هددت القيادة السياسية والعسكرية في طهران برد قاس وغير تقليدي إذا تجرأت إسرائيل وهاجمت إيران وخاصة المنشآت الحساسة مثل المشروع النووي والنفط، وقد تكون تعني بذلك تزويد الصواريخ فرط صوتية بحمولة تفجيرية هائلة للتسبب في أضرار جسيمة.
وكانت إيران قد ضربت إسرائيل يوم فاتح أكتوبر الجاري كرد على مجموعة من التجاوزات الخطيرة ومنها اغتيال إسماعيل هنية زعيم حركة حماس واغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله، واعترف رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو ليلة هذا السبت بأن هجوم فاتح أكتوبر كان الأخطر في تاريخ الكيان. وعمليا، لم يسبق لإسرائيل أن تعرضت لهجمات بهذا الحجم أجبر غالبية ساكنتها على اللجوء الى الملاجئ، كما ألحق أضرارا بقواعد عسكرية منها نيفاتيم.
وتدرس إسرائيل كيفية الرد وتتعهد وتهدد برد كبير وقوي، وتؤكد المعطيات العسكرية عدم قدرة الجيش الإسرائيلي الرد بشكل كبير دون مساعدة ودعم لوجيستي مكثف من القوات الأمريكية، ذلك بسبب العجز عن اعتراض هجوم إيراني كبير. ويوجد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا في إسرائيل منذ هذا السبت لدراسة كيفية مساعدة إسرائيل في العملية العسكرية. ويأتي التنسيق بحكم أن إسرائيل أصبحت ضمن القيادة المركزية الأمريكية منذ يناير 2021 بعدما كانت تابعة للقيادة الأمريكية الخاصة بأوروبا.
ويرى الخبير الروسي ونائب رئيس الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية ودكتور العلوم العسكرية قسطنطين سيفكوف أن صواريخ إيران التي استهدفت إسرائيل لم تكن بها حمولة تفجيرية كبيرة لألحاق أضرار جسيمة بالكيان، بل ردت طهران من باب الانتقام الرمزي، وكذلك لإنهاك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وكل هذا لتجنب ما أمكن حربا إقليمية كبيرة ستجر بدون شك الى مشاركة الولايات المتحدة للدفاع عن الكيان. وعمليا، يجمع الكثير من الخبراء أن صواريخ إسرائيل كانت ذات حمولة تفجيرية ضعيفة باستثناء تلك التي استهدفت القواعد العسكرية الجوية. ولهذا، يتحدث العالم عن أضرار أصابت بعض القواعد وليس المباني المدنية.
وبناء على هذه المعطيات، قد تكون إيران تعني بالرد القاسي وغير التقليدي في ردها على الهجوم الإسرائيلي المرتقب هو ضرب الكيان هذه المرة بصواريخ باليستية فرط صوتية بحمولة تفجيرية كبيرة جدا تسبب في أضرار جسيمة جدا تستهدف القواعد العسكرية والمباني الحكومية والبنيات التحتية مثل الكهرباء وتوزيع الماء وبنيات النقل مثل المطارات والسكك الحديدية. وعمليا، ورغم مشاركة مختلف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي والغربي وعلى رأسها الأمريكي في اعتراض الصواريخ الإيرانية يوم فاتح أكتوبر، فإذا قررت طهران استهداف منشأة معينة وتدميرها فقط تستهدفها بوابل كبير من الصواريخ يجعل اعتراضها دفعة واحدة صعبا إن لم يكن مستحيلا.