الوثيقة | مشاهدة الموضوع - محرقة العراق على وشك البدأ : محمد حسب
تغيير حجم الخط     

محرقة العراق على وشك البدأ : محمد حسب

مشاركة » الاثنين يوليو 06, 2020 8:39 am

قد يبدو للعراقيين الان ان الكارثة التي يمر بها العراق تتمثل بفايروس كورونا فقط. متناسين أو غافلين عما يحاك ضدهم من مؤامرات تدار في غرف مظلمة لا تريد بهم خيرا.

نعم، هذا الفايروس ربما يكون خطرا، لكنه ليس أخطر من الساسة ومخططاتهم التي يريدون أن يلبسوها العراق!

فهذه الحكومة ولدت في رحم الضعف، وجائت كحلقة من سلسلة حكومات الفساد المتواصلة التي حكمت العراق منذ ١٩٧٨.

لكنها ربما تكون اخطرها!

فحقبة البعث كانت مننهجة ويقودها رجل واحد وضمن سياسة قومية قد يكون ظاهرها واضح، والحكومة المؤقتة كانت حكومة احتلال لا اكثر. اما حكومة الجعفري فكانت حكومة ممنهجة لبدأ كيان أولي لحكومة شيعية في العراق.
ثم تلتها حكومة المالكي الأولى التي كانت حلقة أخرى لبرنامج الجعفري، فلولا حكومة المالكي الثانية وانهيارها الاخير امام داعش لاصبح هناك هلال شيعي كما كان مخطط له مسبقا.

غير أن حكومة العبادي التي اعتبرت نفسها حكومة تحرير، والحقيقة ما هي الا حكومة مرنة تعاملت وفق المعطيات المطلوبة وحسب ما هو متوفر من الإمكانيات التي وفرتها الحكومات التي سبقتها التي عملت على دعم مكونات وحركات إسلامية شيعية محاولة إكمال رسمة ما يعرف بالهلال الشيعي. ثم جائت حكومة عبد المهدي التي سرعان ما حوربت بفساد من قبل سهام رجالات الحكومات السابقة، فسقطت أرضا..

الان ونحن امام حكومة الكاظمي والتي ولدت في رحم الضعف، والتي تحاول ورغم ضعفها ان تنتهج منهجا جديدا لقيادة العراق من خلال هدم برامج الحكومات السابقة ذات الطابع المتشيع، ربما تكون هذه خطوة جريئة لتخليص الشعب العراقي من مفردات طائفية.

لكن السؤال المحير، كيف لحكومة تحاول هدم برامج الحكومات الطائفية _حسب وصفها_ التي سبقتها بنفس الأدوات التي استخدمتها تلك الحكومات؟!

كيف للكاظمي ان يأتي بنفس السارقين والمنافقين ويسوقهم للشعب على انهم التوابون الناصحون الجدد؟!

نعم، لا استغراب من ذلك، فالكاظمي وحكومته الضعيفة التي تحاول ان تتكئ على شخصيات بعثية، وأخرى جعفرية، وثلة مالكية ونجيفية وكربولية وبضعة من القردة الذين يصفقون مع كل من ضرب العراق بسهام مسمومة على مر السنوات السابقة.

الان، وبينما العراقيون المساكين ينشغلون كل الانشغال بجائحة كورونا والأرقام التصعيدية الغير صحيحة التي تعلن عنها وزارة الصحة وخلية الأزمة التابعتان للكاظمي، يقوم الكاظمي بترضية الأحزاب الشيعية والسنية والكردية ويقسم كعكة العراق على رؤوس المنتفعين ويواصل بناء برنامجه الجديد الذي يدعو إلى حكومة شواذ تفوح منها رائحة الضدية ضد التقاليد والأعراف العربية وضد الدين الإسلامي الحنيف، وهذا البرنامج جاري تطبيقه الان وستعلن عنه الحكومة بعد انتهاء أزمة كورونا المصطنعة!

محمد حسب
الخامس من تموز
نيوزيلاندا
mohammad.hasab@yahoo.com
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات