الوثيقة | مشاهدة الموضوع - 14 مليونا في إسرائيل وفلسطين سيتأثرون مباشرة بنتائج الانتخابات الأمريكية : متابعات
تغيير حجم الخط     

14 مليونا في إسرائيل وفلسطين سيتأثرون مباشرة بنتائج الانتخابات الأمريكية : متابعات

مشاركة » الثلاثاء نوفمبر 05, 2024 6:25 pm

5.jpg
 
تترقب دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نتائج الانتخابات الأمريكية، التي من المتوقع أن يكون لها تداعيات خارج حدود الولايات المتحدة. فقد حل اليوم أخيرا واتجه ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع، إذ أدلى 70 مليونا أو ما يزيد بأصواتهم مبكرا لاختيار أحد المرشحين كامالا هاريس أو دونالد ترامب.

ويبدو المرشحان متقاربين جدا في استطلاعات الرأي، ولكن سياساتهما لا يمكن أن تكون مختلفة بشكل أكثر وضوحا. وللمرة الأولى منذ سنوات، يلعب حق المرأة بالإنجاب وصحتها وبخاصة حقها في الإجهاض، دورا حاسما، وفق تقرير حول الانتخابات نشره موقع “ميدل إيست آي”.

ويبرز التقرير كيف يسعى ترامب المجرم المدان للفوز بولاية ثانية وقد كانت القضية الأساسية في حملته الانتخابية هي المهاجرين والاقتصاد، إلى جانب تعهده بمقاومة ما يسمى ثقافة “الصحوة”.

وقام كلا المرشحين بجولات حول الولايات الأمريكية وبخاصة المتأرجحة، مصحوبة بتجمعات صاخبة بما في ذلك ظهور لهاريس ببرنامج كوميدي “ساتردي نايت لايف” في محاولة منها لحشد الناخبين الذين لم يقرروا بعد مرشحهم.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج عدد كبير من الولايات بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع في حوالي الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي. وحتى لو كان الأمر كما في الانتخابات السابقة، فقد يستغرق الأمر عدة أيام للإعلان عن النتيجة الإجمالية. ففي عام 2020 لم تعلن عن نتائج بنسلفانيا إلا بعد أربعة أيام بسبب النتائج المتقاربة بين بايدن وترامب.

وفي ظل النظام الانتخابي الأمريكي المعقد، لن يتم تحديد النتيجة الإجمالية من خلال التصويت الشعبي الوطني ولكن من خلال المجمع الانتخابي الذي يتم فيه تحديد عدد الناخبين في كل ولاية تقريبا بحجم سكانها.

ويحتاج كل مرشح إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي لضمان الفوز، وتتكون ساحة المعركة من تلك الولايات التي تشير استطلاعات الرأي إلى أن أي ولاية منها قد تذهب في أي من الاتجاهين. ونتيجة لذلك، قد تثبت الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان، أنها حاسمة لكلا المرشحين.

تقول إيزابيلا، وهي ناشطة في حركة الشباب الفلسطيني، لموقع “ميدل إيست آي” في تجمع حاشد في مدينة نيويورك خلال عطلة نهاية الأسبوع: “من المستحيل بالنسبة لنا أن ندعم الإبادة الجماعية”. و”من الواضح أن هذا يمثل خطا أحمر بالنسبة لغالبية الأمريكيين، ورغم وجود قضايا أخرى [نتفق فيها مع الحزب الديمقراطي] فإننا لا نستطيع أن نشهد كل يوم فظائع غزة ونحن نعلم أن حكومتنا تدعم هذا الأمر”.

وأشار الموقع إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يؤثر على أشكال التصويت، إذ إن الدعم الأمريكي لحروب إسرائيل قد يقلب أنماط التصويت بين الناخبين الشباب المناهضين للحرب وبين الأقليات التي تشعر بالغضب والإحباط بشكل متزايد من الحزب الديمقراطي.

الدعم الأمريكي لحروب إسرائيل قد يقلب أنماط التصويت بين الناخبين الشباب المناهضين للحرب وبين الأقليات التي تشعر بالغضب والإحباط بشكل متزايد من الحزب الديمقراطي

تقول مريم علوان، وهي طالبة جامعة كولومبيا، وهي أمريكية- فلسطينية من الجيل الأول، بأنها كانت “تعرف نفسها تماما على أنها ديمقراطية” عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما وصوتت لصالح بايدن في عام 2020، ولكنها اليوم من بين العديد من الناخبين الشباب الذين لن يصوتوا للحزب الديمقراطي”. وبدلا من ذلك سترسل علوان صوتها عبر البريد لمرشحة الخضر جيل ستاين وهي “ليست أسوأ الشرين”.

وقالت مريم: “يجب أن تكون الإبادة الجماعية خطا أحمر، ليس فقط للأشخاص المتأثرين بها، بل وأيضا لأي شخص لديه ضمير”.

وأضافت أنه إذا كان الإقبال التاريخي على التصويت لصالح حزب ثالث قد كلف الديمقراطيين الانتخابات، فسوف يضطر الحزب إلى تغيير سلوكه. وأظهرت استطلاعات الرأي العام أن ستاين اكتسبت شعبية في المجتمعات العربية والإسلامية وسط الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان. وبالرغم من أنه من غير المرجح أن تفوز مرشحة حزب الخضر بالرئاسة، فإن أنصارها يرونها خيارا مبدئيا يمكن أن يضع الأساس لمزيد من الجدوى لمرشحي الحزب الثالث في المستقبل.

وتجري الانتخابات الأمريكية في وقت يجد فيه العالم في نقطة انعطاف مهمة في حقبة ما بعد الحرب الباردة مع وجود اختلافات صارخة بين الكيفية التي من المرجح أن يدير بها المرشحان السياسة الخارجية.

تجري الانتخابات الأمريكية في وقت يجد فيه العالم نفسه في نقطة انعطاف مهمة في حقبة ما بعد الحرب الباردة مع وجود اختلافات صارخة بين الكيفية التي من المرجح أن يدير بها المرشحان السياسة الخارجية

وقد واجهت هاريس انتقادات بسبب قلة خبرتها في السياسة الخارجية. وفشلت مسودة برنامج الحزب الديمقراطي لعام 2024 التي اطلع عليها موقع “ميدل إيست آي” في تقديم إجابات حول كيفية تعاملها مع مجموعة من القضايا. بالنسبة للعديد من المحللين، من المرجح أن يكون 14 مليون شخص يعيشون في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة هم الأكثر تأثرا بسياسة الإدارة المقبلة في الشرق الأوسط.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “ميتفيم” الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية في أيلول/سبتمبر دعما قويا لترامب بين الإسرائيليين اليمينيين والوسطيين، حيث رأى حوالي 68٪ من الإسرائيليين أن ترامب هو المرشح الذي “سيخدم مصالح إسرائيل على أفضل وجه”، بينما أيد 14٪ فقط هاريس. وفي عام 2020، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب بأنه “أفضل صديق لإسرائيل في البيت الأبيض على الإطلاق”، وذلك بفضل قرار الرئيس آنذاك بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.

وفي الأشهر الأخيرة من رئاسته، ساعد ترامب أيضا في التوسط فيما عرفت باتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات أبرمتها إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع مع البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب والسودان. ولا يتوقع الكثير من الناس أن تبتعد إدارة هاريس عن إسرائيل، لكن كثيرين قالوا إنها غالبا ما قدمت نفسها كصوت أكثر تعاطفا في إدارة بايدن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.

لا يتوقع الكثير من الناس أن تبتعد إدارة هاريس عن إسرائيل، لكن كثيرين قالوا إنها غالبا ما قدمت نفسها كصوت أكثر تعاطفا في إدارة بايدن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين

وتعتبر العلاقات الأمريكية- الإيرانية، موضوعا مهما في السياسة الخارجية للرئيس المقبل وسيتعين عليه معالجتها، وقد أعرب كل من هاريس وترامب عن وجهات نظر متشددة بشأن الجمهورية الإسلامية، حيث وصفتها هاريس بأنها “أعظم عدو” للولايات المتحدة. ولم تبد القيادة الإيرانية أي مرشح تفضل في السباق الحالي، لكن التقارير أشارت إلى أنها أرجأت هجوما محتملا ضد إسرائيل إلى ما بعد الانتخابات وقبل تنصيب الرئيس أو الرئيسة في كانون الثاني/يناير. فيما واصل المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين تهديداتهم ضد إسرائيل في الأيام الأخيرة.

وقال الرئيس مسعود بيزشكيان يوم الأحد إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران لا يمكن أن تمر دون رد، لكنه أضاف أن “نوع وشدة” الرد يعتمد على ما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان أو غزة. ويرى مسؤولون غربيون أن طهران لا تزال تناقش الخيارات المتوفرة لها للهجوم، بما في ذلك إمكانية استخدام الجماعات المسلحة المتحالفة معها في العراق لمهاجمة إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يعطيها قدرا من الإنكار وربما يمنع المزيد من الضربات على الأراضي الإيرانية. ومن المرجح أن تستفيد السعودية والإمارات اقتصاديا وعسكريا من فوز ترامب، بعد أن تمتعا في السابق بمستويات غير مسبوقة من الدعم الأمريكي خلال إدارته، بما في ذلك موقف واشنطن المتشدد ضد إيران. وقال مسؤول عربي بارز لـ “ميدل إيست آي” إن دول الخليج تركز بشدة “على كيفية تعامل الإدارة المقبلة مع الحوثيين”.

ويعرف الحوثيون، باسم أنصار الله وهم جزء من “محور المقاومة الذي تقوده إيران لمواجهة المغامرات الإسرائيلية والأمريكية في الشرق الأوسط. وتتمتع طهران بدرجات متفاوتة من النفوذ على هذه الشبكة، إذ شن الحوثيون عدة ضربات بمسيرات ضد إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة، إلى جانب استهداف سفن الشحن الدولية في منطقة البحر الأحمر.

ونقل الموقع عن جيرالد فيرشتاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن في عهد إدارة أوباما، قوله إن الطريقة التي تستطيع للولايات المتحدة فيها وقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. وقال: “إذا انتهت تلك الحرب، ستزول ذريعة الحرب، وسيكون من الصعب على الحوثيين تبرير هجماتهم”.

من المرجح أن تستفيد السعودية والإمارات اقتصاديا وعسكريا من فوز ترامب، بعد أن تمتعا في السابق بمستويات غير مسبوقة من الدعم الأمريكي خلال إدارته، بما في ذلك موقف واشنطن المتشدد ضد إيران

ومن غير الواضح أي مرشح يفضله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن مصادر من المقربين له أخبرت “ميدل إيست آي” أنهم يعتقدون أن رئاسة ترامب قد تنجح بسبب تاريخهما المشترك. وقال آخرون في حزب العدالة والتنمية الحاكم إنهم يفضلون احتمال إقامة علاقات مستقرة تحت قيادة هاريس.

وفي أوروبا، قاد احتمال عودة ترامب مرة ثانية إلى قلق البعض. خاصة أن الجمهوري ترامب هدد أكثر من مرة بالخروج من حلف الناتو. وقال فريدريش ميرز، زعيم حزب الديمقراطيين المسيحيين المحافظين في ألمانيا، لأنصاره، الأسبوع الماضي، “ماذا سيحدث إذا انتُخب رئيس [ترامب] للمرة الثانية في أمريكا يعلن أن الناتو عفا عليه الزمن ولم يعد على استعداد للوفاء بالوعود الأمنية” و”عندها سنكون بمفردنا. وبهذا، لا أعني نحن الألمان فقط، بل نحن الأوروبيون”.

عن القدس العربي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات