الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل من حرب إلى أخرى و الغرب يبرّر بحجة الدفاع عن النفس!! الدكتور جواد الهنداوي
تغيير حجم الخط     

إسرائيل من حرب إلى أخرى و الغرب يبرّر بحجة الدفاع عن النفس!! الدكتور جواد الهنداوي

مشاركة » الأحد أكتوبر 13, 2024 5:01 pm

لم يشهد العالم مِنْ قبل، بكافة ابعاده الإنسانية و الاخلاقية و الوظيفيّة (واقصد في السياسة والاقتصاد والعلوم) تزاحمُ في كثرة المتناقضات وقسوتها، حيث لم تعدْ صارخة، وانما صادمة، و مُنذرة بمزيد من الهدم و الخراب في بنيّة المجتمع الدولي، في دولهِ ومجتمعاته و منظماته الدولية و الأممية.
إسرائيل ،و الموصوفة أُممياً، دولة احتلال، أصبحَ الآن ، لها حق الدفاع عن النفس ، يعني حق الدفاع عن احتلالها ، بيدَ أن القانون الولي و القرارات الاممية و الشرائع السماوية، جميعها تكفلُ للشعب الرازخُ تحت الاحتلال حق المقاومة و النضال و الجهاد من اجل التحرير.
ad
بدأنا نتعّرف اليوم على مصطلح “ضبط النفس” و المُعّدْ خصيصاً لاعداء اسرائيل ، او الذين يردّون على اعتداءات اسرائيل، هولاء ،ليس لهم حق بأيلام او بأيذاء اسرائيل.
بدأنا نتعرف اليوم على مصطلحات أخرى؛ ” الرّدْ المناسب او الرّدْ المُتفق عليه ، او الرّدْ لحفظ ماء الوجه ” .
كُناّ نسمع ،وقت الاعتداءات و الحروب ، ادانة او نقد ” للاستخدام المفُرط للقوة ” ، او نداء اممي بعدم استخدام مفرط للقوة تجاه العدو او الخصم ، اليوم ،و لأنَّ اسرائيل من يستخدم القوة ،و اكثر من القوة ( اسلحة مُحرّمة ، استهداف متعمد للمرافق السكنية و المدنية، حرب ابادة ، وبلا هواده ، و استهداف للصحفيين و المسعفين و للمستشفيات الخ … ) لم يعد يتردّد هذا المصطلح ،لا في البيانات ولا في الإعلام ولا على لسان الناطقين بأسم الدول الديمقراطية ، و لا في المنظمات الدولية والاممية.
كل هذه الحُزمة من المفاهيم و المصطلحات هي صناعة أمريكية ،صهيونية ، سُوقتْ لمصلحة إسرائيل و دعمها و تمكينها من اجل الهيمنة على المنطقة .
إسرائيل تنتقلُ وتتنقّل بالمنطقة من حرب إلى أخرى ،وهي على ما يبدوا ماضية في سلسلة حروبها التوسعّية ، من غزّة و الضفة إلى جنوب لبنان ، وبعدها ربما الأردن ،والتي تراه الوطن البديل للفلسطينيين . أو ليسَ المطلوب ،عند نتنياهو ،هو تغيير خارطة الشرق الأوسط ؟
جميع التوقعّات ، وكذلك معلومات ، تُشير إلى رّدْ إسرائيلي متوقع خلال الأسبوع الجاري ،ضّدْ مصالح إيرانية، وقد يخرج الرّدْ عن قواعد الاشتباك او التفاهم السري وعبر وسطاء ،يعني قد لا يكون رداً” لحفظ ماء الوجه”، الأمر الذي ينذر بحرب اقليمية واسعة .
عندما يُسّمي نتنياهو حروبه في المنطقة “بيوم القيامة”، وليس حرب الدفاع عن النفس ،فيدّلُ هذا عن حرب توسعّية ،دينية ، ضّدَ المسلمين ، وضّدَ ” السلام الإبراهيمي ” المزعوم .
أدّعاء نتنياهو بأنه يخوض حرب القيامة ، و هدفها ،كما يصرّح ، تغيير خارطة الشرق الأوسط ، وبدعم أمريكي و غربي بالسلاح والمال و الإعلام ( ويصفون هذه الحرب بالدفاع عن النفس ! ) ، أصبحَ واضحاً و جلياً بأنهم ( اقصد امريكا و إسرائيل وبعض الغرب ) حلّوا محل القاعدة و داعش و الفصائل الإرهابية الأخرى ،والتي أُستخدمت من قبلهم ،و فشلت في تغيير خارطة الشرق الأوسط .
ولماذا تغيير خارطة الشرق الأوسط ،وعلى حساب مَنْ ؟
بالطبع على حساب خرائط و حدود الدول العربية ، وبدءاً بالدول الحدودية لفلسطين المُحتلة ،ولكي تصبح إسرائيل اكبر .أو لمْ يأسف الرئيس الأمريكي السابق ، ترامب ، لصغر مساحة اسرائيل ؟
سقط القناع الذي كان يسترُ قُبح وجوه و ألسنة امريكا و إسرائيل ،حين صدعوا رؤوسنا ،بالسلام الإبراهيمي ، و بأمن و استقرار المنطقة ، و بالديمقراطية و بحل الدولتيّن.
رئيس المركز العربي الأوربي للسياسات و تعزيز القدرات /بروكسل
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات