الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل “تنعي” تفاهماتها مع موسكو لتنفيذ الاعتداءات ضدّ سوريّة وتَعتبِر بيان “أستانا” الروسيّ-الإيرانيّ-التركيّ تصعيدًا خطيرًا قد يضع حدًا نهائيًا لـ”نشاطات” سلاح الجوّ ببلاد الشّام
تغيير حجم الخط     

إسرائيل “تنعي” تفاهماتها مع موسكو لتنفيذ الاعتداءات ضدّ سوريّة وتَعتبِر بيان “أستانا” الروسيّ-الإيرانيّ-التركيّ تصعيدًا خطيرًا قد يضع حدًا نهائيًا لـ”نشاطات” سلاح الجوّ ببلاد الشّام

مشاركة » الخميس ديسمبر 12, 2019 11:33 am

15.jpg
 
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
رأت مصادر أمنيّة وسياسيّة وُصِفت بأنّها رفيعة المُستوى في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، رأت أنّ الجولة الـ14 من اتفاق أستانا، التي انتهت أمس في العاصمة الكازاخستانيّة “نور سلطان”، بمُشاركة روسيا، إيران وتركيّا، وطبعًا بوصول وفدٍ من الحكومة السوريّة بقيادة سفير دمشق في الأمم المُتحدّة، د. بشّار الجعفري، شكلّت تصعيدًا خطيرًا ضدّ الدولة العبريّة، مُشيرةً في الوقت عينه، كما أفاد المُحلِّل للشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، مُشيرةً إلى أنّه للمرّة الأولى منذ بداية ما أسمته نشاطات سلاح جوّ كيان الاحتلال فوق الأراضي السوريّة لضرب الأهداف التابعة للحرس الثوريّ الإيرانيّ لمنع تمركز الجمهوريّة الإسلاميّة في بلاد الشام لأوّل مرّة، تُعلِن روسيا رسميًا وعلنيًا، عن مُعارضتها المبدئيّة والشديدة لهذه العمليات، أوْ بالأحرى الاعتداءات، الأمر الذي دفع المصادر إلى التساؤل، كما جاء في الصحيفة: هل انتهى عهد الاعتداءات الإسرائيليّة ضدّ سوريّة بعد رسالة التحذير الروسيّة؟ مُشدّدّة على أنّه عمليًا غدت روسيا ضدّ إسرائيل، كما قالت المصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب.
ومن الجدير بالذكر أنّ اجتماعات أستانا بدأت في شهر كانون الثاني (يناير) من العام 2017 بعد التقارب الروسيّ التركيّ الإيرانيّ في الملف السوريّ وبلغت عدد جولاتها 14 جولةً، وهذه الجولات انطلقت بهدف تأمين السلام للسوريين، وفي هذا الإطار تمّ الاتفاق بين هذه الدول الثلاث خلال الجولة الرابعة على اتفاقية ما أسموها خفض التصعيد في المناطق السوريّة، وهو الاتفاق الذي أثبت نفسه على الأرض.
فيشمان، كان قد كتب بشكل تساؤلٍ: هل صحيح أنّ روسيا منعت من مُقاتلاتٍ تابعةٍ لسلاح الجوّ الإسرائيليّ من مُهاجمة أهدافٍ بالقرب من ضواحي العاصمة السوريّة، دمشق؟ وتابع قائلاً إنّ هذا ما ورد في تقريرٍ لموقع انترنيت روسيٍّ مختّصٌ في شؤون الملاحة الجويّة (آفيا برو)، والذي بحسب المُحلِّل الإسرائيليّ يُكثِر من نشر التقارير حول ما أسماه نشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء السوريّة، على حدّ تعبيره.
وتابع فيشمان قائلاً إنّه بحسب الموقع الروسيّ، ففي التاسع من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، قامت طائرات روسيّة من طراز سوخوي 35 بالإقلاع من مطار (حميميم) بسوريّة واتجهّت بسرعةٍ إلى جنوب الدولة السوريّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه بحسب المصادر التي اعتمد عليها الموقع الروسيّ فإنّ الطائرات الروسيّة أقلعت من قواعدها عندما تبينّ لها أنّ الطائرات الإسرائيليّة من سلاح الجوّ دخلت الأجواء السوريّة بهدف تنفيذ عدوانٍ على أهدافٍ تقع في ضواحي العاصمة، دمشق، وتحديدًا الهجوم على المنطقة التي تمّ منها إطلاق صواريخ باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيليّ قبل عدّة ساعاتٍ من محاولة تنفيذ العدوان الإسرائيليّ، لافِتًا إلى أنّ الموقع الروسيّ لم يتطرّق في تقريره الحصريّ إلى الـ”لقاء” الذي تمّ في الأجواء السوريّة بين المُقاتلات الروسيّة والإسرائيليّة.
عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال التغاضي عن أنّ الانسحاب الأمريكيّ غيرُ النهائيّ من منطقة الشرق الأوسط، وهي السياسة التي يقودها البيت الأبيض بقيادة الرئيس دونالد ترامب، هذا الانسحاب بدأ يُلقي بظلاله على الاعتداءات الإسرائيليّة ضدّ سوريّة من ناحية، ومن الجهة الأخرى تحققت كوابيس تل أبيب، التي كانت قد حذّرت من أنّ انسحاب الولايات المُتحدّة من الشرق الأوسط سيكون بمثابة اعترافٍ أمريكيٍّ رسميٍّ بأنّ اللاعب الأهّم واللاعب المُقرِّر في المنطقة هو الرئيس الروسي، فلاديميير بوتن، الأمر الذي ينعكِس سلبًا على كيان الاحتلال الإسرائيليّ، رغم أنّ المصالح الروسيّة-الإسرائيليّة واسعةً ومُتشعبةً في جميع المجالات.
وتابعت المصادر عينها، كما نقل عنها المُستشرِق د. تسفي بارئيل، أنّ القيادة الإيرانيّة، تمُرّ بفترةٍ معقولةٍ رغم ضغط العقوبات الأمريكيّة والضائقة الاقتصاديّة في الدولة، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الهجوم المُحكَم والمُدمِّر لمنشآت النفط السعودية في شهر أيلول (سبتمبر) الفائت مرّ بدون ردٍّ عسكريٍّ من قبل أمريكا أوْ السعودية، بل إنّ الرياض توضح مرّةً تلو الأخرى بأنّها تؤيد حوارًا سياسيًا مع طهران، كما قالت المصادر.
في سياقٍ مُتصّلٍ، قال المُحلِّل السياسيّ المُخضرم، أمنون أبراموفيتش، من القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، قال في النشرة المركزيّة إنّه للمرّة الأولى يتحدّث رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو بصدقٍ عن وضع إسرائيل الأمنيّ، وكَمْ هو صعب، ناقلاً عن مصادر رفيعةٍ في تل أبيب، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، قولها إنّ وضع كيان الاحتلال في هذه الفترة هو كوضعه عشية حرب العام 1973، كما أكّدت مصادره.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير