الوثيقة | مشاهدة الموضوع - قرار امريكي إسرائيلي بتفجير لبنان عبر بوابة الانهيار الاقتصادي وتدمير الليرة.. لماذا نتهم بعض المليونيرات اللبنانيين بالتواطؤ؟ ولماذا لم يتصرفوا اصدقاؤهم في الغرب والخليج بمسؤولية مثل نظرائهم الاتراك؟ وهل ستكسر السفن الإيرانية الحصار بحمولتها من المازوت و
تغيير حجم الخط     

قرار امريكي إسرائيلي بتفجير لبنان عبر بوابة الانهيار الاقتصادي وتدمير الليرة.. لماذا نتهم بعض المليونيرات اللبنانيين بالتواطؤ؟ ولماذا لم يتصرفوا اصدقاؤهم في الغرب والخليج بمسؤولية مثل نظرائهم الاتراك؟ وهل ستكسر السفن الإيرانية الحصار بحمولتها من المازوت و

مشاركة » الخميس يوليو 02, 2020 3:09 pm

9.jpg
 
بدأ الانهيار الاقتصادي في لبنان يتجاوز كل الخطوط الحمراء، وبات اعلان الإفلاس وشيكا في ظل تعثر المفاوضات مع مندوبي صندوق النقد الدولي، واحجام الدول المانحة مثل أمريكا وفرنسا والسعودية وبريطانيا عن تقديم أي مساعدات مالية “انقاذية” بحجة غياب الإصلاحات الاقتصادية، وباتت طوابير الخبز امام المخابز أطول من “صبر أيوب”، ولج بعض المحتدين الى قطع الطرق وحرق الإطارات.
نعم هناك مؤامرة تريد تجويع الشعب اللبناني، والفقراء منه الذين يشكلون الأغلبية الساحقة على وجه الخصوص، فعندما تفقد الليرة اكثر من 80 بالمئة من قيمتها في غضون اشهر معدودة، وتلامس سقف 9000 ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، وتؤكد تقديرات رسمية ان 50 بالمئة من الشعب اللبناني على الأقل تحت خط الفقر المتعارف عليه دوليا، وتآكل الطبقة الوسطى، فان البلاد تتجه نحو الانفجار ومن ثم الفوضى، وربما الحرب الاهلية.
جيمس جيفري، مبعوث أمريكا الى سورية، تباهى بأن حكومته هي التي تقف أيضا خلف انهيار الليرة السورية، ومن المؤكد انها هي التي تقف خلف الانهيار المتسارع لشقيقتها اللبنانية، وادواتها مجموعة من رجال المال والاعمال الذين يسيطرون على رؤوس الأموال والقطاع المصرفي اللبناني واعترف ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الأوسط في حديث لقناة “العربية” ان المصرف المركزي اللبناني ورئيسه تعاون مع حكومته لتجميد حسابات “حزب الله” وانصاره في لبنان والمهجر.
في الدول التي واجهت عملاتها المحلية أزمات مماثلة، وبتدخل امريكي مباشر مثل تركيا، هرع الأصدقاء الى دعم الليرة بضخ المليارات في الاقتصاد التركي، وبادرت المصارف بطرح مليارات الدولارات في الأسواق لتعزيز العملة المحلية، ولكن ما يحدث في لبنان هو العكس تماما.
المليونيرات، او معظمهم، في لبنان هرّبوا اكثر من 30 مليار دولار من ارصدتهم الى حسابات خارجية، وادارت الدول المانحة أوروبية كانت او خليجية وجهها الى الناحية الأخرى، ولا تريد ان تستمع الى انين الجوعى اللبنانيين الذين باتوا ينبشون صفائح القمامة بحثا عن أي شيء يمكن ان يؤكل ويسد جوعهم.
يريدون تحويل لبنان من سويسرا الشرق الى بنغلادش الشرق، ولا نبالغ اذا قلنا ان وضع بنغلاديش افضل كثيرا من وضع لبنان، وابرز ملامح المؤامرة اسقاط حكومة حسان دياب، واغراق البلاد في ازمة وزارية وحالة من الفوضى تحت ذريعة ان هذه الحكومة التي جرى تشكيلها بصعوبة بالغة هي حكومة “حزب الله”.
الاصلاح الذي تريده الدول المانحة يتلخص في نزع سلاح “حزب الله”، او غرق البلاد في الجوع والحرب الاهلية، والسيدة دوروثي شيا سفيرة أمريكا في بيروت كانت الصوت الأعلى والأكثر وقاحة في التعبير عن هذه المطالب التحريضية التي تشكل خروجا عن كل الأعراف والمعاهدات الدولية التي تنظم العمل الدبلوماسي.
لم يفاجئنا في هذه الصحيفة الخبر الذي نشرته صحيفة “البناء” المقربة من محور المقاومة بشقه اللبناني، وقالت فيه ان ايران سترسل سفنا محملة بالمازوت والبنزين والمشتقات النفطية الأخرى والأغذية لإنقاذ محطات الكهرباء اللبنانية من التوقف بسبب الحصار الأمريكي والشعب اللبناني من الجوع.
ايران لن تتخلى عن الشعب اللبناني، كل الشعب اللبناني، فمحطات الكهرباء لا توفر الطاقة لطائفة لبنانية محدودة وانما لكل اللبنانيين، والشيء نفسه سيشمل المساعدات الغذائية أيضا، او هكذا نأمل نحن الذين نرفض الطائفية ونعتبرها اس البلاء في لبنان والشرق الأوسط.
الولايات الامريكية وبتنسيق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفع بلبنان الى حافة الحرب الاهلية، والاقتتال الداخلي، وتجد أدوات في البلاد مستعدة لان تكون عود الثقاب المفجر لهذه الحرب، ناسية او متناسية، ان الحرب الاهلية الثانية اذا ما انفجرت ستتواضع امام اخطارها الحرب الأولى عام 1975 التي استمرت 15 عاما، بالنظر الى موازين القوى على الساحة اللبنانية.
السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله قالها صريحة في خطابه الأخير، وكررها عدة مرات بأن لبنان لن يجوع ولن يركع، وان المقاومة لن تتخلى عن سلاحها، وسيبادر الى قتلهم قبل ان يقتلون، الشعب اللبناني ومقاومته جوعا وتآمرا.
نأمل ان تكون الرسالة قد وصلت الى الجهات المعنية، أمريكية إسرائيلية كانت او لبنانية قبل فوات الأوان، لان الانفجار اذا ما حدث لن يستثني أحدا.. والله اعلم.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron