تؤكد تحليلات التصريحات الإسرائيلية والإيرانية أن رد تل أبيب على الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة لا مفر منه، وأن الرد الإيراني المضاد سيتبعها، ما يعني جولات من الحرب أكثر عنفا.
موعد الضربة الإسرائيلية المرتقبة يتوقع استنادا إلى التصريحات العلنية وتلك التي يتم تسريبها أن يتم قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر.
أحد التوقعات لموعد الضربة الإسرائيلية يقول إنها ستجري خلال الاحتفالات بـ"عيد العرش اليهودي" أو "عيد المظلة" الذي يتواصل من 17 إلى 23 أكتوبر. هذا الموعد يتوافق مع التوقعات الأمريكية بأن الضربة ستجري قبل الانتخابات الرئاسية لديهم. ذلك يعني أيضا أن العالم الآن في المنطقة الحمراء من هذا التاريخ المحتمل.
التصريحات الرسمية الإسرائيلية بخصوص الضربة المرتقبة تتفاوت في الحدة والطموح. بعض هذه التصريحات بطبيعة الحال عبارة عن ذر للرماد في العيون وتأتي في إطار الحرب النفسية ضد الخصم.
من هذا القبيل ما جرى تناقله من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد لواشنطن أن العملية الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران ستقتصر على أهداف عسكرية ولن تطال المنشآت النفطية أو النووية، بالتوازي توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران بـ"رد مفاجئ ودقيق ومميت".
الإيرانيون يردون بالمثل. القائد العام للحرس الثوري الإيراني الفريق حسين سلامي كان صرح قائلا: "أنتم تعلمون أنه عندما نقول شيئا ما، فإننا نفعل ذلك. إذا تم ضرب أي من منشآتنا، سواء على أراضي إيران أو في المنطقة، فسوف نرد بشكل مؤلم".
الإسرائيليون يقولون إن خطة "ضربة انتقامية كبيرة" ضد إيران جاهزة إلا أن الأهداف يمكن أن تتغير في غضون 11 ساعة، فما هي يا ترى الأهداف الإيرانية التي يمكن أن تتعرض لهذا الانتقام؟
الأهداف المرشحة للضربة الإسرائيلية:
مدير معهد دراسات الأزمات في أكسفورد مارك ألموند كتب في صحيفة ديلي ميل يقول إن أي خيار للانتقام الإسرائيلي من إيران يحمل مخاطر جسيمة على المنطقة يمكن أن يصل تأثيره إلى أوروبا والعالم.
الهدف الأول:هذا الخبير يعتقد أن الهدف الأكثر ترجيحا لضربة الانتقام الإسرائيلية "هو مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، الواقع في وسط إيران، على بعد 300 كيلومتر من العاصمة طهران. في أبريل من هذا العام، قصفت إسرائيل منشأة عسكرية قريبة، محذرة بشكل واضح أعداءها الإسلاميين من أن مركز أصفهان كان في مرمى النيران".
هذا المركز بحسب الخبير، يضم "مفاعلات بحثية ومنشأة لإعادة معالجة اليورانيوم ومصنعا لإنتاج الوقود النووي. إنه مهم للغاية بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني. ومن المؤكد أن توجيه ضربة قاضية إلى هذا المرفق أو منشأة مماثلة سوف يهدئ ويسترضي المتشددين من حكومة نتنياهو، الذين يعتمد على دعمهم".
ضرب مثل هذا الهدف سيؤدي بحسب مارك ألموند، إلى تصعيد خطير للنزاع، وسيكون محفوفا بأضرار جانبية ضخمة وعواقب غير متوقعة، منها أن "سحابة من المواد المشعة ستنتشر في الأجواء، كما هو الحال في تشيرنوبيل، وتصيب المنطقة بأكملها بالإشعاع. في أسوأ الأحوال، قد تؤدي الضربة إلى تفاعل نووي متسلسل وتؤدي إلى مثل هذا الدمار الذي سيذكرنا بالقصف النووي لهيروشيما في عام 1945".
الخبير يحذر الإسرائيليين من أن القادة الإيرانيين قد يردون على مثل هذه الضربة "بتعبئة الرؤوس الحربية التي يصنعونها بالنفايات النووية".
الهدف المحتمل الثاني:قد يلجأ نتنياهو وفق الخبير البريطاني إلى "محاولة تعطيل الترسانة القتالية الإيرانية بضربات دقيقة صغيرة، باستخدام أسطوله من مقاتلات إف - 16 وإف-35 الأمريكية". هذا الهجوم يرى الخبير أنه غير مجد.
الهدف المحتمل الثالث: ما يصفها الخبير بأنها "الطريقة الأكثر فعالية للانتقام" تتمثل في "ضرب مراكز السيطرة. هذه هي الأماكن الوحيدة التي يمكن لإيران أن تضرب منها بأسلحتها بعيدة المدى. ومع ذلك، تقع هذه المراكز في أعماق الأرض. إنها محصنة بشكل جيد للغاية، لكنها لا تزال عرضة لهجمات القنابل الجوية الإسرائيلية القوية مثل تلك التي قضت على زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت".
الهدف المحتمل الرابع:هذا الهدف يصفه الخبير بأنه "محفوف بالمخاطر ليس فقط بالنسبة للشرق الأوسط، ولكن أيضا للعالم بأسره. إذا كانت إسرائيل جادة في تقويض أسس النظام الإيراني، وليس مجرد ضربه، يمكنها أن تضرب جزيرة خارك، حيث تقع محطة تصدير النفط الإيرانية الوحيدة في الخليج، والتي هي أساس اقتصادها ومصدر ثروة النظام الحاكم.
خبراء آخرون يعتقدون أن ضربة الانتقام الإسرائيلية المرتقبة يمكن أن تطال المنشآت النفطية الإيرانية، وأصوات أخرى رأت أن تل أبيب ستوجه ضربات ضد أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، إضافة إلى تنفيذ عمليات سرية مثل تلك التي قتلت بواسطتها إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في يوليو الماضي بمقر إقامته في ضواحي طهران.
جميع الاحتمالات واردة بالنسبة لإسرائيل، وهي بالمثل بالنسبة لإيران، ما يعني أن العالم قد يشهد جولة جديدة مختلفة تماما عما سبق في حرب الصواريخ والمسيرات العابرة للحدود والغارات بعيدة المدى. وربما بأسلحة جديدة.
المصدر: RT