الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لبنان: تفجير إسرائيلي في «الضاحية» يقتل ويجرح العشرات وجيش الاحتلال يعلن اغتيال قائد «قوة الرضوان»
تغيير حجم الخط     

لبنان: تفجير إسرائيلي في «الضاحية» يقتل ويجرح العشرات وجيش الاحتلال يعلن اغتيال قائد «قوة الرضوان»

مشاركة » الجمعة سبتمبر 20, 2024 11:24 pm

3.jpg
 
يروت ـ «القدس العربي»: وسط أجواء حرب حقيقية بين إسرائيل وحزب الله، رفعت نجمة داوود الحمراء مستوى التأهب إلى المستوى «D» في جميع أنحاء البلاد حسب ما أوردت منصة إعلامية إسرائيلية، تزامناً مع التطورات الخطيرة التي أعقبت استهداف قائد «قوة الرضوان» إبراهيم عقيل الرجل الثاني في «حزب الله» بعد القائد العسكري فؤاد شكر والذي كما أوردت صحيفة «هآرتس» خرج صباح أمس الجمعة من المستشفى بعد إصابته في تفجيرات «البيجر». إذ لم تمض ساعات على إطلالة أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله حتى اشتعلت الجبهة الجنوبية بشكل عنيف غير مسبوق بعد تأكيد نصر الله ثبات حرب الإسناد لغزة وتوعّده بحساب عسير على التفجيرات التي تعرّض لها عناصر الحزب وجمهوره إضافة إلى قوله «إن الضربة لم تسقطنا وسنصبح أقوى وأشد عزماً».
كذلك نفّذت طائرات حربية إسرائيلية من طراز F35 غارة مدمرة على الضاحية الجنوبية منطقة الجاموس مستهدفة الرجل الثاني بعد القائد العسكري فؤاد شكر وهو إبراهيم عقيل الملقب بـ«الحاج تحسين» الذي يُعتبر من مؤسسي «حزب الله» والذي تسلّم القيادة العسكرية في الحزب والمتهم بالمشاركة في تفجير مبنى السفارة الأمريكية عام 1983 ومركز المارينز والذي خصصت الإدارة الأمريكية مكافأة بقيمة 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

ضربات على الجليل

وارتفعت حصيلة الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الى 12 شهيداً على الأقل و66 جريحاً، وفق حصيلة جديدة اعلنتها وزارة الصحة اللبنانية، بعدما تسبب القصف بانهيار مبنيين في حي سكني مكتظ، وفق الدفاع المدني. وأوردت الوزارة في بيان أن عدد الشهداء ارتفع الى «12 شخصاً، والجرحى إلى ستة وستين، تسعة منهم حالتهم حرجة» مشيرة الى استمرار أعمال رفع الأنقاض من المكان المستهدف.
وبعد قصف «حزب الله»للجليل والجولان بمئات الصواريخ التي أشعلت الشمال، وبعد دقائق على تنفيذ الغارة المعادية في الضاحية، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات إطلاق صليات من الصواريخ على قواعد عسكرية بينها قاعدة «ميشار» المسؤولة عن الاغتيالات.
وذكر الحزب أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، وردًا على ‌‏‌‏‌‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، قصف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية يوم الجمعة 20-9-2024، مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة ‏عن الاغتيالات في قاعدة ‏»ميشار» بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا».
كما أعلن «حزب الله» قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة «عين زيتيم» ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات ‏الجوية في قاعدة «‏ميرون» ومجدداً مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية ‏المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة ‏»ميشار». وتحدث الإعلام العبري في أنباء أولية عن إصابة مباشرة لمبنى في «روش بينا» شرق صفد، وعن دوي صفارات الإنذار في «صفد» و«كريات شمونة» وعدد كبير من المستوطنات الشمالية.
إلى ذلك، نعى «حزب الله» شهيدين على طريق القدس هما حسين حسن فقيه «ساجد» مواليد عام 1996 من بلدة رب ثلاثين وعلي صبحي منصور «كربلاء» مواليد عام 1985 من بلدة الطيبة. ولم يذكر الحزب أين استشهد العنصران في وقت رجّح البعض أن يكونا سقطا خلال محاولة زرع عبوة ناسفة قرب موقع «العباد» الإسرائيلي على الحدود.

استهداف قيادي

وذكرت القناة «12» الإسرائيلية أنه حسب التقارير فإن الغارة استهدفت اجتماعاً داخل المبنى المستهدف بين مسؤولين فلسطينيين ومسؤولين في حزب الله». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر مقرّب من الحزب «أن إبراهيم عقيل هو قائد قوة الرضوان» وهي وحدة النخبة العسكرية في الحزب.
وقد أدت الغارة وهي الثالثة من نوعها على الضاحية بعد اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري واغتيال القائد العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر إلى انهيار مبنيين سكنيين واستشهاد عدد من المدنيين بينهم أطفال وسقوط عدد من الجرحى، وعملت فرق الدفاع المدني والاسعاف إلى انتشال الضحايا والبحث عن مفقودين تحت الانقاض.
وعلّق رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي «أننا أمام تطورات مهمة هذه الأيام على الجبهة الشمالية». وأكدت وزارة الصحة اللبنانية في بيان «استشهاد ثمانية أشخاص» جراء الغارة، في وقت استقبلت المستشفيات حتى اللحظة 59 جريحاً، «ثمانية منهم في حالة حرجة».
وطلب الدفاع المدني إخلاء المبنى المستهدف بالكامل من الساكنين فيه لخطورة انهياره.
وبالتوازي مع الغارة على الضاحية، كان الطيران الحربي ينفّذ غارات على مواقع في جنوب لبنان وتحديداً في ياطر وزبقين وعيتا الشعب جاءت بعد ليل ملتهب شنّت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية حوالي 83 غارة على العديد من المواقع والقرى الجنوبية.

المقاومة أمطرت الجليل والجولان وصفد بمئات الصواريخ وتضرر 300 وحدة سكنية في المطلة

ورداً على هذه الغارات تحوّل الجليل والجولان وصفد إلى هدف لصواريخ «حزب الله» وأحصى الاعلام الإسرائيلي سقوط حوالي 200 صاروخ من جنوب لبنان بينها حوالي 150 صاروخاً نحو قاعدة «ميرون» ومحيطها و8 صواريخ «بركان» نحو مستوطنة «المطلة» ما أحدث أضراراً جسيمة في المنطقة وتضرر الكهرباء والاتصالات.
وأفادت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن تضرّر أكثر من 300 منزل في مستوطنة «المطلة» في الجليل الأعلى، ما يعادل نصف منازلها منذ بداية الحرب بينها 50 منزلاً تضررت ليل الخميس الجمعة.

مواجهات الجنوب

وأعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات «أن مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع «المطلة» بصاروخ موجه واصابوها إصابة مباشرة. كما استهدفوا القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية في ثكنة «بيريا» بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا. وأضاف أنه استهدف ثكنات «كيلع» و«العليقة» و«يوآف» و«يردن» ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في «نفح».
ونعى الحزب في بيان الشهيد علي حسن الزين «رضا» مواليد عام 1996 من بلدة قبريخا، كما نعى الشهيد يوسف محمد السيد «نينوى» مواليد عام 2003 من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان. تزامناً، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه تم أسر جثمان شهيدين لـ«حزب الله» كانا في مهمة على الحدود حيث وقع اشتباك مع جنود إسرائيليين الذين قاموا بنقلهما إلى داخل فلسطين المحتلة.
ونشر أدرعي عبر منصة «إكس» فيديو لعملية الأسر، معلقاً: «شاهدوا العنصرين من «حزب الله» وهما يحاولان الهرب بعد كشفهما ورصد محاولتهما زرع عبوة ناسفة على الحدود قبل أيام. المسلحان قُتلا». وكان أدرعي تحدث قبل يوم عن نصب كمين على الحدود الشمالية مطلع الأسبوع ورصد عنصرين من «حزب الله» كانا يقومان بزرع عبوة ناسفة ضد قواتنا، حيث وجّهت القوات نيران المدفعية والجوية لتصفية العنصرين اللذين حاولا تنفيذ عملية التفجير في منطقة موقع «تسيبورن».

«حزب الله» يرد بقصف قاعدة «ميشار» المسؤولة عن الاغتيالات ومقر قيادة الفيلق الشمالي وقاعدة «‏ميرون»

وكانت بلدة بيت ليف تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي أدى إلى استشهاد عنصر من «حزب الله» وطال القصف عيتا الشعب ووادي زبقين وكفرشوبا وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والمسيّر في اجواء الجنوب، لا سيما فوق الساحل الممتد من المنصوري حتى سواحل صور جنوباً وشمالاً. وجدد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته مستهدفاً منطقة المرج الشمالي في بلدة ميس الجبل واطراف العديسة ـ كفركلا والطيبة. وأغار الطيران على بلدتي عيترون ويارون وحانين في قضاء بنت جبيل وعلى ميس الجبل وكفركلا.
وادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي «أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو أغارت على مئات فوهات الإطلاق التي كانت جاهزة للإطلاق الفوري في اتجاه أراضي إسرائيل» مشيراً إلى انه «منذ ساعات بعد الظهر، تمت مهاجمة حوالي 100 منصة إطلاق وبنى تحتية عسكرية إضافية، تضم حوالي 1.000 فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري».

9 شهداء

وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية (خاصة) عبر موقعها الإلكتروني، إن الجيش «رصد قرابة 20 صاروخا أطلقت من جنوب لبنان في اتجاه عدد من مدن ومستوطنات الجليل الأعلى، انفجر إحداها في شارع 90». وحسب الصحيفة ذاتها، «اعترض الجيش عددا من الصواريخ، فيما سقطت أخرى في مناطق مفتوحة».
وعقب الهجوم ذكرت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان مقتضب، أن الحصيلة الأولية لضحايا الغارة في الضاحية الجنوبية؛ 9 شهداء و59 جريحاً، بينهم 8 في حالة «حرجة». من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إنه شن غارة جوية «دقيقة» على العاصمة اللبنانية، دون تفاصيل إضافية. وزادت حدة التوتر بين إسرائيل و«حزب الله» بعد مقتل 37 شخصاً، وإصابة آلاف، جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية من نوع «بيجر» و«أيكوم» يومي الثلاثاء والأربعاء، في أنحاء لبنان.
وحمّلت الحكومة اللبنانية و«حزب الله» إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات أجهزة الاتصال، وتوعدها الحزب بـ«حساب ‏عسير». وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، فيما تنصل مكتب نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة إكس، ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه. ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها «حزب الله» مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر «الخط الأزرق» الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني. وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron