بغداد عبدالحسين غزال شنّ الجيش الأمريكي ضربة جوّية بمعدل خمسة صواريخ الثلاثاء ضدّ «مقاتلين» في العراق حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوّات الأميركيّة والقوّات المتحالفة معها في المنطقة، وفق ما أعلن مسؤول دفاعي أميركي. وجرت العملية في منطقة جرف الصخر المحتكرة لصالح عمليات فصائل شيعية مسلحة والخالية من سكانها الأصليين الذي جرى تهجريهم العام 2014 وجاء في بيان للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله «لقد شن العدو الأميركي عدوانا غادرا بطيرانه المسير (…) ليستهدف مجموعة من خبراء المسيرات كانوا يرومون تنفيذ تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة مستوى الطائرات المسيرة الاستطلاعية (…)».
وأضاف «إننا إذ نحمّل قوات الاحتلال الأميركي المسؤولية الكاملة عن جريمة سفك دماء أبنائنا (…) نطالب الحكومة العراقية بالعمل الجاد لإنهاء وجود قوات الاحتلال». وهذه الضربة التي ذكرت مصادر عراقيّة أنّها أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقلّ، هي الأولى التي تشنّها القوّات الأميركيّة في العراق منذ شباط/فبراير وأكّد الجيش الأميركي وقتذاك أنّه قتل قائدًا مواليًا لإيران.
وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم كشف هويّته إنّ «القوّات الأميركيّة في العراق نفّذت مساء اليوم (الثلاثاء) ضربة جوّية دفاعيّة في محافظة بابل استهدفت مُقاتلين كانوا يحاولون إطلاق طائرات مسيّرة هجوميّة».
وأشار إلى أنّ القيادة المركزيّة اعتبرت أنّ المُسيّرات «تشكّل تهديدًا للقوّات الأميركيّة وقوّات التحالف»، مضيفًا «نحتفظ بالحقّ في الدفاع عن النفس ولن نتردّد في اتّخاذ الإجراء المناسب».
وكان الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلّحة باتت منضوية في القوّات الرسميّة، قال في وقت سابق إنّ ضربات صاروخيّة على ما يبدو قد أسفرت عن أربعة قتلى في قاعدة في بابل، لكنّه لم يأتِ على ذكر أيّ محاولة لإطلاق مُسيّرات.
وقال الحشد في بيان إنّ «المعلومات المتوافرة تشير إلى أنّ استهداف الدوريّتَين التابعتَين للّواء 47 بالحشد الشعبيّ شمال محافظة بابل تمّت بواسطة صواريخ» أطلقتها طائرات. وقد «قُتِل أربعة من عناصر الحشد الشعبي»، حسبما قال مسؤول في الحشد لم يرغب في كشف هويّته. ولفت إلى أنّ الانفجارات «ناتجة عن غارات جوّية» استهدفت المقرّ بـ»4 إلى 5 صواريخ».
وأكّد مصدر أمني حصيلة القتلى، مشيرًا إلى أنّها مرشّحة للارتفاع.
اعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول عبد الله أن «قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر».
وأضاف في بيان أن ذلك حصل «على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصّل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف تواجد وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق».
وتابع «كما من شأنها أن تجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات» مضيفا انّ «هكذا تجاوزات خطيرة وغير محسوبة النتائج من شأنها أن تقوّض، وبدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة داعش في العراق وسوريا».
وخلص الى القول «لهذا نحمّل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم».