكبر عدد من القتلى بين المدنيين.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان: "بداية قصفت هذه القوات المتمردة روضة أطفال بصواريخ من طائرة مسيرة مما أدى إلى مقتل عدد كبير من التلاميذ، وعندما هب المواطنون لإنقاذ الأطفال المصابين عاودت قصف الروضة لتقتل عدداً منهم بمن فيهم أطفال لم يصابوا في المرة الأولى".

وتابع البيان: "لم تكتفِ هذه القوات بذلك بل لاحقت الضحايا والمسعفين في المستشفى الريفي الذي نقل إليه المصابون بالقصف. إن استهداف الأطفال والمصابين بهذه الطريقة الإرهابية الفظيعة سابقة لم يعرف العالم مثيلاً لها، حتى من أشد جماعات الإرهاب".
1132840-1993690853.jpg
أعلنت الأمم المتحدة أن تصاعد النزاع في ولايات كردفان أدى إلى موجة نزوح واسعة (رويترز)​​​​​​​


إشاعات مغرضة

في المحور نفسه، كذبت حكومة شمال كردفان ما يروج من أحاديث عن نزوح المدنيين من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، في أعقاب إعلان قوات "الدعم السريع" مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، سيطرتها على الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان.

وعد الناطق الرسمي باسم حكومة شمال كردفان عبد المطلب عبد المتعال، في تصريحات صحافية، تلك الأحاديث بمثابة إشاعات مغرضة وراءها قوات "الدعم السريع"، مؤكداً استقرار الأوضاع الأمنية في هذه المدينة.

وأوضح أن الأبيض ممتلئة بالسكان الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، كما تباشر حكومة الولاية مهامها وتقدم الخدمات للمواطنين بشكل ممتاز، حيث تعمل المستشفيات، فضلاً عن الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية، مما يعكس اطمئنان الناس.

ولفت إلى أن القوات المسلحة والقوات المساندة لها تقوم بأدوارها بشكل كامل، وأن الشرطة تعمل على تأمين المدينة.

وتؤوي مدينة الأبيض آلاف النازحين الذين فروا من مناطق الصراع في ولايات دارفور وكردفان، حيث يعيشون أوضاعاً صعبة بسبب نقص الغذاء والمياه والمسكن، وافتقار العديد من المناطق التي يقيمون فيها إلى الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والصحة والتعليم.
انتهاكات ببابنوسة

في الأثناء، أكدت شبكة أطباء السودان أن قوات "الدعم السريع" تحتجز نحو 100 أسرة في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان عقب سيطرتها عليها أخيراً، بينهم أطفال ونساء حوامل في ظروف إنسانية بالغة الخطورة.

وأوضحت الشبكة في بيان أن عدداً من المحتجزين، خصوصاً النساء، تعرضن للضرب والإهانة بتهمة انتماء ذويهن للجيش، وفقاً لفيديوهات اطلعت عليها فرق الشبكة، ما يثير قلقاً واسعاً بشأن سلامتهم.

ودانت الشبكة هذه الانتهاكات بأشد العبارات، مؤكدة أن احتجاز المدنيين وتعريضهم لسوء المعاملة يشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويعمق الكارثة الإنسانية التي تعيشها المنطقة.

وبثت منصات موالية لـ"الدعم السريع" مقطع فيديو يظهر عدداً من الأسر المحتجزة داخل أحد المباني في بابنوسة، حيث اتهم أحد عناصر هذه القوات النساء بموالاتهن للجيش.

ويقيم عدد من أسر ضباط وجنود الفرقة 22 مشاة ضمن السكن الملحق بالقاعدة العسكرية الرئيسية للجيش بولاية غرب كردفان، وظلت هذه الأسر متواجدة رغم التدهور المستمر في الأوضاع الأمنية هناك.
قصف سوق

في محور دارفور، نفذت مسيرة عسكرية تابعة للجيش أمس الجمعة هجوماً على سوق منطقة أدكونق غرب مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، بالقرب من الحدود السودانية التشادية، أسفر عن وقوع ضحايا وإشعال حريق ضخم في السوق.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن المسيرة حلقت لفترة طويلة في سماء مدينة الجنينة قبل أن تطلق صواريخ عدة على سوق منطقة أدكونق، الواقعة على بعد 28 كلم غرب المدينة.

ونوهت المصادر إلى أن الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا لا يزال عددهم غير مؤكد، فيما أكدت مصادر أخرى أن من بين المصابين امرأة من جنسية تشادية كانت تتسوق في السوق القريب من معبر أدري الحدودي، مشيرة إلى أن القصف تسبب في اندلاع حريق ضخم في المدينة.
استهداف معبر أدري

إلى ذلك، اتهمت قوات "الدعم السريع" الجيش بقصف معبر أدري باستخدام طائرات مسيرة من طراز أكانجي تركية الصنع، مستهدفاً بوابة أدكونق بشكل مباشر.

وأشارت "الدعم السريع" في بيان إلى أن معبر أدري يعد أحد الممرات الحيوية التي تربط بين السودان وتشاد، كما يمثل شرياناً إنسانياً مهماً لإيصال المساعدات والإمدادات التجارية للمدنيين المتضررين من الحرب، لافتة إلى أن الهدف من القصف هو تعمد إعاقة تدفق المساعدات الإنسانية وعرقلة جهود الإغاثة، بما يفاقم معاناة المدنيين.

ونوه البيان إلى أن استهداف هذا الممر الإنساني يشكل تهديداً مباشراً لعمل المنظمات الإنسانية، ويعرض حياة العاملين في المجال الإغاثي لخطر جسيم.

وحث البيان دول الرباعية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، على الاضطلاع بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها، وفق البيان.

وأكد البيان أن قوات "الدعم السريع" قادرة على توفير الحماية اللازمة للمعبر الحدودي من أجل ضمان تدفق المساعدات وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار