طوال أكثر من عقد من الزمن، تحول أبو محمد الجولاني، زعيم عصابات النصرة الارهابية، من مجرد مقاتل مسلح يحمل بندقية في أدغال الصراع السوري إلى رجل يرتدي ربطة عنق ويتحدث بلغة الدبلوماسية والاتيكيت، محاولاً تلميع صورته أمام المجتمع الدولي، هذا التحول يطرح تساؤلات حول الدور الحقيقي القذر الذي يلعبه الغرب في دعم بعض الفصائل المسلحة لتحقيق مصالحه في الشرق الأوسط، وفي ظل استمرار معاناة الشعب السوري وغياب أي حل حقيقي للأزمة.
الجولاني: من مقاتل إلى “زعيم دبلوماسي”
بدأ الجولاني مسيرته ضمن تنظيم القاعدة الارهابي في العراق، ليصبح لاحقاً أحد أبرز قادة الفصائل الاجرامية في سوريا.
وبعد سنوات من تصنيفه إرهابياً، ظهر مؤخرًا بعد استيلائه على حكم سوريا بربطة عنق ورسائل موجهة إلى الإعلام الغربي، محاولاً إعادة تقديم نفسه كشخصية سياسية شرعية، هذا التحول، رغم ما يبدو عليه من محاولة للاعتدال، يعكس استراتيجية مدروسة لتأمين دعم خارجي وضمان بقاء هيمنته في إدلب.
الدور الغربي …دعم أم تواطؤ؟
تثار اتهامات حول دور بعض الدول الغربية في دعم هيئة تحرير الشام، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لتحقيق أهدافها في تقويض الأنظمة المستقرة وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
يُنظر إلى محاولات الغرب “تبييض” صورة الجولاني على أنها جزء من سياسة أوسع لتقسيم سوريا وإضعاف أي قوة قادرة على استعادة سيادة البلاد.
متى سينتهي حكم الجولاني؟
التاريخ يؤكد أن الجماعات المسلحة التي تعتمد على الدعم الخارجي تعيش في “فترة صلاحية” محدودة.
• مع تغير المصالح الدولية وعودة التركيز على الحلول السياسية في سوريا، قد يجد الجولاني نفسه أمام خيارين: التراجع الكامل أو السقوط الحتمي.
والتاريخ لن يغفر لأولئك الذين سمحوا للإرهاب بأن يتحول من “بندقية قتل” إلى “ربطة عنق” تقنع العالم بقبوله.
“عندما تسقط الأقنعة، سيبقى الشعب السوري وحده المنتصر”.